عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Mar-2020

تربويون: التعليم عن بعد يشكل النواة الأساسية للتحول الرقمي في التعليم

 

ألاء مظهر
 
عمان – الغد- في الوقت الذي بدأ الطلبة وذويهم، التفاعل مع منصة التعليم الالكتروني “درسك” التي تم اطلاقها يوم امس معتبرين انها شكلت طوق نجاة لديمومة المسيرة التعليمية لابنائهم دون انقطاع رغم تعليق الدوام في المدارس،راى خبراء تربويون ان التعليم عن بعد يشكل النواة الأساسية للتحول الرقمي بقطاع التعليم.
وأجمعوا خلال حديثهم لـ”الغد” اليوم على ان الحاجة لنظام التعليم عن البعد ليس مرتبطا بالظروف الانية جراء وباء فيروس كورونا وانما كاسلوب تعليمي دائم.
ودعوا لاستثمار التطور الكبير في مجال التكنولوجيا لضمان توفير تعلم للطلبة في جميع الظروف من اجل استمرار التعلم.
وشهد اليوم الثاني لتفعيل منصة التعليم الالكتروني “درسك” كما اليوم الأول تفاعلا كبيرا من الطلبة وذويهم مؤكدين على أنها طوق نجاة لاستكمال المشوار التعليمي لابناءهم وديمومته دون توقف في ظل الظروف الاستثنائية التي تشهدها المملكة.
وبلغ عدد المستخدمين الذين دخلوا لمنصة “درسك” التي اطلقتها الوزارة يوم أمس بالتعاون مع عدد من الشركاء 521 الف مستخدم فيما تم مشاهدة 701 الف مادة تعليمية عليها، بحسب ما قاله وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي.
واضاف النعيمي في تصريح ل “الغد” اليوم
، ان الوزارة احصت كذلك مليون و800 الف مشاهدة للقنوات التلفزيونية الاخرى “جو درسك 1″، التي تبث الدروس من الصف الاول الى السادس، و”جو درسك 2” التي تبث الدروس من السابع وحتى الصف الحادي عشر، والقناة الرياضية/ التلفزيون الاردني المخصصة لطلبة (التوجيهي).
وبين النعيمي ان الوزارة تدرس إعادة الدروس التي يتم بثها على المنصة الالكترونية من خلال القنوات التلفزيونية “جو درسك 1 و 2″، لتمكين الطلبة من مشاهدة هذه الدروس والاستفادة منها على اكمل وجه، وفق برنامج سيعلن في وقت لاحق.
وتوفر المنصة، بحسب النعيمي، محتوى تعليميا الكترونيا متعددا منه ما هو قصير على شكل فيديوهات تركز على المفاهيم الاساسية، ومنها ما هو مبني على الدروس في العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية.
ودعا النعيمي الطلبة الى ضرورة التفاعل مع المنصة والقنوات التلفزيونية والمحتوى التدريسي عليها، واستثمار وقتهم وتوزيعه بحسب الدروس المتاحة، مؤكدا دقة هذه المرحلة التي تتطلب منا جميعا تكاتف الجهود والتعاون، وحرص الوزارة على مصلحة جميع الطلبة وحقهم في التعليم، مشددا على أهمية دور اولياء الامور في تنظيم اوقات ابنائهم ومساعدتهم في متابعة دروسهم والتحضير الجيد لها.
الطالبة تالا احمد في الصف السابع ابدت إعجابها مما وجدته من محتوى الالكتروني على منصة درسك،مشيرة إلى أن الفيديوهات التعليمية متقنه ومنجزة بأسلوب مريح و بسيط بحيث تمكن الطلبة من فهمها بمنتهى السهولة كما وانه يتلقى تعليمه داخل الغرفة الصفية.
وعبرت عن أملها ان تستمر هذه المنصة بعملها حتى بعد انتهاء الأزمة كونها ستشكل مصدرا مساندا للطلبة في حال عدم قدرتهم على استيعاب بعض المفاهيم خلال الحصة المدرسية.
وقالت ندى مروان ولية امر طالبة في المرحلة الأساسية ان التعليم عن بعد تعتبر خطوة رائدة وان إطلاق المنصة سيساعد ذوي الطلبة في متابعة تدريس ابناءهم دون اية صعوبات
من خلال ما توفره من فيديوهات تعليمية،
وأوضحت إلى أن اسلوب الشرح والسرد المتبع في الفيديوهات المنشورة على المنصة تعد جاذبة للطلبة وبعيدة عن الملل.
ولفتت مروان إلى أن المدة الزمنية للفيديوهات التعليمية ليست طويلة وبالتالي ستمكن الام العاملة من متابعة تدريس أبناءها وإنجاز عملها بمنتهى السهولة وخلال وقت قصير.
فيما وجدت الام امل عبد الرحمن ان التعليم عن بعد يعد قفزة نوعية نحو التحول الرقمي لقطاع التعليم في ظل الظروف الحالية.
وقالت عبد الرحمن تابعت اليوم استمتاع أولادي بالتعليم من خلال منصة درسك وحرصهم وانضباطهم على مشاهدة الدروس وهذا الامر سيولد لديهم حس المسؤولية والاعتماد على انفسهم.
وبينت ان بعض الدروس المنشورة على المنصة تجاوزها طلبة المدارس الخاصة ولكنها تعد بمثابة مراجعة لهم.
وبهذا الصدد ،اعتبر مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد ابو غزلة التعليم عن بعد وسيلة من وسائل التعليم التي شهدها عصرنا الحالي، عصر التطور والتكنولوجيا والذي يركز فيه علي توفير البيئة التعليمية في العالم الافتراضي( عالم الانترنت) حيث يقوم هذا النوع من التعلم على توفير الوسائل التعليمية من معلمين وطلبة ومناهج علمية ويكملون عملية التعليم عبر الوسائط التقنية المختلفة.
واضاف “نحن بحاجة ماسة إليه بغض النظر عن الظروف التي نمر بها جراء وباء فيروس كورونا ، فالحاجة له اصبحت دائمة من اجل التعليم في جميع المجالات نتيجة لاكتظاظ الصفوف الدراسية والنقص النسبي في عدد المعلمين في بعض التخصصات وأيضا تدفق المعلومات والمعارف مما يستدعي استثمار التطور الكبير في مجال التكنولوجيا والتي اصبحت بديلا ضروريا لضمان توفير تعلم للطلبة في جميع الظروف من اجل استمرار التعلم، وتمكين المعلمين من توظيف استراتيجيات وأساليب وأدوات ومصادر متعددة لتحسين نوعية التعليم.
فضلا عن تمكين الطلبة من الاطلاع على مصادر متعددة لدعم تعلمهم، و اتاحة الفرصة لأولياء الأمور لمتابعة تعلم الأبناء ودعمهم،والاطلاع والتفاعل مع الثقافات العالمية ، ومواكبة التطورات المعرفية والتقنية، وتوفير فرص التعلم المستمر لكافة الشرائح الراغبة بالتعلم والتي لا تسمح ظروفهم وامكاناتهم من مواصلة التعلم،بحسب ابو غزلة.
وأوضح ابو غزلة ان هذا الشكل من التعليم يسهم في زيادة المستوى الثقافي والتعليمي في المجتمع، والتغلب على الفروق الفردية بين الطلبة من خلال توفير فرص التعليم لجميع الطلبة بغض النظر عن أماكن تواجهدهم أو ظروفهم  باستخدام وسائط التعلم المرتبطة بتمكين المتعلمين من مختلف أنواع المعرفة والتفاعل معها باستخدام تقنية المعلومات وشبكات التعلم ووسائلها المختلفة سواء اكان هذا التعليم ذاتيا من خلال مواد التعلم الإلكترونية الجاهزة والمرتبطة بالمناهج الدراسية  التعليمية أو عبر المواد والموارد التعليمية التقاعلية والداعمة لعملية التعلم.
واشار ابو غزلة إلى ان التعليم عن بعد له دورا اساسيا في التغلب على الفروق الفردية بين المعلمين أيضا، إضافة إلى الاستفادة من المعلمين المتميزين لأكبر عدد ممكن من الطلبة من خلال الوسائل التي  تحاكي كافة متطلبات التعليم المختلفة ناهيك عن تخفيف الكلف التعليمية.
ولفت الى انه في ضوء ما يشهده العالم من أزمة حاليا بسبب الوباء الفيروسي (كورنا) ،وحسب تقرير أصدرته منظمة اليونسكو يفيد أن عواقب الأزمة تطال اليوم ما يقرب من 363 مليون متعلم موزعين بين مرحلة الحضانة والمرحلة الجامعية حول العالم، ومنهم 57.8 مليون طالب في مرحلة التعليم العالي. وقد أسفرت هذه الأزمة العالمية المترتبة على تفشي مرض كوفيد-19 عن انقطاع واحد من بين كل خمسة طلاب في العالم عن المدرسة بالإضافة إلى انقطاع واحد من بين كل أربعة من طلاب التعليم العالي عن مؤسساتهم التعليمية، لذا فالتفكير من أجل إيجاد حلول قائمة على التكنولوجيا المتطورة أو البسيطة لضمان انتظام واستمرارية عملية التعلم بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم للطلبة والمعلمين والأسر لضمان انتظام عملية التعلم خلال فترة إغلاق المدارس التي ستستمر حتى إشعار آخر.مما يستدعي التكاتف وذلك ليس فقط لمواجهة العواقب المباشرة لهذه الأزمة غير المسبوقة على مجال التعليم، بل لصقل قدرة النظم التعليمية على الصمود على الأمد البعيد.
وبين ان الجهود التي قامت بها وزارة التربية والتعليم كبيرة مقارنة في الوقت المتاح لها من اجل استمرارية التعلم للطلبة فالقنوات الفضائية والمنصات التعليمية والمبادرات التي تم تنفيذها بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص ومن المعلمين المصممين للدروس و المبادرين  واللجان المشرفة تستحق الثناء والتقدير والدعم.
وشدد على أهمية تعظم التجربة وندفع في الاستجابة للتطورات التكنولوجية كوسائل مساندة ومساعدة المتعلمين لاسيما أن جيل المعلمين والطلبة حاليا نشأوا مع التكنولوجيا وهم من يتبنون هذه التكنولوجيا بشكل كامل، و البيئة المعتمدة على التقنية حاليا أفرزت تطور في جميع المجالات ، ومنها المجال التعليمي، ناهيك عن امتلاك الطلبة للمهارات التكنولوجية في ظل انتشار أدوات الاتصال والتواصل الإلكترونية واستخدامها في حياتهم اليومية ، وعليه فإن على المجتمع و الوزارة أن يستجيبا لعمليات التطوير في عمليات الوزارة التعليمية والتفكير بمنظور جديد للتعليم بعيدا عن الازمات،والبدء بوضع الخطط الكفيلة لتحقيق الغايات من التعليم عن بعد وتوفير المتطلبات اللازمة لإنجاحه ، ويتطلب أيضا من من وزارة التربية والتعليم مراجعة التشريعات الناظمة لعمليات التعليم والتعلم كطرائق التدريس والمناهج والامتحانات المدرسية والثانوية العامة ، إضافة توفير منصات التعليم والقنوات.
واتفق معه بالراي الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة الذي قال ان التفكير جديا بضرورة التحول من التعلم التقليدي إلى التعلم الرقمي، كان قبل الأزمة الحالية والمرتبطة بانتشار فايروس كورونا.
وبين النوايسة ان قطاع التعليم الذي وجد نفسه مجبراً ليتحول في أدواته وفي شكله وإجراءاته من خلال توظيف التقنيات الإلكترونية والرقمية في تعلم الطلبة عن بعد،موضحا بان هذا الإجراء فتح بابا كبيرا أمام وزارة التربية والتعليم وكافة القطاعات المعنية بالتعليم لتحول بالتعلم من شكله التقليدي إلى التعلم عن بعد المستند إلى الادوات الرقمية وبمساندة وتقبل من الجميع.
واشار الى ان التحدي الأكبر قبل الأزمة كان أمام نظم التعليم والمدارس متمثلا في توظيف الذكاء الاصطناعي في تعلم الطلبة والانتقال من التعليم التقليدي إلى التعليم الرقمي وذلك من خلال المدرسة، التي تعقد عليها الآمال الواسعة لبناء مجتمع المعلوماتيةكطريق للوصول إلى مجتمع المعرفة.
ولفت الى ان هناك جهود مكثفة تبذل في الوقت الراهن في العالم العربي للاهتمام بتكنولوجيا المعلومات، لتصبح مكونا أساسيا في عمليات التنمية العربية الشاملة.
واكد النوايسة على ان تعلم المستقبل يستند إلى عناصر الثورة الصناعية الرابعة التي تمثل اندماج للعوامل الفيزيائية والرقمية والبيولوجية واعتمادها على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات بدون طيار والطاقة المتجددة،.
وأوضح أن الثورة الصناعية الرابعة أثرت على كل جوانب الحياة تقريباً، وأتاحت الوصول إلى التعليم وغيرت طرائق التعلم التقليدي في قاعة المحاضرات عبر دمج أدوات وتقنيات جديدة، واليوم يقف العالم مرة أخرى على أعتاب تغيير جديد حيث يريد المتعلم أن يكون في مركز النظام البيئي المستقبلي في التعليم والذي يهدف إلى تمكين المتعلمين من بناء مسارات التعلم الخاصة بهم ويتميز بإضفاء الطابع الشخصي على تجربة التعلم حيث يتمتع المتعلم بالمرونة التامة ليؤسس مستقبله ويمنحه حرية التطلع إلى النهج وتحقيق الأهداف الشخصية عن طريق الابتكار المتزايد في أساليب التدريس ومتطلبات تحسين تجربة التعليم عن بعد وتوفير فرص تعلم أفضل مدعوم بالتكنولوجيا، فكلها دوافع رئيسية للتحول نحو التخصيص والشخصنة في التعليم.
 
Alaa.mathhar@alghad.jo