علاء علي عبد
عمان –الغد- لطالما سمعنا أن الإیجابیات التي توفرھا مواقع التواصل الاجتماعي ”السوشال میدیا“،
متعددة كالتواصل مع الأھل والأصدقاء وزملاء الدراسة القدماء وما إلى ذلك. لكن، وبمقابل تلك الإیجابیات، تبین وجود العدید من السلبیات التي تؤثر على الصحة العقلیة لدى فئة الشباب تحدیدا.
سلبیات مواقع السوشال میدیا أصبحت واضحة لغالبیة الناس، فیكفي المرء أن ینظر لذلك الصدیق الذي أقلع عن استخدام ”فیسبوك“ وكم سارت حیاتھ نحو الأفضل بعدھا! لیس ھذا فحسب، بل إن العدید من الدراسات المتخصصة أجریت على مدار السنوات القلیلة الماضیة وساندت تلك الحقائق.
وفي دراسة حدیثة أجریت بالتعاون بین جامعتي ”إیسیكس“ و“لندن“ البریطانیتین، تبین أن المراھقین الذین یمضون ساعات أطول في استخدام مواقع السوشال میدیا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وكانت ھذه النتائج أكثر وضوحا لدى الإناث منھا لدى الذكور.
فریق البحث في تلك الدراسة تابع 10 آلاف طالب وطالبة بعمر 14 عاما؛ حیث تم تقدیم استبیان مفصل لھم عن مدة استخداماتھم لمواقع السوشال میدیا وعن صحتھم العقلیة والتي تم من خلالھا طرح بعض الجمل علیھم وسؤالھم ما إذا كانوا قد شعروا بھا من قبل أو لا. ھذه الجمل مثل ”أشعر بالتعاسة“، و“لا أستمتع بشيء على الإطلاق“، و“شعرت بإرھاق شدید واكتفیت بالجلوس وعدم القیام بأي شيء“.
وبشكل عام، أظھرت الدراسة أن 40 % من الفتیات المشاركات بالدراسة كن یستخدمن مواقع السوشال میدیا أكثر من 3 ساعات یومیا، بینما كان 20 % فقط من الفتیان یستخدمونھ كل ھذا الوقت. وقد ذكرت 4 % من الفتیات أنھن أقلعن عن استخدام ھذه المواقع كلیا، بینما وجدنا أن 10 % من الفتیان قد آثروا الإقلاع عن تلك المواقع.
وقد وجد فریق البحث المشرف على الدراسة أن استخدام مواقع السوشال میدیا مدة 3-5 ساعات
یومیا كان مرتبطا ارتباطا وثیقا مع ظھور أعراض الإصابة بالاكتئاب بنسبة وصلت لدى الفتیات إلى 26 ،% بینما كانت لدى الفتیان 21 % مقارنة بالأشخاص الذین یستخدمون تلك المواقع ساعة أو ساعتین یومیا.
ومن الجدیر بالذكر أن تلك النتائج لا تعد مفاجئة إطلاقا، فعندما یقوم المرء بمنح 5 ساعات كاملة من وقتھ یومیا لمواقع السوشال میدیا لا بد وأن یؤثر على حالتھ المزاجیة كون تلك الساعات تعادل نسبة ضخمة من ساعات استیقاظھ الإجمالیة.