عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-May-2019

خطر حقیقي.. ضم برعایة الفساد - بن درور یمیني
یدیعوت أحرنوت
 
إن الانشغال المبرر بالحصانة – الفساد ینسي حقیقة أن ھناك خطرا في أن تدخل بنودا في موضوع
الضم، الجزئي أو الكامل، في ھذه الأیام ھي الاتفاقات الائتلافیة. فمعظم الإسرائیلیین یعارضون الضم، بمن فیھم أولئك غیر المتحمسین للدولة الفلسطینیة. وفي أوساط النواب من الائتلاف المتبلور
– توجد اغلبیة. على ھذه الخلفیة، بعث ”قادة من أجل أمن اسرائیل“ بكتاب الى رئیس الوزراء، وقعھ مئات من كبار المسؤولین ممن خدموا في اجھزة الامن، طلبوا فیھ عدم الضم، او اجراء
استفتاء شعبي اذا ما وعندما تقرر الحكومة الضم.
فقد كتبوا ضمن أمور أخرى: ”ان احلال القانون الاسرائیلي على مناطق یھودا والسامرة – كلھا او
جزء منھا – في غیر اطار التسویة السیاسیة، ستؤدي الى رد فعل متسلسل یمس بشدة بأمن الدولة، باقتصادھا وبمكانتھا الاقلیمیة والدولیة... الضم بلا اتفاق یعرض امن اسرائیل وحیاة السكان للخطر... ما سیبدأ باحلال السیادة على منطقة محدودة سیتدھور بالضرورة الى ضم كامل لیھودا والسامرة، بملایین سكانھا الفلسطینیین“.
نتنیاھو، ردا على ذلك، غرد یقول ان ”اولئك ”الخبراء“ ایدوا الاتفاق النووي مع ایران وحذروا:
”بیبي یخطئ في التوجیھ ویدمر التحالف مع امیركا““. رد ساحق؟ لیس تماما. لسببین. الاول، لان
الحلف مع ادارة ترامب ھو بالتأكید ھام، ولكن ھذا لا یزال لیس حلفا مع أمریكا. فاسرائیل تفقد، في
مسیرة بطیئة، تأیید الدیمقراطیین وتأیید الیھود. صحیح ان ھذا ینبع اساسا من دعایة اكاذیب اسرائیل، ولكن لیس فقط. لنتنیاھو یوجد دور في ھذا الشأن.
والثاني، اخطأ العدید من الخبراء المرة تلو الاخرى. في موضوع ایران، یخیل لي ان لا حاجة لتأیید كل خطوة لنتنیاھو كي نعرف بانھ كان محقا بالذات. فقد استغلت ایران الاتفاق النووي كي توسع نفوذھا الھدام، ان تزید الخطر على دولة اسرائیل، ان تطور المزید من الصواریخ وان تھز الحكم في مزید من الدول العربیة. بالضبط مثل الجھاد، تزرع الخراب والدمار في كل مكان توجد فیھ. وشكرا للاتفاق النووي.
ولكن بالضبط مثلما یخطئ الأمنیون، ومثلما أخطا كندي وتشرتشل في غیر قلیل من الخطوات، فان
نتنیاھو اخطأ ایضا. وبجسامة. في 2002 كان ھو ممن ضغطوا على الادارة الامریكیة للھجوم
على العراق. فقد قال نتنیاھو في الكونغرس: ”محظور ان یكون خطأ في ھذا الشأن. في اللحظة
التي یكون فیھا سلاح نووي لصدام سیكون لشبكة منظمات الارھاب سلاح نووي“. اما الموقف شبھ
الرسمي لاسرائیل فكان معاكسا. شارون، الذي كان في حینھ رئیس الوزراء عارض موقف نتنیاھو، وحاول إقناع جورج بوش بأن المشكلة ھي إیران ولیس العراق. وفي كل الأحوال، وفقا لبحث البروفیسور دوف فاكسمان، فإن إسرائیل لم تدفع الولایات المتحدة إلى المواجھة. ولكن أرواحا طیبة تنشر موقف نتنیاھو كي تشكك بموقفھ في موضوع ایران. ھو أخطأ في موضوع العراق، ھذا لا یعني أنھ یخطئ في موضوع إیران.
وبذات القدر، فإن حقیقة أن الأمنیین أخطأوا في الماضي في مواضیع مختلفة، لا تؤدي الى الاستنتاج بانھم مخطئون الیوم. لان الضم ھو اوبیرا اخرى. لا حاجة لانتظار المستقبل كي نعرف بان معنى الضم ھو اقامة كیان یھودي – عربي. فخلط السكان المعادین ینتھي دوما بسفك دماء.
قسم من الیمین یحلم یتشجیع الھجرة الفلسطینیة الى خارج اسرائیل. اضغاث احلام. وحتى على
فرض انھ یغادر كل سنة عشرون ألف فلسطیني المناطق، كما یدعي الیمین، فبسبب الولادة، فان
النصیب النسبي للعرب بین البحر والنھر یزداد. ھكذا ایضا بدون دولة فلسطینیة، والتي لا یریدھا
الفلسطینیون، فإن معنى الضم ھو دولة ثنائیة القومیة، مع حقوق مواطنة كاملة أو بلا حقوق. في
الحالتین النتیجة ھي واحدة. نھایة الصھیونیة. الاستنتاج لیس الیأس. توجد حلول انتقالیة، على
أساس الفصل المدني والدیمغرافي، حتى وإن لم یكن شاملا، في ظل السیطرة الأمنیة. وفي كل
الأحوال، لا توجد أي حاجة لانتظار المستقبل كي نعرف بأنھ في موضوع الضم، الأمنیون محقون.