عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Sep-2023

عن حفلات «التوجيهي» والترقية*بلال حسن التل

 الراي

أكثر من مرة كتبت، أن من أسباب تفاقم أزماتنا الاقتصادية المستفحلة، السلوك الاقتصادي غير السوي للغالبية الساحقة منا، وأكثر ما تظهر بشاعة سلوكنا الإقتصادي غير السوي بأوضح صورها في مناسباتنا الاجتماعية، خاصة الأعراس والمأتم، حيث يصل الإنفاق فيها احيانا إلى حد السفه، ليس كراما، ولكن تقليدا ورياء اجتماعيا غير محمود، وهو سفه يوقع الكثير من أصحابه تحت وطأة ديون ثقيلة. ويعمق الازمة الاقتصادية لأسرنا، ثم وطننا فمعظم ما نستهلكه في هذه المناسبات هو من مواد مستوردة يدفعها وطننا بالعملة الصعبة، بما في ذلك الأرز واللحم رومانيا كان ام أستراليا.
 
وبدلا من أن نسعى لإغلاق أبواب الإنفاق الغير مبرر، ونرشد الاستهلاك بمناسباتنا الاجتماعية، صرنا نتوسع في دائرة المناسبات، ونزيد الإنفاق فيها، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر أننا طورنا مؤخرا الاحتفال بنتائج «التوجيهي»، وبدلا من التهنئة بالبيوت والاكتفاء بصحن الكنافة، نقلنا الاحتفالات «بالتوجيهي» إلى الفنادق والصالات الفخمة، والبوفيهات المفتوحة والفرق الموسيقية المستأجرة، ولو كان كل ذلك على حساب أولويات أخرى لأسرنا، ولو كان سيزيد من ضائقتنا المالية، متناسين، أن من نحتفل بنحاحه «بالتوجيهي»، يبدأ رحلة معاناة أخرى من البحث عن مقعد جامعي للوصول إلى مستقبل مجهول، ينتظره فيه غول البطالة الذي تزداد أنيابه طولا عاما بعد عام، ليدفع الكثيرين من شبابنا إلى مستنقع المخدرات، وليس حال خريج الجامعات بأفضل من حال الناجح بالتوجيهي، فعلى ما كل هذه الاحتفالات، وكل هذه المصاريف؟.
 
 
ومن أوجه التوسع في مجال الإنفاق الذي يدخل في باب الرياء، الولائم والاحتفالات الكبرى التي صارت تقام بمناسبة الترقية من رتبة إلى رتبه، سواء كانت هذه الترقية وظيفية أو أكاديمية، وهي ولائم واحتفالات لاتقتصر على الدائرة المقربة من الأهل والأصدقاء، لكنها صارت تأخذ الشكل الجماهيري، ثم نتسأل أيهما يقود الآخر المجتمع أم الجامعة؟.