عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Nov-2021

خطاب العرش.. تأكيد وتوجيه ملكي لتحمل المسؤولية بأمانة واقتدار*م. فواز الحموري

 الراي 

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني، أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر وألقى جلالته خطاب العرش السامي والذي استهله بقراءة الفاتحة على روح الراحل الحسين الباني لنهضة الأردن طيب الله ثراه.
 
أعاد جلالته التأكيد على أن الأردن أمام محطة جديدة في مسيرة التحديث الشامل، لتحقيق المستقبل الذي يستحقه الشعب الأردني الكريم والوطن الغالي العزيز؛ فأردن الخير مثال مشرق في التقدم والتضحية والإنجاز والتغلب على التحديات مهما كبرت، فهذا الوطن حر عزيز بأبنائه وبناته، ومن خلال الانتقال ضمن برامج واضحة، لتحقيق التحديث المطلوب، حفاظاً على المكتسبات وحماية للاستقرار، والعزم على السير في هذا الاتجاه بمسؤولية ودون تردد أو تأخير، لتعزيز مصادر قوة الدولة، مجتمعا ومؤسسات، وهو السبيل والطريق الآمن لا محالة.
 
لهذا وجه جلالة الملك أعضاء مجلس الأمة إلى مناقشة وإقرار قانوني الانتخاب والأحزاب السياسية والتعديلات الدستورية التي حولتها الحكومة وفق التسلسل القانوني، بهدف الوصول إلى بيئة حاضنة للحياة الحزبية، لتشكيل برلمانات المستقبل، بحيث يكون للشباب والمرأة دور بارز فيها؛ فعملية التحديث لا تقتصر على حزمة من القوانين والتشريعات وحسب، بل هي عملية تطور اجتماعي وثقافي في الأساس، ولضمان التقدم نحو البرلمانات الحزبية فلا بد من العمل الجاد لتطوير أحزاب تستند إلى برامج قابلة للتطبيق والتقييم، وتخدم مصالح المواطنين، وتحقق مشاركة فاعلة ومنتجة على جميع المستويات الوطنية والمحلية.
 
وفي نفس السياق وجه جلالته القوى السياسية والأحزاب أن تنهض بدورها ومسؤولياتها لتحقيق ذلك، فالتشريعات المقترحة لها أصل دستوري، وهي تشمل ضمانات للعمل الحزبي الذي لن نسمح بإعاقته أو التدخل فيه من أي جهة كانت. تأكيد وتوجيه جلالته ركز على صون مؤسسات الدولة السيادية والدينية والتعليمية والرقابية، من التجاذبات الحزبية، لتبقى درعا للوطن والمواطنين، دون تسييس أو تحزيب، وفي حال حماية الدستور ونصوصه جنبا إلى جنب مع الاهتمام بمساري التحديث الاقتصادي والإصلاح الإداري، لتحقيق التعافي من الظروف التي فرضتها أزمة كورونا وبناء أسس راسخة لشراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص، لإقامة استثمارات توفر فرص العمل وتحفز النمو والاستفادة من القطاعات الواعدة والطاقات البشرية المؤهلة.
 
شدد وأكد جلالة الملك – حفظه الله ورعاه – على الارتقاء بالأردن إلى مراتب متقدمة، تجعل كل الأردنيين يزدادون فخرا بانتمائهم لهذا الوطن العظيم وكما جاء في نص الخطاب السامي «فهذه الدولة الحرة التي أكملت مئة عام من عمرها المديد ويحميها دستور عصري ومتقدم، ستبقى عصية على عبث العابثين وأطماع الطامعين».
 
وقال جلالته إن بلدنا كان على الدوام، قصة بناء وكفاح، سطرها الأردنيون بتضحياتهم. والانتقاص من هذه الإنجازات أو التقليل من شأنها، إساءة بالغة لا يقبلها أحد، ولهذا كله أكد جلالته مجدداً على أن إن قوة الأردن عمادها الأمن والاستقرار، فوطننا يحميه جيش عربي مصطفوي وأجهزة أمنية محترفة. للقدس شارة مهمة في خطاب العرش السامي لما للقدس من مكانة في ضمير الهاشميين ووجدانهم وواجبهم تجاه القضية الفلسطينية وإلى جانب الاشقاء في فلسطين لاستعادة حقهم الكامل وإقامة دولتهم المستقلة وعلى ترابهم الوطني وكذلك هي الوصاية الهاشمية والأمانة التي يتشرف جلالة الملك بحملها، لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وهي التزام وعهد اردني بمبادئ التاريخ والارث الهاشمي وتجسيد للإرادة الأردنية الحرة وهو قرار وطني لن يسمح لاحد التدخل فيه ومساومة الأردن عليه.
 
التوجيه الملكي في خطاب العرش أكد على على ضرورة التعاون بين جميع السلطات، وفي إطار الفصل المرن الذي حدده الدستور بينها، للمضي قدما في مسارات التحديث والتطوير، لهذا طلب جلالته من أعضاء مجلس الامة على العمل بجد وإخلاص واتخاذ قرارات توافقية جريئة ومدروسة، أساسها المصلحة الوطنية الأردنية.
 
افتتح جلالة الملك باسم الله وعلى بركته الدورة العادية الأولى لمجلس الامة التاسع عشر بتأكيد وتوجيه، وبثقة ووضوح ودقة ورجاء وأمل وخدمة للأردن الغالي والشعب الأردني العزيز والكريم، وتحمل المسؤولية بأمانة واقتدار.