عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2021

مئة عام من الاعتزاز والتحديات*سلطان عبد الكريم الخلايلة

 الراي

لم تكن مئة عام سهلة، وها هي توشك أن تنقضي لنبدأ مشواراً مئوياً آخر، فمنذ 1921م حتى عام 2021م لم تنقلب الدنيا رأساً على عقب فحسب؛ بل إن الناظر إلى ما كانت عليه الدنيا وما صارت إليه يكاد يُقسم أننا في حضرة كوكب آخر.
 
مئة عام سَلَكَت فيه الدولة مسارات لم تكن سهلة، فكُنَّا كمن يسير على الجمر ولكننا مررنا؛ اليوم ننظر إلى تحدٍّ آخر في سؤالٍ يقول: كيف سنمر في المئوية الثانية كما مررنا في الأولى، فبين مئوية مضت وأُخرى آتية؛ نقف اليوم كأردنيين باعتزاز ونحنُ أمام رحاب ممتد من أيام وسنوات خيرٍ مُقبلة مدعومة بمئة عام من الانجاز.
 
أما اليوم، ونحنُ نبدأ في هذه الذكرى، إذ نحتفي بتاريخ مليء بشواهد ووثائق تروي سيرتنا المُباركة على أُسسِ شرعية الحكم الهاشمي ومشروعيته، إذ أنَّ الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه حرص على منح التأسيس وبداياته وجهاً عُروبياً قومياً بأبعادهِ الإسلامية المستندة إلى جذور النسب الهاشمي الشريف وعلى هذا تأسست المملكة بشرعية الحكم وصلتها الدينية إضافةً إلى المفهوم القومي بدلالاته الرحبة التي مثلتها الثورة العربية الكبرى الجامعة لأبناء العرب ومشروعهم وخدمة الإنسان ورفاهه.
 
وعبر مسيرته في النصف الثاني من قرن مضى، فإنّ الأردن استمر في وضع الأُسس لأنموذج نهضوي تنموي عزّز خطابه ومشروعية الحكم فيه، وأمام هذا التاريخ الممتد الذي صَهَر الأردنيين كافة بدولتهم وجَعَل منها الرافعة لتنميتهم؛ بات هناك مفاهيم جامعة للأُردنيين جميعها تعابير اعتزاز، وبين أيدينا اليوم آلاف الوثائق تروي وجوه هذا التاريخ عبر سنوات مضت، غير أن هذا الماضي هو الدافع للنظر الى الأيام المُقبلة والبناء عليه دون استغراق كبير في الماضي على حساب الحاضر والمستقبل.
 
هُنا نعي تماماً بأنّ مئوية الدولة الأُردنية هي مناسبة للاستمرار والعمل بالروح الجامعة لتنمية الأردن، فنحنُ اليوم نملك قيادة هاشمية استطاعت التغلب على المصاعب كافة وتطويع السياسة والجغرافيا لأجل بناء الإنسان، ونعي أيضاً بأنَّ مشروع الأُردن هو الإنسان وتوفير الحياة الكريمة الآمنة له، وهذا هو النموذج الأردني الذي استطاع أن يكون علامة فارقة في منطقتنا، وتمكَّن من ترجمة معاني مقدرة إنسانها على صياغة دولة ووطن قوي بحضوره ورصيده التاريخي والسياسي.
 
وعلى هذا نستذكر بدايات التأسيس وإرادة الملك المؤسس طيب الله ثراه بأن تكون هذه البلاد بلاد خير وأمان، وكلنا واثقون ببذل مليكنا المفدى لأجل المستقبل والحاضر؛ فهي مئوية الدولة التي نعتبرها تتويجاً لعبقرية الأردن بقيادته الحكيمة.