عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Aug-2019

الغلیان مستمر ولا تضعف الا قوتنا - بقلم: الون بن دافید
معاریف
 
في التاسع من آب ادعى رابي الیعیزر، ولعلھ أعرب عن أمنیة أن قوة الشمس ضعفت“ ولكن في
شھر آب الإسرائیلي ما تزال الشمس تضرب بكل قوتھا ولا تضعف الا قوتنا. عندما رأیت مقاتلي الجیش الإسرائیلي في ھضبة الجولان یترتبون بصف ویحاولون اسقاط أول طائرة في صالح المظلیین، تذكرت قولا ادق لحكماء التلموذ البابلي: ”أواخر الصیف اصعب من الصیف“، ومثل الفرن الذي غذي كل الصیف – تكفي جمرات قلیلة كي تضرم الشعلة من جدید.
في ذات التكراریة الموسمیة تحذر الاستخبارات مرة اخرى من اشتعال وانفجار في الساحة الفلسطینیة. لا حاجة للمرء أن یكون ضابط أمن كي یشخص اجواء الحنق المتصاعدة في اوساط
الفلسطینیین. أحداث الحرم ایقظت من جدید ظاھرة منفذي العملیات الأفراد ومن السابق لاوانھ
الأقوال إذا كانت ھذه الموجة باتت خلفنا.
سلسلة العملیات في الأسبوعین الأخیرین تلقي ضوءا آخر على العناد الإسرائیلي في السماح بدخول الیھود إلى الحرم في یوم عید الأضحى الإسلامي الذي یقف في ذات الموعد من التاسع من آب (أغسطس) . لیس مؤكدا أن الثمن كان یستحق ھذا. إسرائیل ھي صاحبة السیادة (المحتل) وبصفتھا ھذه فانھا ملزمة بتحقیق سیادتھا، ولكن بالعقل. فھي ایضا صاحبة السیادة في مغارة المكفیللا – ولكن ھناك تقرر تقسیم الیوم المتفجر الى مواعید لصلاة منفصلة للیھود وللعرب، وكانت النتیجة ھدوءا مثالیا.
لقد انتشرت ظاھرة الأفراد الى غزة ایضا. ولكن بینما في الضفة تدفع حماس وتشجع العملیات –
فان محاولات التسلل من غزة تجري خارج ارادتھا ولیس بتشجیعھا. ”شباب غاضب“ – وصف یحیى السنوار الشبان الذین یحاولون التسلل إلى إسرائیل، وبھذا التعبیر حاول أن یبعد حماس عن الضلوع في الأحداث والایضاح بانھم لیسوا من رجالھ. فالخلایا التي وصلت إلى الجدار في الاسابیع الاخیرة كانت في معظمھا لشبان یائسین من انعدام الجدوى.
حماس والسنوار، كحملة علم ”المقاومة“، لا یمكنھما أن یقفا علنا ضد ھذه الأعمال، ولكنھما یفھمان
الخطورة الھائلة الكامنة فیھا. في غزة یحصون منذ الآن ثمانیة قتلى في احداث أمنیة ضد الجدار
الحدودي في الاسبوعین الاخیرین، ولكن السنوار لا یتحدث عن الثأر بل عن الحاجة للعودة إلى
التسویة. التنفیس جاء في شكل سبعة صواریخ اطلقت الى اسرائیل، ربما بغض النظر من حماس،
ولكنھا لا تزال تحذر من العودة الى الحرائق والى المناوشات اللیلیة.
الحادثة غیر الناجحة لغولاني بالذات مع القوة التي امتنعت عن الھجوم على ”مقاوم“ كأن بھا اعادت
الانطلاق لمنظومة فرقة غزة. منذئذ، في ثلاث محاولات تسلل عملت المنظومة جیدا، ركزت كل
الجھود وانھت كل حدث بسرعة وبحسم، دون مخاطرة.
بالمناسبة، في حدث غولاني ایضا، الذي بدأ بشكل غیر جید، مع مشاكل تجنید اساسیة، نجحت
المنظومة في التصدي للحدث وانھاءه دون أن یعرض المواطنون للتھدید، وعن حق اقصى قائد لواء غولاني المقاتلین الذین امتنعوا عن السعي الى الاشتباك. ھم ببساطة اختاروا الا یدخلوا في
معركة، وھذا ما لیس ینتظر من مقاتلین مثل غولاني. ھذا لیس لسبب النائب العسكري العام ولا
بأثر ازاریا – ھذا عرض من اعراض جیش لم یحصل ان اشتبك مع العدو لزمن طویل. ولا یزال، من ھنا وحتى وصف الحدث كاخفاق منظوماتي المسافة بعیدة جدا.
منذ سنین یكاد یكون كل یوم یجتاز فلسطیني الجدار من غزة الى اسرائیل بھدف الدخول الى السجن. یعرف الفلسطینیون بانھم اذا جاءوا غیر مسلحین فانھم سیعادون الى القطاع، ولھذا فانھم
یحرصون على التزود بسكین او بقنبلة تضمن لھم السجن وثلاث وجبات في الیوم. لیس لھم ھذا في
البیت. وكانت فرقة غزة تحتاج بالضبط لحدث واحد كي تفھم بأنھا من الان فصاعدا تقف أمام ظاھرة مختلفة ومنذ ذلك الحین تتعاطى مع كل تسلل كعملیة الى أن یثبت عكس ذلك.
ان نجاح فرقة غزة في منع التسللات یسمح حالیا لإسرائیل بان تختار سیاسة الرد المقننة دون أن
تنجر بعد كل حدث إلى مواجھة واسعة. الكثیرون من سكان غلاف غزة غاضبون من ھذه السیاسة.
ویتوقعون خطوة اسرائیلیة واسعة. عملیة واحدة تتحقق أو صاروخ یصیب سیؤدي بنا إلى مواجھة
واسعة، لیس واضحا ما الذي یمكن ان یحققھ فیھا