عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2025

شهادات رسمتْ معاناة أهل الكويت* حمزة عليان
الجريدة -
حمد الحمد، لا يترك الضوء خافتاً، ولا فكرته غامضة، كما يقول عنه أحد النقاد، بل تراه في حالة إدمان متواصلة على التوثيق وكتابة الرواية، ولعل أحدثها «مساحات الصمت»، ومنها «قصة قرية الصامتة»، التي لا يتحدَّث أهلها كباقي البشر، بل يتفاهمون بالإشارة وحركات الأيدي، وتلك القصة مشوِّقة، وفيها إسقاطات رمزية سنأتي عليها فيما بعد.
 
يرى أن هناك تقصيراً في رصد المعاناة الحقيقية اليومية التي عاشها المواطنون الكويتيون خلال ال 7 أشهر المريرة من الاحتلال العراقي، وكان هذا الهمّ يُلاحقه منذ عودته إلى دياره بعد التحرير عام 1991، قادماً من السعودية، التي استضافت نحو 200 ألف كويتي بسبب الغزو، وقدَّمت لهم كل التسهيلات.
 
استمر هذا الهاجس لديه من الانتظار والركون، وجاءت فكرة الكتاب، فأخرج نفسه من دائرة الألم والمعاناة، ليبدأ وضع الخطوط الأولى لكتاب يقدِّم شهادات حقيقية عن معاناة الإنسان الكويتي.
 
شهادات 16 صامداً من رجال ونساء رسموا معاناتهم اليومية، بعد أن جلس مع كل واحدٍ منهم، ليُجيبوا عن أسئلته، عمل على تسجيلها وتدوينها، ومن ثم نشرها في كتاب.
 
وأنا أقرأ الكتاب عشت بجوارحي مع شهادات المجموعة الأولى من الصامدين، وهم: سليمان الشطي، وناصر العجيل، ومساعد محمد، وأحمد الوزان، وأبوحمد، وبدر الرويح، وياسين الياسين.
 
سرد كل واحد منهم تجربته، وأحاسيسه، ومشاعره، ويوميات عيشه، والمخاطر التي واجهته، والدور الوطني والإنساني الذي قام به. 
 
وأنت تقرأ تستعيد ذاك الشريط المُثقل بالمآسي والمعاناة، وكيف تمضي حياتك وأُسرتك مع مُحتلٍ غاشم ومُجرم.
 
تراءى لي وكأني أشاهد فيلماً سينمائياً عن تلك المعاناة، لأن السرد أوحى لي بذلك، وقدرت أن تلك الروايات المنقولة عن لسان أصحابها تصلح إلى أن تتحوَّل إلى فيلمٍ وثائقي أو مسلسل تلفزيوني. 
 
الفصل الثاني كان مخصصاً لأولئك الذين خاضوا أشهراً من العذاب في الأسر، أو نذروا أنفسهم للأعمال التطوُّع، وحفظوا أرواحاً بريئة، وهم: مرزوق البدر، وعدنان الجيعان، وسليمان الحوطي.
 
أولى للمرأة الصامدة اهتماماً موازياً لأعمال الرجال، فأفسح المجال لسيدتين رَوَتا له ما حصل معهما، وهما: هيفاء النكاس التي لم تترك أطفالها، وجميلة سيد علي التي عاشت هول الصَّدمة.
 
وفي لحظات التحرير والعودة لأحضان الوطن كانت شهادات لكل من: مساعد البرجس، وخالد الرشيد، ونبيلة العنجري.
 
ولم تغب فيلكا عن البال، حيث روى محمد طه الفيلكاوي قصة الصمود في هذه الجزيرة التاريخية.
 
ست عشرة شهادة حيَّة على لسان أصحابها قدَّمت صورة واقعية بتفاصيل الحياة اليومية والمعاناة والقهر الذي عاشه أهل الكويت.