نتنياهو... ومرض (النازية السلوكية)!!* رجا طلب
الراي -
لا اعلم الى اي مدى ادى ويؤدي الجهل بعقلية وعقيدة اليمين الاسرائيلي من قبل بعض العرب بمستوياتهم ومواقعهم المختلفة الى "التقزم السيكولوجي والايدولوجي" امام هذا اليمين للدرجة التي نجح فيها هذا اليمين "في مسخ" هذا البعض وجعله يؤمن بان "اسرائيل" هي دولة صديقة يمكن التفاهم والتحالف معها، وهو امر يدلل على ان العقل الذي ينتج هذا التصور هو عقل بائس وجاهل ولا يعرف شيئا عن العقلية العنصرية التي لا تؤمن بالاخر (الاغيار) حتى وان كان هذا الاخر هو اقرب الحلفاء لها، وهذا التمييز يظهر التطبيق الحرفي لما جاءت به التوراة (انتم شعب مقدس للرب الهكم اياكم اختار الرب لكي تكونوا له شعبا خاصا من بين جميع الشعوب)، ( سفر التثنية 6: 7 ).
اذا ما دققنا في هذا "السفر" نرى ان "اسرائيل" تمارس هذا الامر بكل وضوح وبلا اي نوع من الخجل او الوجل مع الشعب الفلسطيني فهي "شعب الله المختار" وهو امر يجمعها تماما مع النازية التى تعاملت مع اليهود في اوروبا على انهم دون البشر، فاليهود الذين يعتبرون انفسهم شعب الله المختار كانوا في نظر النازيين اناس لا يستحقون الحياة، ولذلك قام هتلر بمجموعة من الممارسات الوحشية بحقهم في المانيا وبولندا والتشيك وغيرها من البلدان في اوروبا ابرزها:
• سن قوانيين عنصرية بحقهم وابرزها قانون "نورمبرغ" حيث حرموا من جنسيتهم الالمانية ومنع الزواج منهم وفرضت عليهم قيود قاسية لمنعهم من العمل.
• في نوفمبر من عام 1938 تعرض اليهود وبتواطؤ رسمي في المانيا والنمسا الى هجوم منظم سمي ذلك الهجوم ( بليلة الزجاج المحطم ) حيث تم تدمير الف كنيس يهودي، وتحطيم الاف المحال والبيوت العائدة ليهود واعتقال 30 الف منهم.
• انشئت لهم معسكرات اعتقال جماعية والتى تحولت لاحقا الى معسكرات ابادة جماعية واشهرها "اوشفيتز" حيث قتل قرابة 6 ملايين يهودي معظمهم في غرف الغاز او بالاعدام الجماعي او التجويع "ركز على التجويع".
• سياسة العزل في "الغيتوهات" والتى تم فيها حشر ملايين اليهود في مناطق مغلقة وفقيرة في اوروبا الشرقية في ظروف غير انسانية من دون طعام ولا دواء ولا كهرباء (هذا ما يجري حاليا في غزة)، هذا بالاضافة الى الترحيل القسري الذي جرى بحق اليهود في اوروبا حيث تم ترحيلهم من بلدانهم الاصلية من فرنسا وبلجيكا وهولندا والمجر واليونان والنمسا الى معسكرات الابادة وكانوا ينقلون في عربات مغلقة للحيوانات في رحلات تستمر لعدة ايام بدون طعام او ماء تكون حصيلتها موت الالاف خلال عمليات التهجير هذه.
• كان النظام النازي يمارس تجارب طبية وحشية على اليهود منها تجارب التجميد، اختبار العقاقير السامة، واستئصال الاعضاء بدون تخدير ومن ابرز مرتكبي هذه الجرائم هو الطبيب (جوزيف منغيلية) في معسكر اوشفيتز (الاسرائيليون يسرقون اعضاء الشهداء ويسرقون جلودهم ويجرون تجارب وحشية).
والسؤال: كم من هذه الممارسات تراها الان وقبل الان تُمارس في غزة والضفة الغربية وتحديدا منذ تسلم نتنياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية عام 2009 والمستمر فيها الى الان عدا فترة نفتالي بينت (عام تقريبا)، فكم هي درجة التطابق بين النظام النازي وبين سلوك الاحتلال الاسرائيلي؟.
اما السؤال الاهم وهو نفسي وسلوكي قبل ان يكون سياسيا، وهو لماذا يفعل "اليهود" الذين عُذبوا وتعذبوا في الارض هذه الممارسات مع شعب اخر لم يمسهم في يوم من الايام باي ضرر.
في الجواب استطيع القول ان هناك نظريات عديدة تفسر لماذا تتحول الضحية الى جلاد ونظريات اخرى غذت هذا السلوك وفسرته ومن ابرزها:
نظرية التعويض النفسي، ونظرية "نقل العدوان" لفرويد، ونظرية "التنافر المعرفي" ليون فستنغر "الذي يشرح فيها كيف يقوم مجتمع يرى نفسه ضحية ومتفوق اخلاقيا باعطاء نفسه الحق في ممارسة القمع بحق مجتمع اخر او شعب اخر، ونظرية "الثقافة العنصرية" لجوزيف آرثر دو غوبينو.
يعد نتنياهو بخلفيته الاجتماعية والعقائدية من ابرز مرضى "النازية السلوكية" التى جعلته يطبق ما قام به هتلر الى حد كبير على الشعب الفلسطيني.