عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2020

“قادرون”.. حملة وطنية تحتفي بذوي الإعاقة وتكرم إنجازاتهم

 

ربى الرياحي
 
عمان–الغد-  الإيمان بالمسؤولية المجتمعية هو الركيزة الأساسية التي تستند عليها حملة “قادرون” والمعنية بتكريم أشخاص من ذوي الإعاقة سجلوا بصمات واضحة في مجتمعهم، ورفضوا الاستسلام لمعوقات اعترضت طريقهم، وكان الإصرار لديهم بإثبات الذات والتميز على المستويات كافة.
هؤلاء الأشخاص استطاعوا أن يكونوا مبدعين وملهمين لغيرهم، عبر إنجازات كثيرة تستحق أن تقدر ويشاد بأصحابها الذين لم يقبلوا بأن يقفوا على أطراف الحياة وتصدوا لكل العوائق بدون أن يشعروا ولو للحظة بالضعف أو الهزيمة.
أرادوا أن يخلقوا من العثرات وتلك الحجارة، سلما يرتقون به نحو القمة، هم بطموحهم الكبير نجحوا في أن يحفزوا صاحبة الفكرة والمنتجة ناديا نفاع على إطلاق حملة وطنية تهدف في الدرجة الأولى إلى تكريم الأشخاص من ذوي الإعاقة ممن لديهم إبداع وتميز.
ولأنها تؤمن بالمسؤولية المجتمعية والمشاركة وجدت أن من واجبها الاحتفال بفئة قادرة على البذل والإنتاج، تقاوم وترغب بإصرار وإرادة أن تسجل حضورا مميزا استثنائيا في مختلف قطاعات المجتمع، وهذا تماما ما لمسته نفاع وتسعى إلى إبرازه والمصادقة عليه.
بعد ثماني سنوات من العمل المتواصل والبحث والمثابرة والاجتهاد، لم تشعر نفاع بالتراجع أو الملل، هي ورغم كل التحديات التي واجهتها بقيت فكرتها نابضة بالحب والإنسانية، كانت واثقة بما لديها من أدوات تعينها على تحقيق رؤيتها العادلة تجاه الأشخاص من ذوي الإعاقة.
تقول نفاع إن اختيارها للترويج للحملة والحصول على الدعم اللازم وإبقاء كل ذلك بمنأى عن المحسوبية وغيرها من الطرق، أمور فرضت عليها السير في طرق وعرة غير معبدة، وفضلت أن تبدأ وحدها من الصفر، لم ترض إلا أن تكون محل ثقة أشخاص ارتبطت معهم بصداقات ورأت فيهم القوة والإرادة والعطاء.
آمنت بوجودهم وبأنهم قادرون على بناء وطنهم ورفع اسمه عاليا في أهم المحافل الدولية والعالمية، فأبصرت الحملة النور قبل سنتين.
وبعد عمل وتفكير طويل، ارتأت أن تكون طريقة التكريم جديدة وغريبة قائمة على إبراز قدرات يجهلها الكثيرون مخفية بالنسبة لهم، لذلك سلطت الضوء على قصص واقعية لذوي إعاقة، قصص ليست من نسج الخيال وأبطالها لم يصلوا من فراغ إلى الصدارة بل تعبوا وجاهدوا ونحتوا في الصخر ليكونوا جديرين بالتكريم اليوم.
قامت نفاع بتوثيق تلك القصص المميزة وتسطير إنجازات مهمة تنحني الرؤوس لها احتراما، وذلك من خلال الاستعانة بالواجهات الإعلانية الكبيرة Billboards الموجودة على الطرقات لكونها طريقة مؤثرة تثير اهتمام كل من يراها، وقادرة على جذب الأنظار إليها حتى يتسنى للرسالة أن تصل بالشكل الصحيح وبأسلوب إبداعي يدل على أهمية الموضوع.
وتبين أن قربها الشديد من الأشخاص ذوي الإعاقة أكسبها ثقتهم، لهذا السبب أرادت أن تشاركهم فرحهم وإنجازهم وتحتفل بهم وتكون صوتهم الذي ينادي بالمساواة والدمج والتقبل والعيش بكرامة وفخر.
وتلفت إلى أن أكبر تحد يواجه الحملة ويربك امتدادها رغم انتشارها في كل المحافظات هو الدعم المادي، وقلة الصناديق الداعمة للمبادرات والحملات يجعل حتما إمكانية تطوير تلك الأفكار الإبداعية في غاية الصعوبة ويحد من نشر التوعية والتثقيف بدور هؤلاء الأشخاص في المجتمع وتغيير الكثير من التصورات الخاطئة عنهم ومنحهم الفرصة لتقديم أنفسهم بعيدا عن المبالغة أو حتى عن الاستهانة واللامبالاة.
تقول إن عملها كمتطوعة في الجمعيات الإنسانية المدافعة والمناصرة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لسنوات عدة مكنها من أن تسهم من خلال شركة الإنتاج الفني green bananas وبالتعاون مع جمعية “أنا إنسان” في تنظيم حملة “قادرون” وتعزيز دور الجمعيات الصغيرة في مساندة هذه الفئة المبدعة.
وتوضح أن حصولهم على دعم شركة “orange” الأردنية ساعدهم على تكريم عشرين شخصا ممن لهم قصص نجاح مميزة من ذوي الإعاقة، وذلك ضمن جهود الشركة لتمكين ودعم هؤلاء الأشخاص وفي كل الميادين وتشجيع الجهود الرامية لتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع سواء عبر الخدمات أو البرامج المجتمعية تحت مظلتها.
تركيز الحملة على أهمية المشاركة والعمل يدا بيد يجعلها أقدر على نشر الوعي الإعلامي والاجتماعي وتعريف الناس بنماذج قادرة على صناعة الأمل من قلب الألم والمعاناة، وذلك في مجالات عدة كالطب والرياضة والبرمجة والعمل المجتمعي والإعلام والتعليم وغيرها.
ومن بين الأشخاص الذين تم تكريمهم مها البرغوثي، وهي بطلة عالمية أولمبية وأول عربية تحصل على ميدالية ذهبية في بارالمبيك سيدني، وزيد الرشواني مهندس برمجيات في شركة expedia، والدكتور علاء الخالدي طبيب وجراح فم وأسنان، وياسين سلامة مدرب ومصمم كراسي متحركة في رياضة ألعاب القوى، وشملت الحملة، كذلك، المميزين من ذوي الإعاقة البصرية مثل الدكتور عبد المجيد صلاحين، عميد سابق وأستاذ في الجامعة الأردنية وروان بركات مدربة دراما ورئيسة مؤسسة رنين.
كما أن الحملة تهدف إلى تفعيل قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الأردني رقم 20 للعام 2017 وتطبيق الاتفاقية الدولية وتحديدا رقم 8 الملزمة بممارسة سياسات فعالة في مجال التوعية من أجل تعزيز صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة ومكافحة شتى أشكال الصور النمطية.
وتطمح نفاع اليوم إلى توسيع الحملة أكثر، وذلك عن طريق تضافر جميع مؤسسات المجتمع والحصول على الدعم الكافي لتستطيع هي بالمقابل، ومن خلال الحملة، تكريم كل من لديه القدرة على تسطير النجاح تلو الآخر والتواجد فعليا بإنجازات تستحق أن تكون مصدر فخر واعتزاز على كل المستويات لأن التأهيل والدمج، الدعم والتأييد، المناصرة والإصرار، المتابعة والكفاءة، أساس النجاح.