عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2020

حرب محدودة يليها شرق أوسط جديد!*شحاده أبو بقر

 الراي

في "ضوء" غياب المعلومات الرسمية حول التطورات الأخيرة في المنطقة، يجتهد الكثيرون في التكهن والتحليل وأنا أحدهم.
 
شهد الشهر الحالي انتخابات أميركية ستنقل الإدارة الأميركية من الجمهوريين إلى الديمقراطيين، ولا يزال الرئيس ترمب الرافض لنتائجها يملك وقتاً لاتخاذ قرارات كبرى على صعيد الشرق الأوسط.
 
وعلى نحو فاجأ الجميع، عادت السلطة الفلسطينية عن غضبها وقررت استئناف التواصل والتنسيق مع إسرائيل وإعادة سفيرها إلى أبوظبي والمنامة، وتلت ذلك قمة أردنية بحرينية إماراتية.
 
في الأثناء يقرر ترمب تخفيض عدد القوات الأميركية في العراق وأفغانستان، ويفرض عقوبات جديدة مشددة على إيران.
 
تطورات كهذه حتماً لها ما قبلها، والأهم ما بعدها.
 
نعلم جميعاً أن الهاجس الأمني وحتى الوجودي، ينطوي على قناعة في ذات كل "يهودي" سواء في فلسطين أو خارجها، أن هذا الوجود الاحتلالي يستحيل أن يستمر وسط طوفان بشرى عربي وإسلامي رافض للاستيلاء على فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بالقوة العسكرية.
 
هذا يعني من وجهة نظر صهيونية حتمية استغلال الفترة المتبقية من عهد إدارة ترمب في" إطفاء" مصادر الشكوى الإسرائيلية قبل تولى الإدارة الأميركية مسؤولياتها بعد حوالى سبعين يوماً، مثلما يعني من وجهة نظر ترمب، وضع إدارة بايدن أمام واقع جديد لا تريده.
 
وعليه، فإن السيناريو المحتمل هو أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله في لبنان وللوجود العسكري والميليشياوي الإيراني في سورية والعراق، وربما وهو الأخطر ضربة دقيقة للمواقع النووية الإيرانية.
 
عندها يمكن لإسرائيل أن تتحدث عما تسميه هي "تنازلات" على صعيد قضية فلسطين، بمعنى أنها تريد أثماناً لأي قبول بحل الدولتين ولكن على طريقتها هي مع ترتيبات أمنية مكفولة أميركياً، وسلام موسع مع العرب الذين يؤذيهم النفوذ الإيراني في سورية ولبنان والعراق، ويرفضون تدخل إيران في شؤونهم الداخلية.
 
نجاح أو فشل هذا السيناريو المحتمل وغير المؤكد، يعتمد على نوعية وطبيعة الرد الإيراني إذا ما تعرضت مواقعها النووية لضربة قاصمة.
 
إيران تتحدث دائماً عن أن ردها سيكون في مختلف الاتجاهات، وهنا مكمن الخطر الذي لا بد من أن تتحوط له دول عربية عدة.
 
أردنيا لنا مصالح وطنية وقومية عليا في أن ترضخ إسرائيل لمتطلبات السلام العادل وموقفنا منه معلن وثابت، ولكن، هل سينجح المخطط الإسرائيلي الترمبي مثلاً.؟، ثم ما موقف الإدارة الأميركية الجديدة منه، وما هو موقف روسيا وأوروبا التي ما زالت ملتزمة بالاتفاق النووي مع إيران.
 
سلامتنا هي في حماية حدودنا وبلادنا في زمن جد حرج نواجه فيه مصاعب جمة ليس أقلها جائحة كورونا.
 
وسلامتنا في ابتعاد الميليشيات المسلحة عن حدودنا وفي عودة اللاجئين من الأشقاء السوريين والعراقيين إلى ديارهم، وسلامتنا الأهم هي في إذعان المحتل الإسرائيلي للسلام الذي به نطالب، وفي تعظيم دورنا الإقليمي وبالذات على صعيد قضية فلسطين باعتبارنا وتاريخياً، الطرف العربي الأكثر التصاقاً بها وقرباً منها والأكثر تأثراً بها، فحقوق نصف شعبنا وحقوق دولتنا هناك في فلسطين.
 
شخصياً اتمنى أن لا يكون توقعي صحيحاً، واتمنى انتظار ما ستأتي به الإدارة الأميركية الجديدة وهي الأقرب إلى الحقيقة من إدارة ترمب، والمنطقة منهكة ما عادت تحتمل حروباً جديدة أبداً. الله من وراء قصدي.