عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Sep-2019

هل يتزامن عزل ترامب مع سقوط السيسي؟ - علاء الدين الحوزي
 
الجزيرة- طفت على السطح مجددا اتهامات للرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالتآمر خلال مكالمة هاتفية له مع الرئيس الأوكراني؛ إلا أن هذه ليست المرة الأولى إذ سبق واتهمه خصومه الديمقراطيون بعلاقته المشبوهة مع روسيا التي اتهمت بدورها بالتلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. طالبت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي بعد المكالمة الهاتفية لترمب مع الرئيس الأوكراني طالبت ببدأ إجراءات عزل ترمب؛ مما يفتح الباب على مصراعيه في سقوطه؛ فبالرغم من منطقه التجاري الذي حقق به صفقات مفيدة للولايات المتحدة الأمريكية لا سيما بإرغامه السعودية على ضخ المليارات من الدولارات في الخزينة الأمريكية.
 
منطقه التجاري في السياسة عبارة عن بيع وشراء أي صفقات حتى فيما هو سياسي بحث حيث وعد ونفذ صفقة القرن؛ بمساعدة حكام عرب تقاربوا مع إسرائيل ويأتي في الخلد بمجرد ذكرهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي يدير مصر بمنطقة البيع والشراء؛ حيث تكرم بجزيرتي "تيران" و"صنافير" للمملكة العربية السعودية؛ وظهر الرئيس الأمريكي ترمب في لقاء مع السيسي على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يدعم بقاءه بالرغم من موجة المظاهرات الاحتجاجية المطالبة برحيله التي كان قد أطلقها الفنان ورجل الأعمال المصري محمد علي وطالب فيها السيسي بالتنحي؛ إلا أن المتغيرات في السياسة الأمريكية التي من المفترض حدوثها سواء بعزل ترمب كاحتمال أول أو فشله أمام منافسه في الانتخابات الرئاسية جون بايدن. كاحتمالات خارجية بالنسبة للتغيير في مصر هناك مؤشرين:
 
في حال عزل ترمب
المتغيرات الأمريكية واحتمال عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد يعجل بسقوط السيسي واضطرار كل من السعودية والإمارات اللتان لطالما دعمتاه إلى الانصياع للوضع الجدبد والإطاحة بالسيسي ليكون بإذن الله ذلك نهاية لصديق السيسي حفتر في ليبيا
سيكون بمثابة خسارة كبرى للسيسي إذ طالما تبجح الطرفان بمكافحة "الإرهاب" وإبعاد "الإسلام السياسي"؛ ومن المفترض أن تذهب أماني عبد الفتاح السيسي في غطاء أمريكي للبقاء في السلطة أدراج الرياح؛ وبذلك قد يكون يصعد الديمقراطيون الذين ضحوا بحسني مبارك الذي كان على توافق مع أوباما حينذاك فكيف لا ينزعون الغطاء عن السيسي الذي كان "الدكتاتور المفضل" لترمب خصم الديمقراطيين؛ غير أن هذا قد لا يحصل ويستطيع الرئيس الأمريكي الإفلات من براثن العزل إلا أن هناك احتمالات أخرى.
 
في حال إفلات ترمب من العزل مع هزيمته في الانتخابات الرئاسية
في هذه الحالة أيضا؛ وإذا افترضنا صمود السيسي قليلا سيكون من إحباط الأخير أن ينهزم ترمب وبذلك يأتي الديمقراطيون الذين ينددون دوما بخرق السيسي لحقوق الإنسان؛ إذ سيضغطون عليه بتسليم السلطة كما فعلوا مع مبارك وقد يعيد التاريخ نفسه بشكل جلي ها هنا؛ وهذين الاحتمالين ما هما إلا احتمالات وتأثيرات خارجية بالنسبة للتغيير في مصر وأسلط الضوء على الاحتمالات الداخلية في مصر وأهمها غليان الشعب كموان أساسي للثورة ثم موقف الجيش المصري باعتباره عنصر حسم في ما يخص الاحتجاجات على مر السنوات الماضية.
 
تذمر شعبي من بذخ وترف السيسي
فجر الفنان والمقاول المصري محمد علي فضيحة كبرى تتعلق بقصور خاصة بالسيسي وزوجته انتصار تنافس تلك التي كانت لدى مبارك وزوجته سوزان والتي تنازلت عنها في الأخير خوفا من المحاسبة القضائية؛ فضلا عن منطق البيع والشراء لدى السيسي حيث قدم الجزيرتين تيران وصنافير مقابل امتيازات مالية للسعودية؛ كما أنه قال في إحدى المؤتمرات "والله أنا لو كنت أنفع أتباع لأتباع" في إشارة منه أنه مستعد أن يبيع نفسه ومن يبيع نفسه لا يعول عليه لكي يؤتمن على بلد حضارتها أقدم حضارة في التاريخ؛ كل هذه العوامل أدت إلى استجابة مكونات واسعة من الشعب المصري واحتشدت الجمعة الماضية في ميادين مصر مطالبة برحيل عبد الفتاح السيسي في مشهد يوحي بأن جدار الخوف قد انكسر؛ وروح 25 يناير بدأت تعود إلى الشعب المصري في انتظار تفاعل الجيش مع الأحداث إيجابيا.
 
تمرد ضباط الجيش على السيسي!
صرح الفنان والمقاول المصري محمد علي بأن ضباط عدة في الجيش والشرطة أعلنوا له عن امتعاضهم من السيسي لكن مع خوفهم من الظهور حاليا بموقفهم المعارض؛ فمع توالي الاحتجاجات واحتشاد الملايين إن حصل ذلك فسيمنح ذلك هؤلاء الضباط دافع قوي للتحرك نحو الإطاحة بالسيسي لا سيما أن جهاز المخابرات العامة هو الآخر لم يتمكن السيسي من السيطرة عليه كاملا وذلك قد يلعب دورا محوريا في الدفع نحو الإطاحة بالسيسي وذلك قد يكون أيضا بتدخل الجيش بطلب شعبي حول إزاحة السيسي أو إجباره على الرحيل بوسائل الضغط المتاحة أو احتمال تكرار سيناريو السودان وما حصل للبشير حين رفض الاستقالة؛ وبعد أن تصل الأمور سريعا إلى مطالبة شعبية للجيش بالتدخل واتخاذ إجراءات إزاحة السيسي لكن على الشعب أن لا يسقط في فخ الانقلاب الذي كان السيسي سببا فيه على الرئيس السابق محمد مرسي رحمه الله؛ فأي عملية للجيش في إسقاط السيسي يجب أن ينتهي منها ويغسل أيديه من السياسة ويسمح بنظام ديمقراطي يليق ببلد أعرق حضارة في العالم.
 
المتغيرات الأمريكية واحتمال عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد يعجل بسقوط السيسي واضطرار كل من السعودية والإمارات اللتان لطالما دعمتاه إلى الانصياع للوضع الجدبد والإطاحة بالسيسي ليكون بإذن الله ذلك نهاية لصديق السيسي حفتر في ليبيا وحفظ الله مصر وشعبها الذي لدي أيملن بأن المصريين سيظهرون للعالم ثورة سلمية حضارية تنهي عهد الظلم والاستبداد وتطوير صفحة الأسر نحو غد جديد وإن غدا لناظره قريب.