عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Oct-2022

ممارسات غير مقبولة!*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي 

المشي من أفضل الرياضات، وبالذات في المراحل العُمْرية المتقدّمة. وهو ضرورة نفسية وجسدية مُلحّة لآلاف مُؤلفة من العاملين في المؤسسات العامة والخاصة الذين يمضون معظم أوقاتهم جالسين.
 
أهل الريف والبادية محظوظون لأن باستطاعتهم العمل أو التمشي في الحقول والسهول والصحاري المجاورة. ومحظوظٌ من لديه مزرعة يقضي أوقاتاً فيها مليئة بالحركة، أو من يعمل في مجال تقتضي طبيعته الحركة الدائمة.
 
لكن أهل المدن أقل حظاً من الفئتين آنفتي الذكر من هذه الناحية، وبالذات أصحاب الدخول المتواضعة الذين يعيشون في شقق ولا توجد بقربهم حدائق ولا يستطيعون تحمّل كُلف الأندية الرياضية.
 
ماذا يفعل هؤلاء؟
 
ليس أمامهم سوى المشي على الأرصفة. وهذا من حيث المبدأ خيار جيد، فمُدُننا بشكل عام تحسنت، وفيها أحياء غاية في الجمال.
 
لكنّ هنالك بعض الإشكالات تتعلق بأحوال الرصيف، تطرّق لبعضها كثيرون.
 
بعض الشوارع دون أرصفة أصلاً فيضطر المرء إما إلى المخاطرة بروحه فيمشي في الشارع أو يغوص في التراب صيفاً والوحل شتاءً.
 
لكن شوارع كثيرة لها أرصفة وبعضها مواتٍ للمشي، فيرتادها المرء ويشعر بنشوة وسعادة وهو يطوي مئات الأمتار ويحرق السعرات ويستنشق الهواء النقي نسبياً ويستمتع بالمناظر الخلابة أو المقبولة.
 
بيْدَ أن أجواء المشي على الرصيف تُعكّرها الممارسات السلبية، وغير القانونية في تقديرنا، والتي تنمّ عن أنانية من قبل ممارسيها نذكر ثلاثاً منها.
 
الأولى، وقد تحدّثنا عنها سابقاً، وهي أن بعض الأرصفة تحتلّها أشجار تأخذ كامل مساحة الرصيف، بسبب عدم تقليمها أو لكونها من النوع الذي ينمو عرضاً لا ارتفاعاً. وهنالك بعض من حوّل الرصيف ليكون امتداداً لحديقته.
 
والأصل أن تكون الأشجار التي تُزرع في الرصيف من النوع الذي لا يعيق المشي، والحق يقال إن هنالك العديد منها الذي ينطبق عليه هذا الوصف فيُسرّ مستخدم الطريق بمنظرها وأحياناً يستظل بظلها. الإشكال يكمن في الشجر المُتمدّد على راحته، المُحتل للرصيف والمُعيق للحركة.
 
الممارسة السلبية الثانية تتمثل في قيام بعضهم بالاصطفاف على الرصيف أمام بيوتهم أو مكاتبهم. المفترض أن يكون الاصطفاف إما في الكراج داخل المبنى أو على جانب الشارع لكن ليس على الرصيف. هذه ظاهرة جديدة بدأنا نشهدها مؤخراً. والمزعج أن بعضهم يصطف أمام الكراج على الرصيف والكراج فارغ، وكأنّ لسان حاله يقول: «أنا أملك الرصيف"! أين يمشي المرء؟
 
أما الممارسة الثالثة فهي قيام بعضهم بوضع شواخص وأدوات معيقة للاصطفاف على كامل سور البيت بهدف منع السيارات من الاصطفاف في جانب الشارع المحاذي له، وكأنّه يرسل رسالة مفادها أن الشارع العام هو مُلكه الخاص. نحن لا نتحدث عن مباني الوزارات والسفارات والتي ربما نتفهّم لجوءها لهذا الإجراء، لكن عن أناس عاديين.
 
والمُزعج أن العوائق تمنع الناس من استخدام الرصيف.
 
هل يجوز كل هذا؟
 
أولاً هذه الممارسات جزء لا يتجزأ من ثقافة الأنانية المُتفشّية في مجتمعنا؛ وثانياً الأصل أن تكون هنالك قوانين صارمة تُنظّم هذه الأمور ويتم تطبيقها.
 
من حق الجميع، وبالأخص «الغلابا» المشي، والمشي براحة وأمان.