حسن یوثق خبرتھ المعرفیة بكتاب "السینما الأردنیة.. بشایر وأحلام"
إسراء الردایدة
عمان–الغد- لطالما اھتم الناقد السینمائي الأردني والزمیل ناجح حسن في تاریخ السینما، فھو یعد بمثابة موسوعة معرفیة حیة في مجال الفنون السینمائیة، والتي اكتسبھا على مدى سنوات طوال من خلال خبرتھ في المتابعة والقراءة والبحث، خاصة السینما الأردنیة التي لم یتوان بھا عن تقدیم النصح والدعم للمواھب الشبابیة التي تبحث عن صوت لیكون الأول والسباق في الكتابة عنھا ومتابعتھا.
في كتابھ الجدید ”السینما الأردنیة بشایر وأحلام“، وقع اختیار غلافھ لمشھد من فیلم ”ذیب“ للمخرج
الأردني ناجي أبو نوار؛ إذ یتحدث الناقد حسن في مقدمتھ عن الطاقات الأردنیة الشبابیة في الأردن، والجھود التي تبذل لتطویر ھذه الصناعة محلیا، والتي ما تزال تنمو وتتوسع بخطوات صغیرة أكسبتھا حضورا عربیا وعالمیا، وبالرغم من كل ھذا یلفت لأھمیة تضافر الجھود كافة من قبل الجھات المختصة لتحقیق ذلك.
یقع الكتاب الذي أصدرتھ ”الآن ناشرون وموزعون“ في 316 صفحة من الحجم الصغیر، و22 بابا، لكل واحد منھا خاصیة مختلفة، ففي باب ”طاقات ضبابیة ترنو إلى الإبداع والابتكار“، خصصھ الناقد حسن للحدیث عن المشھد السینمائي المحلي بشكل عام، وصناع السینما الشباب الذین تمكنوا من تحقیق إنجازات، بالرغم من الموارد والإمكانات القلیلة. ومن ثم یولي تفصیلا أعمق في الأبواب التي تلیھ لشخصیات مثل ”عدنان الرمحي.. الرھان على الجیل الجدید في تطویر السینما“، وتناول فیھ ما حققھ الرمحي من إنجازات محللا أفلامھ وأسلوبھ من خلال مقابلة معھ.
وفي ”عدسات السینما الأردنیة تلتقط إبداعات إنسانیة“، یمر حسن برواد ومؤسسي المشھد السینمائي المحلي مثل ”صراع في جرش“ في العام 1959 ،وركز قلیلا على أفلام المخرج فیصل
الزعبي صاحب فیلم ”الحرباء“، وأیضا ”غصة أو حي في البحر المیت“ وھو فیلم وثائقي، كما مر أیضا بالمخرج الأردني ھیثم التمیمي الذي أنجز أفلاما قصیرة عدة منھا: ”أحادیث الصمت“ و“الفخ“
المأخوذ عن قصة الكاتب المصري محمد البساطي، وآخر تحت عنوان ”كل النساء“ وغیرھا.
ویولي حسن في أبواب كتابھ عنایة دقیقة لكل المخرجین الشباب الأردنیین، وأسماء أفلامھم، وتحلیل
لھا، الى جانب استعراض للمھرجانات السینمائیة المحلیة بالرغم من محدودیة مواردھا، وواقع الأفكار والاستلھام الذي تتأتى منھ ھذه الأفلام خاصة التي تناولت تأسیس المملكة الأردنیة الھاشمیة والثورة العربیة الكبرى، الى جانب كل الأفلام التي شملتھا.
وتضمن الكتاب أیضا، استعراضا لفیلم ”الأفعى“ لمخرجھ جلال طعمة الذي أنجزه في العام 1972 ،وأفلام أنجزت من قبل مؤسسات مثل ”غالیة“ الذي أصدرتھ بترا للتوعیة بمرض السرطان.
وفي باب ”مخرجات أردنیات.. یسردن حكایات بلغة الكامیرا“ یتناول الأعمال متفاوتة المستوى والإمكانات لمخرجات منھن دالیا الكوري، غادة سابا، ساندرا ماضي، ربى عطیة، ریم العمري، سھاد الخطیب وغیرھن، ومنھن المخرجة الشركسیة وداد شفاقوج التي أفرد لھا أبوابا مختلفة حول أفلامھا وبرؤیتھ النقدیة.
ویلقي حسن الضوء في كتابھ على مخرجات في بدایة مسیرتھن منھم: لور مدانات ابنة الناقد
والمخرج عدنان مدانات، التي أنجزت بعضا من الأفلام القصیرة التي تبشر بمستقبل واعد من
خلال الخبرة المعرفیة التي اكتسبتھا من والدھا ومن دراستھا.
في كتاب ”السینما الأردنیة بشایر وأحلام“ تتواصل جھود الناقد حسن لتوثیق المشھد السینمائي
المحلي والتعریف بصناع السینما الشباب وبأعمالھم، ویعد تقریبا المرجع الوحید الذي یوفر ھذا الكم
الكبیر من المعرفة والمعلومات برؤیة نقدیة، ومقالات معمقة، والتي تكمل كتابیھ السابقین وھما:
”شاشات العتمة.. شاشات النور.. كتابة في أفلام أردنیة“، و“عتبات البھجة قراءة في أفلام أردنیة“.
إلى جانب عدد من الكتب المختلفة التي تشمل مقالات نقدیة وأخرى مرتبطة بتاریخ المشھد المحلي بصناعة الأفلام منھ أھمھا ”السینما والثقافة السینمائیة في الأردن“ في العام 1991 وغیرھا.
وشارك الناقد حسن كعضو في لجان تحكیم بمھرجانات عربیة وعالمیة عدة، ونظم العدید من الفعالیات والنوادي السینمائیة، والتي ما یزال یولیھا اھتماما كبیرا حتى ھذا الیوم.