عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2020

الاحتلال يهدم مدرسة ابتدائية فلسطينية برام الله ويحرم طلبتها من التعليم

 الغد-نادية سعد الدين

في انتهاك إسرائيلي صارخ للطفولة والتعليم؛ هدمت قوات الاحتلال، أمس، مدرسة ابتدائية فلسطينية في رام الله، بالضفة الغربية المحتلة، لصالح التوسع الاستيطاني، مما يحرم طلبتها من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية، الأمر الذي أسفر عن مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين بالمنطقة الذين تصدوا لعدوانها.
وشرعت جرافات الاحتلال في تدمير المدرسة الممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، في التجمع السكاني الرعوي في رأس التين، وسط الضفة الغربية، والتي تعد الرابعة في قائمة المدارس التي قام الاحتلال بهدمها منذ بداية العام الحالي، في الأراضي المحتلة، مقابل 52 مدرسة أخرى مهددة بالهدم.
وأعرب المجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط عن قلقه البالغ إزاء ما قامت به السلطات الإسرائيلية بهدم “المدرسة التي تقوم بخدمة 50 طالبا من تجمع رأس التين شرْقيَّ مدينة رام الله في الضفة الغربية، من الصَّف الأَول حتى الصف السادس”، الإبتدائي.
وقال المجلس النَرويجي، في تصريح له، إنه “في حالة هدم هذه المدرسة، فإن الطلبة سيتوجب عليهم المسير قُرابة 5 كيلومترات عَلى الأقدام للوصول لأقرب مدرسة لهم في قرية المُغَيِّر”.
وأوضح أن “الاتّحاد الأوروبي وعددا من دوله الأعضاء والمملكة المتحدة، قدموا معونات إغاثَة إنسانية لبناء المدرسة، فيما قامت قوات الجيش الإسرائيلي بمصادرة المعدات ومواد البناء أربع مرات بين 31 آب (أغسطس) و10 أيلول (سبتمبر) الماضي، بما في ذلك سقف المدرسة، ومكاتب ومقاعد، تحت ذريعة عدم وجود رخصة بناء، صادرة من السلطات الإسرائيلية”.
ويُشار إلى أن السلطات الإسرائيلية، تقوم برفض 98 % من الطلبات المقدمة لها من الفلسطينيين للبناء في منطقة (ج) في الضفة الغربية”.
وقال المدير الإقليمي للمجلس النرويجي للاجئين في الشرق الأوسط، كارسْتِن هانْسِن، “لدينا معرفة بالصعوبات التي يواجهها الأطفال، وهم الأكثر احتياجا وضعفا، بينما على سلطات الاحتلال واجب ضمان وتوفير خدمات التعليم وتوفير الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الأطفال”.
وأضاف هانسن، إن “السلطات الإِسرائيلية تستخدم قوتها لعمل العكس، ناكرة حقهم الأساسي في التعليم، وفاتحة الطريق للتوسع الاستيطاني غير القانوني”.
وقد واجهت المدرسة الفلسطينية العديد من التحديات، منذ افتتاحها مع بداية العام الدراسي الجديد قبل شهر ونيف تقريبا، يقع في مقدمتها تهديد الاحتلال لها؛ حيث إن الطلبة حين بدؤوا عامهم الدراسي فيها كانت تفتقر لوجود سقف، وكانت مجرد بناء من حجارة بدائية، ثم أصبح العمال يضيفون لها بقية المرافق.
فيما شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذ محاولات ترحيل أصحاب الأراضي من المواطنين الفلسطينيين في تلك المنطقة، ومن ضمنها المدرسة، منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبا بشكل كثيف، عبر تسليم أهالي التجمع إخطارات بهدم مساكنهم، التي لا تعدو كونها خياما أو مساكن مسقوفة بالصفيح، حيث تعيش في رأس التين 50 عائلة، تتكون كل منها من ثمانية أفراد، وفق الأنباء الفلسطينية.
وبالرغم من أن أهالي المنطقة يعيشون حياة قاسية تفتقر للخدمات؛ حيث لا توجد شبكة ماء أو كهرباء، أو شبكة طرق بين المساكن، ولكنهم يتمسكون بأرضهم ويرفضون التخلي عنها ومغادرتها، مما أدى إلى حدوث المواجهات العنيفة دوماً مع الاحتلال.
وبحسب ائتلاف التعليم، وهو هيئة تقوم على بتنظيم المساعدات الإنسانية للتعْليم، قامت سلطات الاحتلال بهدم ثلاث مدارس بشكل كلي أو جزئي في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، خلال العام الحالي، فيما هناك 52 مدرسة أخرى مهددة بالهدم.
وفي العام 2019 قام ائتلاف التعليم بتسجيل 328 حادثاً ضد التعليم، متضمنة القيود المفروضة على الوصول، والاعتداء على الطلبة والموظفين، وتدمير البنية التحتية للتعليم، ملحقة الضرر بـ 19.913 طالباً وطالبة.
ومنذُ بداية العام الحالي، كشفت الأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قامت بهدم 555 منشأة فلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، مما أدى إلى ترحيل 747 مواطناً فلسطينياً بشكل قسري، بينهم 382 طفلاً وطفلة، وملحقة الضرر بـ 2.722 مواطناً آخرين.
ولم يتوقف عدوان قوات الاحتلال عند هدم المنشأة التعليمية فقط؛ حيث صعدّت أمس من انتهاكاتها عبر نشر جنودها في مدينة البيرة، برام الله، ومحيط مستوطنة “بسجوت” الإسرائيلية القريبة منها، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين، أدّت إلى اعتقال بعضهم.
وارتكبت قوات الاحتلال نفس الفعل العدواني باقتحام مخيم “بلاطة” شرقيّ نابلس، بالضفة الغربية المحتلة، وشن حملة دهم واعتقال واسعة، مما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة جنديين من جيش الاحتلال بشظايا قنبلة ألقيت عليهم.
وطبقاً للأنباء الفلسطينية؛ فقد “اقتحم جنود الاحتلال المخيم من الجهة الشرقية وانتشروا في حاراته وأحيائه، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز السام، فيما رد الشبان بإلقاء الحجارة والعبوات الناسفة والزجاجات الحارقة باتجاههم”.
فيما اقتحمت قوات الاحتلال قرية عرانة، في جنين، وداهمت عدة محال تجارية فيها، وشنت حملة تفتيش واسعة في أحيائها، أسوّة بما ارتكبته في أريحا، وفي القدس المحتلة، حيث اقتحمت بلدة قطنة، شمالا، وفتشت منازل عدد من المواطنين عقب دهمها وتخريب محتوياتها.
وشنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في بلدة “العيسوية”، شرقي القدس المحتلة، وفق مركز معلومات “وادي حلوة” في القدس المحتلة، الذي أفاد بأنها “اقتحمت أحياء “العيسوية”، وحاصرت شوارعها ومداخلها، ثم داهمت عدة منازل ونفذت أوامر اعتقالات لفتية وقاصرين فلسطينيين”.
وقد صحب ذلك اندلاع مواجهات عنيفة في البلدة التي شهدت إطلاق ألعاب ناريه وزجاجات حارقة باتجاه قوات الاحتلال في حي آل عبيد.
تزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال بشن حملة مداهمات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، مما أسفر عن اعتقال عدد من المواطنين الفلسطينيين، بينهم أسرى محررون، ومواطنة فلسطينية، وهي أم لثلاثة أطفال، من قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.
وطالت الاعتقالات عددا من المواطنين من مدينة طولكرم ومخيم “بلاطة”، شرقي نابلس، ومدينة رام الله، ومخيم “الدهيشة”، جنوبي بيت لحم.