معتصم الرقاد

 

عمان–الغد-  أقامت منصة “حبايبنا. نت” الحفل السنوي الأول لها، والذي جمع عددا من الأطفال ذوي التحديات الذهنية والتطورية وذويهم، بمشاركة الأخصائيين في مجالي التربية الخاصة والتأهيل وعدد من الداعمين.

منصة “حبايبنا. نت” متخصصة بشؤون الإعاقات الذهنية والتطورية باللغة العربية، وتهدف إلى تحسين حياة الأطفال الذين لديهم أي نوع من التأخر التطوري مثل صعوبات التعلم، اضطراب طيف التوحد، متلازمة داون، الشلل الدماغي أو التأخر التطوري العام.

تضمن الحفل مناقشة طرق وسبل لتحسين حياة الأطفال ذوي التأخر التطوري في الأردن والوطن العربي، ومساعدة عائلاتهم على اكتساب المعرفة لإكساب أبنائهم مهارات جديدة يحتاجونها، حتى يستقلوا بحياتهم، وأن يكونوا أشخاصا منتجين في المجتمع حين يكبروا.

وقد بدأ الحفل بعزف موسيقي من الشابة ريما المصابة باضطراب طيف التوحد، ثم تلته أغنية “الأرض بتتكلم عربي” قدمها الشاب روبير ذو التأخر التطوري العام. وكانت المفاجأة من الشاب مصعب ذي متلازمة دوان الذي قام بإهداء الحضور أساور قام بصناعتها بنفسه، وحضر خصيصا من إربد مع والدته وأخيه.

وقد شكل الحفل جزءا صغيرا من المجتمع الكبير الذي تصل إليه المنصة، فخلال العامين الماضيين وصلت المنصة إلى أكثر من 150 ألف زيارة وتفاعل مع أكثر من مليون مستخدم عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

كما أن مجتمع “حبايبنا. نت” لا يقتصر فقط على الأهالي والمختصين، بل أفراد ومؤسسات من المجتمع يريدون معرفة كيف يمكنهم أن يتقبلوا ويسهموا في دمج “حبايبنا” في المجتمع.

تركز منصة “حبايبنا. نت” على تمكين الأسرة والمجتمع بالمعلومات والمصادر التي يحتاجونها لتطوير مهارات أبنائهم، مهما كانت قدراتهم، سواء من تجارب أسر أخرى أو من خبرات مختصين في مجالات التربية الخاصة والتأهيل، والتعرف على الطرق المختلفة للتعامل مع التحديات التي يواجهونها في محاولة تحسين حياة أبنائهم.

تقدم المنصة

مكتبة “حبايبنا” تتضمن أكثر من 800 فيديو، وما يزيد على 130 مقالا تناقش مواضيع مختلفة من التدخل المبكر وحتى التشغيل.

دليل “حبايبنا” الذي يهدف إلى تسهيل وصول الأسر للخدمات التي تحتاجها بأقل وقت وتعب ممكن.

مكالمات “حبايبنا” يمكن من خلالها للأسرة التواصل مع أخصائيين في مجالي التربية والتأهيل من خلال مكالمة عبر الموقع.

انطلقت المنصة بنهاية العام 2017 من تجربة الزوجين محمد وريم الإفرنجي مع طفليهما عبدالسميع وعمرو، وكلاهما لديه تأخر تطوري عام. فقد واجه الوالدان صعوبة كبيرة في إيجاد التوجيه والإرشاد اللذين كانا بحاجته في البداية حين عرفا عن إعاقة طفليهما، وكان أول ما لجأ إليه الوالدان في حالة صدمتهما هو البحث عبر الإنترنت عن أي مصدر لإرشادهما أو إيصالهما بأهال آخرين يمرون بتجربة مشابهة وباللغة العربية، لكنهما لم يجدا إجابة شافية، مما زاد ألمهما وحيرتهما لمدة ثلاثة أعوام حتى استطاعا الوصول لبرامج التأهيل والتدخل التي يحتاج إليها طفلاهما. وجد الأبوان أنهما ليسا الوحيدين، وأن هنالك آلاف الأهالي مثلهما يتخبطون في البحث عن برامج أو معلومات، ليستطيعوا فهم كيف يمكنهم تطوير مهارات أبنائهم والتعامل مع المواقف والمشاعر المختلفة خلال المراحل المختلفة التي يمرون بها مع أبنائهم.

بعد إطلاق المنصة، انضم إلى فريق عمل المنصة عدد من الأهالي الآخرين ومجموعة من المتخصصين لتطوير عمل المنصة، وتقديم ما هو أفضل، بناء على أسس علمية ومعايير عالمية.

يتكون الفريق من مدير الخدمات المجتمعية مصطفى دنو، الذي يعمل بشغف في المنصة بسبب تجربته مع طفله عبود المصاب باضطراب طيف التوحد، ومتابعته المستمرة للطرق الحديثة في التعامل مع هذه التحديات.