عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Sep-2023

"نتنياهو" يتنكر لـ"الدولة الفلسطينية المستقلة"

 ...رئيس وزراء الاحتلال يطرح حكما ذاتيا محدودا لإدارة شؤون السكان

الغد-نادية سعد الدين
ينكر رئيس حكومة الاحتلال اليمينية، "بنيامين نتنياهو"، حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، باستثناء منحهم حكما ذاتيا، والذي عبر عنه السبت بتصريحاته، بينما يجسده فعليا على الأرض، أسوة بمخطط إغراق القدس المحتلة بـ 11 ألف وحدة استيطانية جديدة، في إطار سياسة تهويدها وتغيير معالمها، بالتزامن مع انفلات عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
 
 
وبالنسبة لـ "نتنياهو"؛ فإن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود عام 1967 يهدد الكيان الإسرائيلي ويمس احتياجاته الأمنية، من دون أن يحددها خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتصريحاته الصحفية، مما يجعل الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، جزءا من مشروعه اليميني التوسعي، ويزيد من حالة التصعيد والصدام المستمر مع الفلسطينيين.
 
ويعكس عدم اعتراف حكومة الاحتلال اليمينية بحق الفلسطينيين في دولتهم المنشودة مساعيها في اختزاله ضمن الحكم الذاتي المحدود والمعني بالشؤون الحياتية للسكان ضمن المساحة المتبقية الخارجة عن سيطرتها، باستثناء الأمن والسيادة الموكولين للاحتلال، وهي وصفة جاهزة لاستمرار حالة التوتر والاحتقان الشديدين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة الرفض الفلسطيني له.
جاء ذلك من خلال تأكيد "نتنياهو"، وفق وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، أنه لا يوجد في برنامج حكومته اليمينية رؤية أو خطة للانخراط في عملية سياسية تفاوضية مع الفلسطينيين تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وأن الخرائط المزعومة للشرق الأوسط، التي قدمها أمام الاجتماع الأممي، تهدف بالأساس لشطب اسم وقضية فلسطين.
ولهذا الغرض؛ تدفع حكومة الاحتلال بنحو 30 خطة استيطانية تضم أكثر من 18 ألف وحدة جديدة في المستوطنات الجاثمة في القدس المحتلة، من بينها 13 خطة إما لمستوطنات جديدة بالكامل أو توسعات استيطانية بإجمالي 10467 وحدة استيطانية.
وطبقا للمواقع الإسرائيلية، فإن 14 خطة من أصل 30 تعتبر خططا استيطانية جديدة تم طرحها وتطويرها لأول مرة منذ بداية العام الحالي، وهو ما يقرب من نصف العدد الإجمالي، بينما يوجد ثلاث خطط من الخطط الـ 14 التي تم تقديمها العام الحالي مخصصة لمستوطنات جديدة، وثلاثة للتوسعات الاستيطانية وثمانية داخل المناطق المبنية في المستوطنات القائمة.
ويعكس هذا الحجم الاتجاه المتزايد في النشاط الاستيطاني في القدس المحتلة وما حولها منذ العام 2021، بينما سجل العام 2022 عددا قياسيا في الوحدات السكنية في مستوطنات القدس بلغ 23097، وهو الأعلى خلال عقد من الزمن، ومع ذلك، فإن العام 2023 في طريقه لتجاوز هذا الرقم.
ورأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن "هذه التطورات تستمر في ترسيخ واقع الاحتلال الدائم والقمع المنهجي، حيث تمنح مجموعة واحدة حقوقها المدنية والإنسانية الكاملة، بينما تحرم المجموعة الأخرى من تلك الحقوق، كما يتم حرمان الفلسطينيين بالقدس من حقوقهم في السكن، بما يتجسد في سياسة التخطيط لدفع قطاعات كبيرة من السكان الفلسطينيين إلى خارج المدينة"، وفق قولها.
وأفادت بأنه جرى تنفيذ 150 عملية هدم في أنحاء القدس المحتلة خلال الفترة من 1 كانون الثاني إلى 21 أيلول 2023، منها 87 منشأة سكنية، بحيث يمثل ارتفاعا كبيرا عن العام 2022 لنفس الفترة.
في حين وفرت قوات الاحتلال الحماية الأمنية للمستوطنين المتطرفين عند أداء الطقوس التلمودية المزعومة والرقصات الاستفزازية، قرب بابي المجلس وحطة بمحيط المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين الذين تصدوا للدفاع عن المسجد وحمايته.
وفي الأثناء؛ شيعت جماهير غفيرة في محافظة رام الله والبيرة بالضفة الغربية، أمس، جثمان الشهيد الفلسطيني بلال إبراهيم حسني قدح (33 عاما)، في قرية شقبا غرب رام الله، بعد تسلم جثمانه أول من أمس، مرددين الهتافات الغاضبة والمنددة بالجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
كما شنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش بمنازل الفلسطينيين، وشددت حصارها في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين، مما أدى لاندلاع المواجهات العنيفة، لا سيما في بلدة العيزرية المقدسية، ووقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
من جانبها؛ أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية تصريحات "نتنياهو" في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تكشف مواقفه المعادية للسلام، والعقلية الاستعمارية الاستعلائية التي تتعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني كشأن إسرائيلي داخلي يتحكم بها وفقا لبرامج ائتلافه اليميني المتطرف.
وترى "الخارجية الفلسطينية" أن "نتنياهو" ينسف أي جهود مبذولة لتحقيق السلام، من خلال حملاته التضليلية الرامية لقلب حقائق الصراع وإزاحة القضية الفلسطينية عن سلم الاهتمامات الإقليمية والدولية، وعبر مساعي تكريس الاحتلال وتعميق الاستيطان ونظام الفصل العنصري "الابرتهايد"، وكسب المزيد من الوقت لتنفيذ عمليات الضم التدريجي للضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة. 
ورفضت بشدة محاولات "نتنياهو" قلب مبادرة السلام العربية رأسا على عقب وتجاهل الضرورات الإستراتيجية لحل القضية الفلسطينية أولا باعتبارها بوابة السلام في الإقليم والطريق الوحيد لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، مشيرة إلى التصعيد الإسرائيلي الممنهج في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضرورة التحرك الدولي لوقفه.