عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Mar-2020

التباعد الاجتماعي في فضاء كورونا - د. محمد طالب عبيدات

 

الدستور- أثبتت تجارب من سبقونا من دول العالم في مكافحة وباء فيروس كورونا  بان أنجع الوسائل لكبح جماحه اعتماد منهج التباعد الاجتماعي والعزل المنزلي واتخاذ إجراءات صارمة لاستكمال ذلك من خلال تطبيق قانون الدفاع وقرارات مرتبطة به؛ ونحن في الأردن اذ نمتلك عادات وتقاليد فريدة من نوعها من حيث القُرب في المناسبات الاجتماعية كالأفراح والأتراح؛ فقد أحسنت الدولة وباستباقية وبتوجيه من لدن جلالة الملك حفظه الله تعالى لاتخاذ إجراءات تكاملية واستباقية بات يشار لها بالبنان على مستوى العالم بالرغم من تواضع الإمكانات وشح الموارد؛ الا ان القوى البشرية التي نمتلكها قادرة على صنع النجاحات تلو النجاحات.
 
ففي مسالة ثقافة التباعد الاجتماعي حان الوقت للإيمان المطلق بان ترك المسافة الآمنة بين الناس تمنع من انتشار الفيروس؛ كما ان التباعد يحصل بوقف المناسبات الاجتماعية للأفراح والأتراح ووقف التجمعات انّى كانت؛ والاهم من ذلك وقف ثقافة التقبيل والتحضين وحتى السلام باليد مؤقتا والاكتفاء بالإيماء بالسلام عن بُعد.
 
وتم تفعيل قانون الدفاع كقرار شجاع وجريء ساهم لدرجة كبيرة في تحقيق تباعد اجتماعي قسري؛ اذ بدا باغلاقات على مداخل المحافظات واليوم على مداخل المدن الرئيسة؛ وننتظر المزيد؛ وجيشنا العربي بفخر واعتزاز يستقبل الأردنيون أبناء الجيش حامي الحمى وحافظي الأمن ومطبّقي قرارات قانون الدفاع على الأرض؛ وهؤلاء العزوة هم الأمل الكبير في تطبيق التباعد الاجتماعي الذي هو المفتاح الرئيس لكبح جماح الوباء والفيروس.
 
ووفق ثقافاتنا المجتمعية ما زال البعض للأسف يجول الطرقات ويستهتر بخطورة الوضع وانتشار الفيروس؛ ولهذا تجدهم يخرجون للشوارع بحاجة او بدونها؛ ويأخذون الأمر باستهزاء؛ لكنهم لا قدّر الله تعالى عند إصابتهم او أقاربهم يشعرون بخطورة الوضع؛ وهذا رجاء لهؤلاء لالتزام بيوتهم دونما تردد.
 
ولذلك فحظر التجوال لا بدّ من وصولنا  لمرحلة حظر التجوال بالشوارع ولو جزئيا وتخصيص ساعة او ساعتين للتجوال بالنهار للضرورة فقط؛ وهذا الإجراء ستُكره عليه الدولة قريبا لمنع التجوال وحصر انتشار الوباء؛ ونرجو ان يتم ذلك قريبا الى جانب الإبقاء على عزل الناس في بيوتها وإقامة العاملين ممن تقتضي طبيعة عملهم في مكان عملهم خوفا من نقلهم للفيروس من مكان العمل لعائلاتهم! 
 
والشكر من القلب ومن سويداء قلوبنا نشكر كل من يساهم في الجهد الوطني التكاملي الكبير الذي تقوم به أجهزة الدولة المختلفة من الجهات الأمنية والعسكرية والقطاعات الطبية والصحية والخدمية والتكنولوجية والإعلامية والإدارية وغيرها على سبيل خدمة المواطن والحفاظ على صحته وسلامته؛ ونرجو الله تعالى ان تكون جهودهم الوطنية المخلصة في موازين حسناتهم ووطنيتهم؛ فالنجاح فالنا بحول الله تعالى.
 
وبالنسبة للقطاع الخاص اجزم بان وقت إظهار المواطنة على الأرض قد حان في وقت الأزمات للمساهمة في تحويل التحديات الى فرص؛ فمطلوب من كل الشرفاء المساهمة في دعم جهود الحكومة ماديا ومعنويا؛ لاحظنا ان البعض قد بادر ومطلوب من البقية كذلك دعما للوطن والوقوف مع الوطن وقت الأزمات.
 
ووقت العمل لا التنظير؛ نرجو من كل الأردنيين التزام بيوتهم فعلا وليس قولا؛ ونرجو ممن يزجون النصائح تطبيقها على أنفسهم أولا؛ ونرجو الفزعة والهبة لخدمة الوطن بكل الوسائل المتاحة ليكون العمل عن بُعد كل حسب اختصاصه.
 
وأخيرا؛ دون العزل المنزلي والتباعد الاجتماعي لا يمكن القضاء على وباء كورونا او حصره؛ فمطلوب من الجميع تكاملية جهودهم للتباعد والعزل مع الجهود الرسمية للدولة لغايات ان نحقق نموذج دولي يحتذى في القضاء على وباء فيروس كورونا؛ ولنرفع رؤوسنا كالعادة بهذا الوطن الأشم وقيادته وشعبه وأجهزته المدنية والعسكرية وجيشه.
 
 
 
- وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق- رئيس جامعة جدارا