عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2020

أمريكا تقتل قاسم سليماني.. فماذا بعد!! - عوض الصقر
 
الدستور- مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني فجر يوم الجمعة الماضي بصواريخ أمريكية أطلقتها مروحية أمريكية بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحسب بيان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون)، يشكل بكل تأكيد نقطة تحول خطير في الصراع الامريكي الايراني الممتد منذ اندلاع ثورة الخميني في ايران في العام 1979.
وهنا يجب التأكيد على مقتل سليماني الذي جاء بعد أيام قلائل من هجوم قوات الحشد الشعبي العراقي بإشراف مباشر من سليماني، على السفارة الأمريكية في بغداد.
والسؤال المنطقي المطروح الآن هو كيف سترد ايران على مقتل سليماني الذي يجسد تزايد النفوذ الايراني في العراق ويمثل الذراع العسكري القوي لنظام الملالي في الخارج وهو الذي قال ذات مرة متباهيا أن ايران تفتخر بسيطرتها على أربع عواصم عربية وهي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.
أعتقد أن لدى الايرانيين خطط مسبقة للتعامل مع مثل هكذا مواقف  فهم يدركون جيدا تزايد حدة التوتر مع إدارة ترمب في ضوء تزايد  المواجهات الساخنة بين الجانبين خلال الفترة الماضية بما في ذلك قصف الصواريخ الايرانية للمنشآت النفطية السعودية وتنامي القدرات العسكرية للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان بدعم ايراني واضح.
وايران تعلم جيدا أن للولايات المتحدة مئات المراكز والقواعد والمرافق العسكرية في مختلف أنحاء العالم حيث يتبع لها أكثر من 60 ألف جندي منتشرين في المنطقة في أفغانستان والعراق ودول الخليج العربي وغيرها.
المؤكد أن الإعلام الايراني سيعمل على توظيف عملية الإغتيال لكسب المزيد من التأييد الشعبي لنظام الملالي في ايران، واستغلال الحادثة لتعزيز الصورة النمطية لدى المواطن الايراني بأن الغرب يتآمر عليهم ولن يتركوهم وشأنهم مهما حاولوا.
وفي ذات الوقت، يدرك الايرانيون عواقب التصعيد مع الإدارة الأمريكية في وقت تعاني فيه بلادهم من التداعيات الاقتصادية المختلفة بسبب الحصار الأمريكي، الأمر الذي يفتح المجال أمام طهران للسعي لدعم حلفائها الذين اشتركت معهم في المناورات البحرية الأخيرة وخاصة روسيا والصين.
وفي المقابل فإن ترمب الذي يعاني من ضغوط متزايدة من مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الديمقراطيون بعد بدء المجلس بإجرات محاكمته بتهمة إقامة علاقات مخالفة للدرستور مع اوكرانيا الأمر الذي قد تؤدي الى عزله، فإنه سيعمل على استغلال عملية الإغتيال، لكسب المزيد من أصوات اللوبي اليهودي والمسيحيين الانجيليين في الانتخابات الرئاسية القادمة بالاضافة الى سعيه لاحراج الحزب الديمقراطي وصرف أنظار الشعب الأمريكي عن إجرات المحاكمة والعزل  باتجاه المواجهة مع ايران.
وإسرائيل تدرك جيدا أنها ستكون مستهدفة من أية ردود فعل ايرانية على مقتل قاسم سليماني ولذلك قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارته لليونان وعاد الى تل أبيت بعد حادثة الإغتيال مباشرة وأطلق العنان لوسائل إعلامه الصهيوني للتحذير من تداعيات عملية الإغتيال ورفضها والتأكيد على أن سليماني وقع في الفخّ الذي نصبه له الأمريكيون، بمساعدة عملاء المخابرات من عدة دول.
المنطقة ستعيش على صفيح ساخن بانتظار الرد الايراني الذي أعتقد أنه لن يطول كثيرا، فهل ستكون بلاد الرافدين ساحة للمواجهات بين ايران وأمريكا أم أنها ستمتد الى دول أخرى، وإن غدا لناظره قريب..