عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jan-2020

الملكة رانيا.. سنوات من العمل الدؤوب لتمكين الأفراد والارتقاء برسالة التعليم

 

مجد جابر
 
عمان– الغد- شهد العام الماضي إنجازات عديدة سطرها جلالة الملكة رانيا العبدالله، وأضافت لجهودها المستمرة عبر الأعوام الماضية؛ رصيدا آخر من الجهد والعمل والإنجاز في القطاعات كافة وفي سبيل تقديم الخدمة والرعاية لجميع الفئات.
ولطالما كانت جلالتها تولي اهتماماً كبيراً لفئات المجتمع، النساء والشباب والتعليم والطفولة، كلها جوانب تحرص الملكة على متابعتها بشكل مستمر وإعطائها الأولوية والجهد للنهوض بها والوصول لأفضل المستويات.
ولا تتوانى جلالتها على تقديم الدعم المستمر لمختلف هذه الفئات وتحفيزها وتشجيعها سواء من خلال الزيارات الميدانية التي تقوم بها دائما، أو الدعم الكامل؛ إذ تعمل على رعاية وتشجيع المواهب والأنشطة الشبابية والنسائية وتدعم الشركات الريادية والمشاريع الناشئة.
 
 
 
دعم مستمر للنساء
لطالما كانت جلالة الملكة رانيا تولي نساء المجتمع اهتماما كبيرا، فهي الداعمة لهن ولإنجازاتهن ومساندتهن في مقاومة كل الصعاب في سبيل تأمين حياة كريمة، فكانت دائما وأبدا واقفة بجانبهن، وتشجعهن على تحقيق أحلامهن والاستمرار بإبداعاتهن بشتى المجالات.
“نجاحكم نجاح النا كلنا”.. “البركة فيكم”.. “الأردن غني بالسيدات الي بمثلوا قصص نجاح ملهمة في مختلف المجالات”.. بهذه الكلمات تصف جلالتها جهود تلك النساء المبدعات اللواتي استطعن تخطي الصعاب وتجاوز العراقيل والصعوبات، والتصميم على إنجاز مشاريعهن سواء كانت صغيرة أو كبيرة من كل محافظة من محافظات الأردن.
وما بين المفرق والكرك وإربد والسلط وعجلون والطفيلة والغور ومادبا وجرش، تنقلت جلالتها على مدار العام الماضي لتقدم لهؤلاء السيدات الحب والدعم وتشعرهن بمدى اهتمامها بهن، من خلال الاطلاع على مشاريعهن المختلفة وتشجيعهن، وتستلهم منهن التفاؤل والعزيمة والإصرار، معتبرة أن المرأة كانت وما تزال تثبت قدرتها على الحب والعطاء وتحويل التحديات إلى فرص.
التعليم الطريق نحو النمو والازدهار
“التعليم هو أكثر من حق إنساني، ففي عالمنا الذي تسيطر عليه الأزمات، التعليم هو سبيل للنمو ونقطة انطلاق نحو تحقيق السلام”.. تحرص جلالتها في كل فرصة على التشديد على أهمية التعليم، وعلى مدار الأعوام الماضية كان هذا الملف أولوية لدى الملكة، وهمها الأكبر لإيمانها بأنه، ووفق قولها “حق إنساني به تزهو الشعوب وتصنع مستقبلها”.
وتقوم جلالتها بزيارات مستمرة للعديد من المدارس في قرى ومحافظات الأردن، للاطلاع على البيئة المدرسية الصحية، ولإيمانها بأهمية أن يكون العقل السليم في الجسم السليم تقوم الجمعية الملكية للتوعية الصحية، والتي تأسست العام 2005 برفع الوعي الصحي وتشجيع المجتمع على اتباع سلوكيات صحية مع التركيز على طلبة المدارس على مدار العام.
ولأن المعلم هو عامل مهم وأساسي في العملية التعليمية، أطلق جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالتها في العام 2005 جائزة سنوية لتكريم المعلم باسم “جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز”، والتي كانت أولى جوائز “جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي”، وتبعتها “جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز” و”جائزة الملكة رانيا العبدالله للمرشد التربوي المتميز”.
 
 
 
وإلى جانب أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين التي تهدف الى تدريب المعلم وتأهيله من خلال تقديم برامج تدريبية مجانية لكوادر الوزارة التعليمية والإدارية، تم تطوير تلك البرامج التدريبية حسب احتياجات القطاع التعليمي وبشراكة مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا.
وقامت جلالتها العام الماضي، وتحت رعاية الملك، بافتتاح المبنى الجديد للأكاديمية، وقالت خلال كلمة لها بهذه المناسبة “ما من أحد أجدر بحمل مسؤولية تربية وتعليم الأجيال ممن اختار أن يتعلّم لأجل أن يعلم. ممن تركت حضن بيتها خارج عمان لتلتزم بحضور الصفوف. ممن يخرج من بيته قبل بزوغ الشمس ليتمكن من أساليب التخطيط للحصص، ووضع أمثلة لاستخدامات الرياضيات في الحياة العملية، وتهيئة بيئة صفية تحث الطالب على التساؤل والتعلم”.
وأضافت “هذا هو الطموح، وهذا هو أساس المواطنة، وهذه هي القيم التي يريدها سيدنا لبناة المستقبل. المعلمون هم جندك سيدنا، وها هم اليوم يتسلحون بالعلم والعزيمة لينشئوا أجيالا تمشي بثقة وتنتصر على تحديات الأزمنة”.
وأطلقت جلالتها العام الماضي كذلك مادة الرياضيات على منصة “إدراك” للتعلم المدرسي المجاني للصفوف من رياض الأطفال حتى الصف الخامس.
وبهذا الإطلاق أصبحت المنصة تشتمل على مادة الرياضيات للصفوف التعليمية كافة؛ حيث أطلقت جلالتها المرحلة الأولى التي شملت الصفوف من السادس وحتى الثاني عشر في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي.
وعبر 5 أعوام مضت على تأسيس منصة “إدراك” للتعلم المتاح عبر الانترنت، استطاعت المنصة فتح باب التعلم للجميع؛ إذ قدمت مساقات متنوعة على أيدي محترفين وخبراء بالفنون والعلوم وبمختلف المجالات.
وفي تلك المناسبة، قالت جلالتها “مرور خمس سنوات على إطلاق منصة إدراك نفتخر بما وصلنا إليه من توفير مساقات الكترونية مجانية باللغة العربية، ونتطلع إلى المزيد من الإثراء والتنوع في مسيرة التعليم الالكتروني العربي”. وبذلك تكون “إدراك” طوال هذه الأعوام قد وصلت الى مليوني متعلم، ومساقات مقدمة من أكثر من 112 خبيرا عربيا وعالميا.
الشباب مستقبل الأردن
تعتبر جلالتها الشباب مستقبل الأردن، لذلك تحرص دائما على الوقوف الى جانبهم وتشجيعهم، وإطلاق العنان لقدراتهم وأفكارهم وطاقاتهم للخروج بأفضل ما عندهم.
تلتقي جلالتها بالشباب، وتقدم الدعم لهم ولمشاريعهم لتحقيق كل ما يطمحون له، معبرة في كل زيارة لها عن سعادتها بهم وبأفكارهم وطموحم غير المحدود، وكانت قد قالت جلالتها بإحدى المرات “شبابنا الأردني موهوب ويحرص دوماً على أن يكون متميزاً ومبدعاً فيما يقوم به”.
وكنوع من تحفيز الطاقات الكامنة لدى المبدعين، أطلقت أسبوع عمان للتصميم الذي أقيم هذا العام بنسخته الثالثة، كحدث يجمع أصحاب مواهب وفنانين ومبدعين لهم تصاميم أسهمت في تطوير وتقديم حلول لمشاكل وتحديات معينة في مختلف مجالات الحياة، ويستقطب الأسبوع مصممين وفنانين ومهندسين من الأردن والمنطقة العربية والعالم، ويتم خلاله عرض أعمالهم وتبادل الخبرات والمعارف ويشكل فرصة لأصحاب المشاريع الناشئة لتطوير أفكارهم.
 
 
 
رعاية الأطفال
لأن الأطفال أهم فئة بالمجتمع وبحاجة للرعاية والعناية، سخرت جلالتها جهداً كبيراً لإنشاء أول متحف للأطفال في الأردن لتطوير معارفهم بالاستكشاف والتعلم التفاعلي، وتعزيز الأنشطة، فتعمل جلالتها على زيارة المتحف بشكل مستمر والالتقاء مع الأطفال.
وعلى النهج ذاته، كانت قد أطلقت جلالتها، ومن خلال مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية تطبيق “جنى وكريم”، للهواتف الذكية حرصاً منها على تعزيز مهارات التعلم لدى الأطفال.
وعملت المؤسسة هذا العام على تطوير مرحلة “عالمنا” من هذا التطبيق، وكجزء من استراتيجيتها لدعم تنمية الطفولة المبكرة في الأردن.
ويساعد هذا التطبيق التعليمي المجاني على رفع الاستعداد المدرسي لدى الأطفال وتحسين مهاراتهم في الرياضيات لجهة الأرقام والأشكال والمفاهيم الأساسية في الجمع والطرح والقدرة على الاستماع، وذلك من خلال الألعاب والأغاني والقصص.
وكانت جلالتها من أوائل الذين تحدثوا عن الإساءة للأطفال، ونتج عن ذلك إطلاق برنامج حماية الطفل العام 1997، وإنشاء أول دار إيوائي علاجي لحماية الأطفال المعنفين وهي “دار الأمان” التي تأسست العام 2000.