عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2019

مواد صحافيّة ترتكب مخالفات مهنيّة في "اليوم العالميّ للصحّة النفسيّة"
أكيد – رشا سلامة - 

 ارتكبت مواد صحافية جملة من المخالفات المهنية في تغطيتها موضوع الانتحار، الذي استأثر بالنصيب الأكبر من النقاش، في "اليوم العالمي للصحة النفسية"، منها: سوق آراء غير مستندة لمصادر وخبراء حول دوافع الانتحار وأسبابه، بالإضافة لتفصيل كيفية الانتحار على لسان نساء أردنيّات، وتفصيل طرق الانتحار في معرض تعدادها، وهو ما يتنافى مع المهنيّة والمسؤوليّة الأخلاقية للصحافيّ في عدم تفصيل وقائع الانتحار والجريمة؛ لئلا تكون مُلهمة لآخرين.

وربطَت معظم المواد الصحافية التي تحدّثت عن "اليوم العالمي للصحة النفسية" بين المناسبة وبين تقرير صادر عن جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، لترتكب في أغلبها المخالفة المهنيّة ذاتها وهي تفصيل كيفيّة الانتحار وطرقه، ما قد ينطوي على إلهام لدى من يفكّرون بالانتحار، وهو ما ينسحب كذلك على تفصيل كيفية حدوث جريمة ما.

وكان "أكيد" قد استعرضَ غير ذات مرة مخالفات مهنية في هذا السياق، كما اقترحَ عدداً من الأساليب المهنية للتعامل مع حالات الانتحار، من بينها:

  • راقب اللغة جيّداً: تأكّد من كونك تستخدم لغة دقيقة وصحيحة وبعيدة عن الصور النمطية والاستسهال. لستَ مخوّلاً بتشخيص مرض ما أو اضطراب سلوكيّ ما، ما لم يرد على لسان المخوّلين بقول هذا. لذا، تأكّد من كونك لا تقحم نزعاتك الشخصيّة وآرائك في تغطية حوادث من هذا القبيل ووصف هؤلاء الأشخاص. فليكن انحيازك لما هو مهنيّ، وانسبه لطبيب، أو خبير مختصّ، أو مصدر أمنيّ.

 

  • لا تعرض المشكلة فحسب، بل قَدّم سبل العلاج والحلول: كثيراً ما تحدث هذه الثغرة، وهي أن يتناول صحافيّ ما الحادثة ومظاهرها وتبعاتها، من دون أن يحاول وضع يده على مكمن الخلل، من خلال سؤال المختصّين ومحاولة تناوُل الظاهرة بطريقة أكثر شموليّة وعُمقاً. احرص دوماً على تدعيم الخبر بخلفيّات كافية وبآراء خبراء، وعزّز هذا بتحقيق صحافي وافٍ حول الظاهرة وأسبابها واقتراحات لعلاجها.

 

  • لا تقف عند ما هو طافٍ على السطح: إن كانت هذه النصيحة تنسحب على العمل الصحافيّ برمّته، فإنّ الأكثر إلزاماً هو البحث عن زوايا جديدة عند المعالجة الصحفيّة لتلك الموضوعات. لذا، تفقّد الموضوع من جوانبه كافة، واحرص على عنصريّ الجدّة والفرادة في تناوله. لا تكُن نمطيّاً ومألوفاً في تناولك. اسأل ذاتَك دوماً عن الجديد الذي بوسع مادتك تقديمه.

 

  • دعّم موضوعك بالمعلومات والأرقام: ركّز على هذا الجانب من خلال الاستفسار عن الأرقام من الجهات المعنيّة والمختصّة بالعلاج. عُد للأرشيف وقم بإحصاء المطلوب بقدر الاستطاعة في حال لم تتوفر الأرقام الكافية. ابحث عن أرقام عالميّة مشابهة وحاول عقد مقارنات؛ لتجويد مادتك ومنحها أبعاداً مهمّة.
  • توجّه للخبراء المختصّين والأكفّاء: أي تَوجَّه بالسؤال لمن هو معنيّ فعلاً وقادر على تقديم إجابة شافية عن موضوعك. من الأفضل التوجّه إلى طبيب نفسيّ و/أو خبير اجتماعيّ متخصّص في قضايا ذوي الاضطرابات السلوكيّة. استطلع، أيضاً، آراء خبراء نفسيّين معنيّين بالحالة التي بين يديك من قبيل الأفعال العدوانيّة ضدّ الآخرين أو محاولات الانتحار، وغيرها.