عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Feb-2020

تعليمات غير واقعية حول “كورورنا” - سريت روزنبلوم

 

يديعوت أحرنوت
 
جعل الاهتمام المتصاعد بفيروس الكورونا والضغط المفهوم لمنع وصوله الى اسرائيل بكل ثمن أول من أمس حياة العائدين الى اسرائيل من الدول المصابة بالفيروس لعبة تفكير مركب. من يعود في الفترة القريبة القادمة الى البلاد من البلدان المعرفة بالخطر – الصين، سنغافورة، مكاو، هونغ كونغ وتايلندا – سيتعين عليه ان يحطم الرأس كيف سيصل الى الديار من المطار بعد أن حظر عليه استخدام المواصلات العامة، اين سيمكث في ايام العزلة الطويلة المطلوبة منه، ومن بالضبط سيعتني باحتياجاته الاساسية اذا ما الزم البقاء خارجا على مدى اسبوعين.
المزيد فالمزيد من الاسئلة التي ليس لها جواب برزت في الايام الاخيرة. في أي ظروف يتعين على المسافرين العائدين ان يعيشوها؟ هل مسموح لهم الاتصال بأبناء عائلاتهم، وماذا سيكون مصير العائلات التي سبق أن تعرضت لذلك؟ فهل هي ايضا ملزمة بالعزل؟ انعدام اليقين حول كل هذه المسائل يولد ردود فعل متطرفة ولا تغتفر، مثل ابعاد الاطفال عن اهاليهم الذين عادوا من مثل هذه البلدان عن مؤسسات التعليم التي يتعلمون فيها أم نبذهم العالمي كخطيرين.
بدلا من تهدئة الخواطر وتوفير تفسيرات مسؤولة وواعية عن الخطوات اللازمة لمنع انتشار المرض، بهدف تجنيد التزام عام ضروري لمكافحة الفيروس، تشعل وزارة الصحة نفسها حالة الهلع. هكذا مثلا علم أمس عن تأسيس “واش”، وهي منظومة تبليغ هاتفية تستهدف المواطنين القلقين الخائفين من ان جيرانهم الذين عادوا من اسرائيل خرقوا شروط حظر التجول المفروض عليهم. كما علم ان ثمانية مراقبين خاصين سيتجولون بين مئات المحاصرين في محاولة للتأكد من احترام شروط عزلهم.
ان جملة هذه المبادرات الابداعية، التي لن توضع ابدا قيد الاختبار في الواقع، تثير الشك في أن هناك من يشجع الفزع لاسباب غير موضوعية. ليس هناك كمثل الخوف من الاخرة البيولوجية ليصرف على النحو الافضل الاهتمام عن الواقع السياسي المأزوم وعن خطوات جنائية معلقة فوق رؤوس مسؤولين كبار مختلفين في الحكومة.
كل هذا كان يمكنه ان يكون مثيرا للدعابة لولا خطورة الوضع الذي علقنا فيه. فالفيروس العنيف انتشر حتى الآن الى 28 بلدا، غير الصين. عشرات الآلاف اصيبوا ونحو الفين توفوا. ويحذر اطبار كبار منذ اسابيع بأن اسرائيل غير جاهزة لسيناريو العدوى الجماهيرية. وبغياب شروط العزل المتشددة، طواقم طبية واغاثة كبيرة واجهزة تنفس لأزمة لمعالجة المرضى الحرجين، فإن من شأن منظومتنا الصحية ان تجد نفسها في حالة غير مسبوقة سيتعين عليها أن تفرز من سيحظى بالمساعدة ومن سيضطر لأن يكافح في سبيل حياته وحده، بلا معونة.
الفوضى الحالية هي فقط المؤشر الاولي لما ينتظرنا لاحقا. اذا كانت هكذا تبدو الامور حتى قبل وصول الوباء الى اسرائيل، من المخيف التفكير بما ينتظرنا بعد أن يكتشف هنا المريض الاول بالكورونا.