عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jul-2020

بؤرة استيطانية جديدة بمنطقة مخصصة للفلسطينيين وفق خطة ترامب - بقلم: هجار شيزاف

 

هآرتس
 
بؤرة استيطانية جديدة تم البدء باقامتها أول أمس في الضفة الغربية، في المنطقة المخصصة لأن تنقل للفلسطينيين في اطار خطة ترامب. هذه البؤرة اقيمت على بعد 100 متر من قاعدة عسكرية في منطقة نابلس، بعيدا عن أي مستوطنة اخرى.
في نهاية الشهر الماضي اقيمت البؤرة الاستيطانية فوق تلة قرب القاعدة العسكرية في جبل عيبال. في البداية نصب هناك كوخ وبعد ذلك اضيف اليه كرفان، مثلما نشر في موقع “محادثة محلية”. الموقع الاول للبؤرة كان في ارض خاصة مسجلة في الطابو على اسم أحد سكان القرية المجاورة وهي عصيرة الشمالية، والتي تمت مصادرتها بأمر وضع اليد العسكري في العام 1978. ولكن الاحد الماضي انتقل موقع البؤرة وهي الآن توجد قرب سور القاعدة في ارض تعتبر اراضي دولة.
يوجد الآن في البؤرة شاحنة وخيمة وكرفان. وهناك طريقان للوصول اليها، طريق قرية عصيرة الشمالية وطريق شارع الوصول الى القاعدة. قبل اسبوعين وضع الجيش على شارع الوصول الى القاعدة بوابة حديدية مغلقة. ومن زيارة في الموقع ظهر أنه من اجل الوصول الى البؤرة يجب المرور من البوابة. وفي زيارة للتلة التي اقيمت عليها البؤرة في السابق ظهر جيب عسكري فيه جنود وتراكتور صغير يقوده اسرائيلي وهم يتجولون في المنطقة بمحاذاة مزارعين فلسطينيين كانوا يفلحون اراضيهم. في مرحلة معينة أمر الجنود مراسلة ومصور الصحيفة مغادرة المكان على اعتبار أنه منطقة عسكرية مغلقة.
سكان عصيرة الشمالية هم الذين احتجوا على اقامة البؤرة. وحسب اقوال رئيس المجلس، حازم ياسين، في 26 حزيران (يونيو) ابلغ أحد سكان القرية بأنه تم وضع خيمة للمستوطنين في الموقع الاول وكان يوجد فيها اربعة اشخاص، ثلاثة شبان وشخص بالغ. “هذه هي المرة الاولى التي توجد فيها بؤرة استيطانية في هذه المنطقة، ايضا لا توجد أي مستوطنة قريبة من هنا”، قال ياسين. ومنذ ذلك الحين بدأ سكان القرية بإجراء مسيرات اسبوعية في الموقع.
بعد اجراء المسيرة في الثالث من الشهر الحالي اغلق الجيش طريق الوصول من القرية الى البؤرة الاستيطانية بواسطة اكوام من التراب. وبعد بضعة ايام ازاح الفلسطينيون اكوام التراب لتمكين المزارعين من الوصول الى اراضيهم. وحسب قولهم، اتصلوا مع الادارة المدنية التي ابلغتهم بدورها بأن البؤرة سيتم اخلاؤها قريبا. ورغم ذلك، الاحد الماضي انتقلت البؤرة الى الموقع الجديد، بمحاذاة القاعدة العسكرية. وحسب اقوال رئيس المجلس، في العاشر من الشهر الحالي قام سكان القرية بمسيرة اخرى اطلق فيها الجيش قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت واصيب عشرة اشخاص من سكان القرية، وكان حازم ياسين من بين المصابين، حيث اصيب حسب قوله بقنبلة صوت اطلقت عليه. بعد ذلك تم اغلاق الطريق مرة اخرى من قبل الجيش وتم فتحها بعد ذلك بمساعدة الصليب الاحمر.
“من الواضح أنه لا توجد أي وسيلة لإقامة بؤرة استيطانية كهذه على بعد عشرة امتار من القاعدة المحصنة جيدا في الضفة الغربية، بدون تعاون خاص مع الجيش والادارة المدنية”، قال درور ايتكس، من جمعية كيرم نبوت، الذي يتابع سياسة الاستيطان في الضفة. وحسب قوله فان “اقامة البؤرة هي حلقة واحدة في تراث طويل ومتشابك من تعاون مشابه بين المؤسسة العسكرية والمستوطنين.
في السابق نشر في الصحيفة عن حالات فيها مكن الجيش من اقامة بؤر استيطانية، وحتى أنه وفر لها البنى التحتية. هكذا مثلا في 2015 نشر بأن مستوطنين اقاموا بؤرة استيطانية على جزء من موقع عسكري مهجور في الضفة، وأن الجيش قدم لهم المياه. وفي العام 2017 تم الابلاغ عن نقل المياه من موقع عسكري في الغور الى بؤرة استيطانية في المنطقة.
“المنطقة كانت ذات يوم مليئة بالكروم”، قال ياسين. الآن سكان القرية يضطرون الى تنسيق قدومهم الى المكان لفلاحة اراضيهم. وهذا الامر يحدث فقط مرتين في السنة. وبسبب ذلك الآن السكان لا يزرعون الكروم، بل بالاساس الزيتون. “توجد لي اشجار زيتون غرب الموقع العسكري، وخلال سنوات تم احتجازي مرتين لأنني جئت لفلاحة ارضي”، اضاف جمال كامل ياسين، عضو في المجلس البلدي ومدير مدرسة في البلدة.
ومن مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق جاء ردا على ذلك: “الحادثة التي يدور الحديث عنها معروفة لجهات انفاذ القانون في الادارة المدنية. انفاذ القانون في المكان سيتم تنفيذه وفقا للصلاحيات والاجراءات وسلم الاولويات والاعتبارات العملياتية”.
ومن الجيش جاء ردا على ذلك: “الدخول الى جبل عيبال يتم تأمينه عن طريق بوابة امنية وقوة عسكرية لأسباب عملياتية. هدف الجيش هو الحفاظ على النظام والامن في المنطقة. وبسبب ذلك هو يتخذ الوسائل المناسبة عمليا للحفاظ على هذا الهدف”.