ھآرتس
فقط في اسرائیل بنیامین نتنیاھو، أفیغدر لیبرمان وبتسلئیل سموتریتش یكون التطلع الى المساواة
المدنیة بین العرب والیھود یساوي بھ التحریض على العنصریة. فقد بحثت المحكمة العلیا امس في الالتماس ضد قرار لجنة الانتخابات المركزیة شطب عوفر كسیف من الجبھة الدیمقراطیة ومنعھ من التنافس للكنیست بحجة أنھ یرفض وجود اسرائیل كدولة یھودیة. وستبحث المحكمة العلیا الیوم في التماس ضد قرار اللجنة شطب قائمة الإسلامیة- التجمع والالتماس ضد اقرار ترشیح میخائیل بن آري وایتمار بن غبیر، الكھانیین من ”قوة یھودیة“. وستتخذ القرارات في كل ھذه الالتماسات یوم الاحد.
ان الكفاح في سبیل المساواة المدنیة الكاملة، حتى وان كان غیر لطیف للجمھور الصھیوني، ھو
كفاح سیاسي مشروع من المناسب خوضھ في المجالس التشریعیة. وبالمقابل، فإن عنصری مواصلي درب كھانا لیست مشروعة. ینبغي رفض محاولة بناء تماثل أخلاقي، مثابة ”المتطرفین من الطرفین“، بین كسیف، المؤید للمساواة، المعارض للاحتلال والداعي الى شراكة یھودیة – عربیة، وبین الكھانیین، الذین یرفضون قیم الدیمقراطیة، یكرھون العرب ویتبنون، في افضل الاحوال، ابعادھم. كما ان المستشار القضائي للحكومة أعرب عن تأییده لشطب بن آري وعارض شطب كسیف. فقد قال افیحاي مندلبلیت انھ یتحفظ من تصریحات كسیف ولكنھ ”لم تتجمع كتلة أدلة حرجة تستدعي لھذا الغرض شطبھ“.
غیر أن لجنة الانتخابات المركزیة تتشكل كلھا من سیاسیین، باستثناء رئیسھا، وبما یتناسب مع
روح العصر التي تسود في الكنیست، قرر اعضاؤھا بخلاف رأي مندلبلیت شطب كسیف واقرار بن آري. فقد أقرت اللجنة بن آري رغم الاقتباسات التي عرضھا علیھم المستشار ورغم انھ شرح لھم بانھ ”من تحلیل تصریحاتھ، معظمھا ان لم تكن كلھا، یتبین أنھا تتعاطى مع الجمھور العربي بعمومھ ولیس فقط ممن ھم مشاركون في أعمال الارھاب“ وان ”بن آري یدعو الى السحب العنیف لحقوق السكان العرب، للاحتقار المنھجي والمقصود للسكان العرب، الذین یصنفون على أساس قومي – عرقي كـ ”أمة مجرمین“، ”ذوي طابع خیاني واجرامي“، أناس لا یفھمون ”الا لغة القوة“، وما شابھ“.
ان حق الترشیح والانتخاب ینشأ من مبدأ المساواة – الاساس الذي یقوم علیھ مبنى الدیمقراطیة.
وعلیھ فإن المس بھذا الحق لا یكون مبررا الا في حالات متطرفة حین یستخدم اعداء الدیمقراطیة الحریة التي تضمنھا لھم الدیمقراطیة والادوات التي تمنحھا لھم كي یخربوھا.
كسیف لا یستجیب لھذا التعریف. وبالمقابل، فإن التحریض على العنصریة من جانب بن آریھ والتي اسماھا المستشار بأنھا ”دعوة للسحب العنیف للحقوق والاحتقار المنھجي والمقصود لاجزاء من السكان“، ھو مثال على حالة متطرفة وشاذة كھذه، تبرر شطبھ.