عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2022

مثقفون يعاينون حرية الكلمة المسؤولة في لغة الخطاب

 الغد- عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه عضو مجلس النواب الأردني والكاتب الأستاذ يسار الخصاونة حول “حرية الكلمة المسؤولة في لغة الخطاب”، وشارك بالمداخلات، في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق وأمين عام المنتدى د. محمد أبو حمور، كل من: الشاعر والكاتب والمؤرخ الأستاذ محمد سمحان، والكاتبة والروائية والسيناريست الأستاذة شاهيناز الفقي من مصر، والكاتب الدرامي الأستاذ حسن ناجي، وحضر اللقاء عدد من المهتمين.

أوضح المحاضر الأستاذ يسار الخصاونة، أن الكلمة والسلوك توأمان لا يفترقان يكمل كل منهما الآخر، وأن الكلمة تتجاوز حد الصوت فهي الصورة والصوت معاً في مفهوم العصر الحديث، وأن كل أمر يبدأ بكلمة، ومن هنا ينبغي أن نحسن اختيار الكلمة في المقام المناسب لها.
وأشار الأستاذ الخصاونة إلى صفات الكلمة، وأنها حرة طالما تحفظ حقوق الآخرين في حرية التعبير، مؤكداً أن حريتي الكلمة والخطاب ينبغي أن تقابلهما حرية الاستماع، وأن على صاحب الخطاب أن يختار الكلمات بمسؤولية ويفهم المتلقي الذي يخاطبه.
وأشار المتداخلون إلى أن الكلمة سلاح ذو حدين، ويجب على الأفراد أن يحسنوا استخدامها بما ينفع صاحبها والمجتمع، وأنها تعبر عن ذات قائلها وتدل على مراده ويحكم عليه من خلالها، مؤكدين أن الإسلام حث على الكلمة الطيبة، ونهى عن الكلام الذي يناقض ذلك ويحول دون الأثر الطيب في النفوس والمجتمعات، كما أشاروا إلى الحاجة لمواجهة التحديات المتعلقة باللغة والهوية والعولمة المتسارعة في الوطن العربي خلال النهوض بالفكر والخطاب العربي.
وأوضح المحاضر الأستاذ يسار الخصاونة، أن الكلمة منذ ولادتها تحتفظ بمعناها، وثابتة في دلالتها، لذا ينبغي أن نحسن اختيار الكلمة التي نقولها أو نكتبها لكونها تبقى بعد رحيلنا.
وأشار إلى أن كل أمر وحدث يبدأ بكلمة، وأن المتلقي يفسر الكلمة والموقف حسب رؤيته وثقافته، ومن هنا تكمن أهمية حسن اختيار الكلمة في المقام المناسب لها، وأن يمتلك الخطيب بوصلة لكلماته ليصل إلى الذين يخاطبهم وتصل كلماته بفاعلية كما أرادها أن تكون، كما بين أنه يمكن أن تكون للكلمة معان عدة تتضح من خلال السياق التي جاءت فيه، إضافة إلى المعنى الذي تمتلكه من موقع قائلها الذي يستلزم أن تكون كلماته صادقة وقابلة للفهم.
وقال د.محمد أبو حمور، في كلمته التقديمية: “إن اللغة وعاء الفكر والحضارة للمجتمعات بعمقها الثقافي، وأساس التفكير المفضي للتطور والازدهار، وأنها تتألف من الكلمات التي تجعل الأفراد قادرين على الكتابة والتعبير والحديث”، مؤكداً أهمية دراسة مثل هذه المواضيع لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا العربي في ظل التطورات السريعة والعولمة والانفتاح على دول العالم.
وأضاف د.أبو حمور، أن الإسلام حث على الكلمة الطيبة لما لها أثر طيب في النفوس وأجر كبير، فهي قادرة على تقوية الروابط بين الناس، وإصلاح المجتمعات وتغيير أحوالها، مبيناً أهمية احترام اللغة وأخذ الطيب من كلماتها لاستحداث خطاب عربي ينسجم مع متطلبات العصر الحالي.
وأكد الأستاذ محمد سمحان ضرورة أن تتوافق الكلمات سواء أكانت مكتوبة أو مسموعة مع الأفعال، وأن تكون المواضيع والأحاديث المطروحة للنقاش مفيدة للأفراد والمجتمع، خصوصاً في الوقت الراهن الذي يكثر فيه التباين بين الأقوال والأفعال، وذلك لمواجهة الغزو الثقافي واللغوي، والحفاظ على اللغة العربية، موضحاً أن المرء سيحاسب على الكلمة التي يقولها، لذا يجب أن تتميز كلماته بالأمانة والصدق، وأن تكون قابلة للفهم والتطبيق.
وقالت الأستاذة شاهيناز الفقي “إن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان، إلا أنه يقف عند حدود إيذاء الآخر أو هدم القيم أو الإضرار بالمجتمع، وأن لكل فرد مبدع الحق في التعبير عن إبداعه من خلال المنابر الإعلامية والصحف في حال استخدامها بالطرق السوية”، مشيرة إلى أن الأفراد يستطيعون التعبير عن وجهة نظرهم بحرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ودون وجود رقابة، الأمر الذي أدى إلى نشر ما يخالف القيم والعرف العربي.
وأوضح الأستاذ حسن ناجي، من جانبه، أن الكلمة بعمومها حرة لا قيود عليها، وتمثل الأصوات المسموعة والأحرف المكتوبة، وتملك صفة الديمومة والتفاعل مع المتلقي وتشكل جزءاً أساسياً من وعيه للأحداث والخطاب، وأنها تعبر عن قائلها وذات معان عدة، ومن هنا ينبغي الحذر عند اختيار الكلمات والابتعاد عن الكلمات المأجورة التي تسعى إلى التخريب والتشويش وتغيير الحقائق، والعودة إلى مسؤولية الكلمة لكونها أمانة وطنية.