عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Dec-2024

بين التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي*حسني عايش

 الغد

تفيد الدراسات والأبحاث أن التوقيت الشتوي والتوقيت الصيفي لكل منهما فوائده ومضاره على الإنسان، ومن ذلك أن لتأخير الساعة ساعة واحدة في الشتاء عن توقيت الصيف تأثيراً سلبياً على الصحة والمزاج بدءاً من اضطراب الساعة البيولوجية التي تنظم نومنا ويقظتنا، وحتى عند الحيوان أيضاً، مروراً بنقص فيتامين (د) الذي يحصل عليه الجسم من التعرض للشمس، لنقص هذا التعرض في فصل الشتاء، واضطرار الناس للمكوث طويلاً في البيوت فيه، وبالتالي إلى انخفاض في الحالة المزاجية، وربما إلى شعوره بالاكتئاب نتيجة تغير التوقيت. كما يشعر كثير من الناس جراء التوقيت الشتوي بالتعب وربما بالإرهاق العضلي، بل وإمكانية إصابة القلب والأوعية الدموية بالوهن. وتزداد في فترة الانتقال من التوقيت الصيفي إلى الشتوي حوادث السيارات في أثناء محاولة السواقين التكيف مع تغير الوقت . 
 
 
تفيد الأبحاث أن التغير أو التوقيت الجديد يؤثر على إنتاج الدماغ من مادة الميلاتونين أي هرمون النوم، ومادة السيروتوتين، أي هرمون المزاج. وقد تؤدي لحدوث اضطراب عاطفي موسمي نتيجة قصر الأيام الشتوية الذي يتخلله شعور المرء بالحزن وأمراض تظهر أحياناً بشكل موسمي.
Ad 
 Unmute
 
ومن عيوب التوقيت الشتوي قلة الاهتمام بالنشاطات العادية اليومية، وبالشعور بالذنب دون سبب ظاهر، وحتى باليأس لمدة أطول مما اعتدنا عليه. كما يتصرف كثير منا، على نحو مختلف نتيجة التوقيت أو دخول الفصل الجديد دون انتباهنا أو إدراكنا للسبب مع أنه الفصل الجديد. 
ولما كان الأمر فإنه يجب على المدرسة في حالة العمل بالتوقيت الشتوي الانتباه إلى تأثيره على سلوك الأطفال والأسرة والمعلمين والمعلمات ومراعاة حالتهم النفسية وبخاصة المعلمين والمعلمات أنفسهم الذين يعانون جراء هذا التوقيت إلى أن يتكيفوا معه. 
***
يتحدث كثيرون وبعضهم يكتبون في موضوع الشباب، ويسخرون من أداء السلطات نحوهم، أو من تقصيرها في رعايتهم، وكأنهم لو أعطوا الفرصة لحلوا جميع مشكلاتهم. 
والشباب فئتان عمريتان: طلبة المدارس الثانوية والجامعات وخريجوها، وآخرون ليسوا منهما، وعليه فعن أي فئة يتحدث المتحدثون؟ إن لكل منهما حاجاتها ورغباتها ومشكلاتها ومطالبها، لكن حاجات الفئة الأولى ورغباتها ومشكلاتها ومطالبها غير التعليمية أقل بكثير من الثانية، حيث من المفروض في المدرسة والجامعة رعاية هذه الفئة وتلبية حاجاتها وحل مشكلاتها والاستجابة لمطالبها العامة أي غير التعليمية في المدرسة والجامعة، وهي في معظمها نفسية اجتماعية يمكن تلبيتها بالنشاطات الرياضية والاجتماعية والثقافية والفنية فيهما وبين المدارس والجامعات. وإذا كانتا لا تفعلان فتلك مصيبة لأنهما تتركان شباب هذه الفئة منقوصي الامتلاء النفسي، أي فارغين نفسياً. الأمر الذي يتسبب بمشكلات جانبية في المدرسة والجامعة. 
أما مشكلة هؤلاء الطلبة وقد تخرجوا في المدرسة والجامعة فهي البطالة. وهي مشكلة حادة. وإذا استمرت طويلاً قد تكون خطرة. وهي ليست مشكلة وزارة الشباب وحدها، وإنما مشكلة الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص، وإلى أن يتم القضاء على البطالة، فإنه يمكن التخفيف من مشكلات هذه الفئة بنشاطات توفرها وزارة الشباب والنوادي.. بفرص تمتص وقتهم الفائض، وتستجيب لحاجاتهم النفسية والاجتماعية، وهي للأسف غير متوافرة كماً وكيفاً وللشباب من الجنسين. 
الفئة الثانية لا أحد يتحدث عنها أو يفكر فيها على أهميتها وخطورتها. يعتقد المتحدثون والمسؤولون أن أفراد هذه الفئة الصامتة يعملون في حرف وأعمال شتى، ومن ثم فليسوا بحاجة إلى الرعاية، فهل هذا صحيح؟
للحديث عن هذه الفئة نحن بحاجة إلى أبحاث ودراسات تخصهم فنحن لا نعرف عنهم شيئاً يذكر، لكن المطلوب هو الشمول، أي شمول الشباب من الفئتين بالرعاية وفرص النشاطات والترويح المتاحة لهم دون تمييز. 
الشباب من الفئتين ومن الجنسين وكلما تقدم بهما العمر وبخاصة في عمان والمدن الأخرى يجدون أنفسهم عاجزين عن الزواج نتيجة البطالة، او الكلفة العالية المسبقة للزواج مثل امتلاك شقة أو القدرة على دفع إيجارها، وكذلك الكلفة اللاحقة الناتجة عن ارتفاع كلفة التعليم حتى في رياض الأطفال وبخاصة في عمان، لذلك يعيش الشباب في قلق وغضب، بسبب الأوضاع ولأن فرص الإبداع المتاحة لهم شبه معدومة لعدم توافر ادواته ومرافقه.