عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Feb-2021

الأردن.. مرجعية القرارات الإقليمية القادمة*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي

في أول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، يستبعد الرئيس الإسرائيلي من الاتصال الهاتفي المباشر من قبل الرئيس بايدن إلى فترة ما زالت تُحير المراقبين الصهاينة ووسائل الإعلام، ولأول مرة في هذا التاريخ وبسياقه يكون الاتصال الأول من قبل الرئيس الأميركي المنتخب فقط مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
 
تلك لا تعد مشهداً سطحياً في العلاقات الدولية الدبلوماسية الخارجية، إنه مؤشر إلى أن الحكمة والثقة والمكانة الاستثنائية لجلالته تعد مركزاً حقيقياً في الرؤية الخارجية، ليس فقط الأميركية، إنما فيما انعكس مباشرة على مفهوم آليات إدارة الصراع في ظل الاضطراب السياسي والفوضى التي شكلها دونالد ترمب خلال معالجاته الفوضوية للمنطقة من ركيزة واحدة وهو لا وجود لأحد غير الكيان الصهيوني في المنطقة يجب أن تؤخذ مصالحه بالاعتبار.
 
هذه الرسالة التي بعثت بها إدارة بايدن إلى الأردن، تعني أن الأردن سيكون مركز حركة الدبلوماسية الخارجية الأميركية والعالمية عندما تطرح أي مشاريع قادمة من خلال التنسيق المباشر والقراءة الحقيقية لحكمة التوازن الدبلوماسي الأردني، والذي أغفل سابقاً، ورغم ذلك الإغفال والضغوط استطاع بحكمة جلالة الملك أن يبقي توازنات حقيقية ضمن إطار ثوابته القيمية والسياسية والعروبية والقومية، وأولوية القضية الفلسطينية كأساس ومركز لأي حديث مستقبلي.
 
إذن أصبح كل قادة المنطقة على قناعة مطلقة بأن محورية الدور الأردني ليست فقط هدفاً، إنما جزء لا يتجزأ من القراءة الموضوعية لحل القضية الفلسطينية، وإعادة التماسك لاقتصاده الوطني حتى ينأى بنفسه عن التمحور هنا وهناك، حفاظاً على وئامه ووحدته الوطنية الراسخة في كل المجالات، التي بعثت برسالة واضحة إلى أن المسؤولية المجتمعية الأردنية ليست فقط هي مسؤولية تستحدثها الأحداث العابرة أو الكوارث الصحية كما في كورونا، إنما هي جزء من وعي جمعي أردني انتقل بكليته إلى وجدان جمعي جعل من التكامل بين القيادة والشعب والمؤسسات نموذجاً ما زال يقرأ في آليات إنتاجه.
 
فمهما كانت الملاحظات والاعباء فاربع سنوات من صراع الاضداد في المنطقة، والذي كان يستهدف في كل الحالات تهميش القضية الفلسطينية وتهميش الدور المحوري الأردني، والضغط عليه للانخراط الكلي في «صفقة القرن» ووجهه بصمود استثنائي كان في كل أشكال التوازنات الدولية والقراءات الإقليمية والتحليلات صموداً يعبر عن ذلك التجاذب الكلي والفهم العميق لسياسة جلالة الملك والوقوف خلفها، رغم ما كان يصنع خلف الخطوط من إجهاض متدرج للاقتصاد وصولاً إلى أن يقبل الشعب الأردني وقيادته بالابتزازات الاقتصادية، التي كان يقودها الكيان الصهيوني وبعض القوى الدولية لتمرير «صفقة القرن» وتداعياتها.
 
هكذا هو الأردن نحمد الله على حكمة جلالة الملك في التعامل مع تلك الأزمات والأخطار، ونحن على قناعة مطلقة أن المستقبل مشرق بكل تفاصيله، لأن الحكمة التي يقودها باقتدار جلالة الملك وولي عهده الميمون في إطار الوحدة، والوئام المجتمعي والمسؤولية المجتمعية المتفردة، من الافراد إلى المؤسسات إلى كل مفصل من مفاصل هذا الوطن وعلى راسه القوات المسلحة الاردنية الباسلة والأجهزة الامنية التي تعاملت بمسؤولية وطنية عالية مع الإفرازات التي أخرجتها الجائحة والضغوط الاقتصادية، فطوبى لهذا الوطن الجميل.