عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jan-2019

صوتوا لغانتس - جدعون لیفي
ھآرتس
 
الغد- صوتوا لبیني غانتس. ھذا تجسید للحلم الإسرائیلي. ھذا ما یریده معظم الإسرائیلیون. ھذا ما یحلم بھ الجمیلون بأنفسھم. ھذا الوسط في اسوأ حالاتھ. ھذا قالب الخلفیة لافلام فیدیو دعایتھ.
یطلق النار ویحلم، یقتل بقسوة ویأمل بالخیر، یخرب ویدمر ویتحدث عن السلام. ما الذي كنا نریده؟ أن نقتل أكبر عدد من العرب ونتحدث عن السلام بأقل قدر. غانتس سیوفر ذلك. أن نقصف بلا شفقة وأن نكون في نفس الوقت متنورین. ھل ھناك طریقة أكثر نجاحا لوصف خلاصة الصھیونیة؟ انظروا في العیون الجمیلة للمرشح السيء. ھكذا بالضبط نحن نرید زعیمنا القادم.
الشر الإسرائیلي حظي بتقدیر الكثیر من مجرمي الحرب، لكن ھذا التفاخر بقتل الناس وھدم البیوت مشكوك فیھ أنھ شوھد ھنا. جنازات كمسوقي مبیعات؟ خرائب كحیل انتخابیة؟ عداد الاموات كحملة انتخابیة؟ الدماء على الیدین من اجل التفاخر بھا؟ إسرائیل كالعادة تضج بالإعلانات غیر الشرعیة، التي تقول إن عدد من المراسلین ”لن یقرروا عنا“، أكثر من الافلام القصیرة المرعبة لغانتس.
عندما یأتي ذلك من الیمین، لا سیما من بنیامین نتنیاھو، فإن ھذا دائما یعتبر ”تحریض“، لكن تحریض حقیر جدا على القتل ھو أمر شرعي عندما یأتي من إسرائیل الجمیلة لغانتس. الكثیر من الجماجم على حزامھ، ویجب عرضھا امام المتعطشین للدماء. رئیس الاركان الإسرائیلي الذي أمر بقتل رئیس الاركان الفلسطیني، انظروا الصورة، أي تفاخر ھذا.
لا یصعب تخیل جلسة المستشارین الاستراتیجیین مع المرشح الكامل. لنذھب إلى الزیتون العسكري والسجل القتالي، لنذھب إلى قطاع غزة، لنذھب إلى أحمد الجعبري ولنأخذ اصوات من الیمین ومن یوجد مستقبل. كلمة من المستشارین. أنت لست یائیر لبید من ”بمحنیھ“، أنت رجل عسكري. والمرشح یھز رأسھ بالموافقة. ھو رجل صالح، وكل ذلك تكتیك. ثقوا بالمستشارین.
فقط لینتخب وھو سیصنع السلام. من اجل أن یتم انتخابھ یجب التحریض بتواضع. ”فقط القوي ھو الذي سیفوز“، كما ھو شعار حزب وسط، من جانب ”إسرائیل قبل أي شيء“، الأمر الذي لا یمكن أن یظھر مثل ”إسرائیل فوق كل شيء“. وھذا ما زال ھو المرشح الجید، ولیس شیطان نتنیاھو، الذي یجب فعل كل شيء من اجل ابعاده.
صوتوا لغانتس لأنھ خلافا لبنیامین نتنیاھو ھو یتحدث عن السلام. ویقول بأنھ غیر مستعد لأن یتربى ھنا جیل بدون أمل – والدموع تذرف من عینیھ. ”لیس من المخجل أن یكون توق للسلام“، یقول بعبریتھ الركیكة، وارتعاش خفیف یصعد من اسفل ظھره إلى أعلى. أخیرا ھناك من یتحدث عن الأمل والسلام. وعلى الفور ستختفي: یجب علینا كما یبدو ارسال اولادنا للمحاربة أیضا بعد خمسین سنة. لا یوجد ھناك أي خیار، أنتم تعرفون ذلك، ولا یوجد شریك، ویوجد فلسطینیون ولدوا كي یقتلوا.
كم ھو إسرائیلي وكم ھو یساري صھیوني وكم ھو وسط: یقول كل شيء ولا یقول أي شيء. أن
یأكل الكعكة ویبقیھا كاملة. أن یذھب مع ویشعر بدون. الفاشیة والعسكریة الإسرائیلیة مغلفة
بغلاف ھدیة لامع. ھذه لیست سادیة حرس الحدود، ھؤلاء ھم الطیارون الذین یتحدثون بلطف ویقصفون من قمرة القیادة. لذلك، ھو یثیر الغضب، ھذا المرشح غانتس. نفتالي بینیت وبتسلئیل سموتریتش في فاشیة لا تعرف الموانع. وافیغدور لیبرمان ھو أزعر اسواق. ونتنیاھو كأنھ یفعل كل شيء من اجل تنفیذ حلم تخلید الواقع. وھنا یظھر كالعادة التضلیل – اسوأ من كل الیمین.
ھذا التضلیل الذي یسمح للإسرائیلیین بأن یشعروا بشكل جید جدا مع أنفسھم بعد مائة سنة من
السلب وخمسین سنة من الاحتلال. ھذا التضلیل الذي یمكن من وجود الجریمة لفترة طویلة جدا،
لأنھ یوجد لدینا مرشح متعاطف مثل غانتس. ربما سیكون سلام بعد خمسین سنة. كیف سنتوصل
الیھ؟ مع المزید من الجرف الصامد والمزید من التصفیات والمزید من القتل والجنازات. ھكذا یصنعون السلام مع العرب. اسألوا غانتس عن ذلك.