عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Nov-2025

Copy Paste Forward*محمد داودية

 الدستور

يرسل لنا الأصدقاء إشاعات ضارة تصلهم على منصات التواصل، يقومون دون تدقيق أو تبيّن، بعمل «كوبي بيست» لها، غافلين عن أنها تسبب الإحباط وتزرع الشكوك وتُزعزع الثقة.
 
نسأل أصحابنا المحترمين، الذين يحملون درجات علمية ومهنية عالية، وشغلوا أو يشغلون مواقع مرموقة، عن سبب ترويج إشاعات خطيرة تمس الأمن والاستقرار والطمأنينة الوطنية للبلاد، نناقش أصحابنا، الذين لا يمكن التشكيك في وطنيتهم، في هشاشة الإشاعات التي ينقلونها، وفي ضعف تلفيقها، وركاكة تغليفها، ونكشف لهم أنها إشاعات لا تصمد أمام أي تحديق أو تدقيق أو تحليل وتبيّن.
 
وحين نسأل عن سبب إغفال عناصر التحقق مما يحملون لنا من إشاعات، نحصل على إجابات تحمل ذريعة مثل «أرسلتها لتطلع على ما يدور في البلد» (وكأننا من المستشرقين) !!
 
أو تحمل ذريعة اخرى مثل «أرسلتها لتكون على بينة»، أي أن المرسل الذي لا يتبين، حريص على أن تتبين !!
 
أو ذريعة ثالثة مثل أرسلتها «لمعرفة الحقيقة»، وكأن معرفة الحقيقة تتم من خلال نشر البهتان والتزوير والتضليل !!
 
وثمة طريقة عجيبة لنشر الإشاعات هي استخدام صيغة السؤال:
 
هل صحيح أنهم باعوا المطار؟
 
هل صحيح أنهم باعوا مبنى الدفاع المدني؟ هل صحيح أنهم باعوا مدينة الحسين الطبية؟ هل صحيح أنهم باعوا البترا ؟ هل صحيح أنه يتم إخفاء وجود النفط في الأردن؟
 
لسنا مخولين لنفي الإشاعات، لكن مسؤوليتنا الوطنية تملي علينا أن نتصدى للإشاعات الكاذبة الملفقة ضد الأفراد والمؤسسات والوطن.
 
لقد أشرت اكثر من مرة إلى «الوحدة 8200» الإسرائيلية، ودعوت إخوتي المواطنين إلى البحث عنها، للتيقن من أن هذه الوحدة السامة، لن تتركنا ولن تعتقنا، وأنها ستظل تطلق الإشاعات المدروسة التي تحمل دسمًا ضئيلًا من الحقيقة، وتدس فيه شحنة كبيرة من السموم الخطيرة.
 
يجدر بنا أن نطبق التكليف الرباني الذي اتخذه جهاز الأمن العام شعارًا لمواجهة فيض الإشاعات: {فتبيّنوا}.
 
إن تمام الوطنية، وكمال العقل، والوعي، واليقظة، تكون في أن لا تجرنا الغفلةُ للعمل ضد أنفسنا، وأن نتفادى نقل الإشاعات وتحويلها: «كوبي بيست فورورد».