عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jul-2019

کرم سالم رئة غزة - بقلم: یوآف لیمور
 
إسرائیل ھیوم
 
لو علق اجنبي ھنا على معبر كرم سالم لظن انھ توجد بین إسرائیل والقطاع تعایش رائع، فمعبر
البضائع إلى القطاع دقیق جدا، تصل الشاحنات في معظمھا إلى الجانب الإسرائیلي، وتدخل إلى أحد
المجالات المعزولة، سائقو الناقلات الإسرائیلیین، وھم یرتدون البزة الصفراء یتجھون نحو كل شاحنة. وفي غضون دقائق تفكك الشاحنة من حملھا فتغادر المجال.
من الجانب الغربي تدخل شاحنة فلسطینیة وسائقو الناقلات من الفلسطینیین، یرتدون بزات برتقالیة،
یتجھون نحوھا ویحملون البضاعة، في الماضي كانت تعمل بین إسرائیل وغزة خمسة معابر ھي
كرم سالم (بضائع)، ایرز (أشخاص وسیارات)، صوفا، كرني وناحل عوز (وقود)، اما الیوم فبقي اثنان – ایرز وكرم سالم، حتى الجرف الصامد استوعب المعبر نحو 350 شاحنة في الیوم، بعد الحملة – كجزء من الاتفاقات التي تحققت بین إسرائیل وحماس – طرأ ارتفاع واضح في حجم البضائع التي تدخل إلى القطاع، حتى رقم قیاسي لنحو ألف شاحنة في الیوم.
في السنوات الأخیرة تدخل شاحنات اقل، نتیجة العقوبات المفروضة على غزة، المواجھات بین إسرائیل وحماس التي أدت أكثر من مرة الى اغلاق المعبر، الفتح الجزئي لمعبر رفح من قبل
المصریین والوضع الاقتصادي في القطاع، الذي أدى بالضرورة إلى الانخفاض في القوة الشرائیة
للسكان. من رقم قیاسي بلغ 177 ألف شاحنة دخلت إلى غزة في 2016 ،إلى درك اسفل من 111
ألف شاحنة في 2018) الاعداد ھذه السنة ستكون مشابھة) متوسط 400 – 500 شاحنة في الیوم.
ثلث الشاحنات التي تدخل إلى القطاع ھي اسمنت بالاساس. اما الباقي – فمما تتناولھ الید. من
الطعام وحتى الملابس، الالعاب ومواد التنظیف. في یوم الأحد من ھذا الأسبوع نقلت الى غزة،
ضمن أمور اخرى ثلاجات، أواني تستخدم لمرة واحدة، موز زرع في شاطئ الكرمل، تفاح من ھضبة الجولان وبالاساس، كما اسلفنا الكثیر من الاسمنت. سیقول المتھكمون انھ في كرم سالم تمر الانفاق التالیة، اما المتفائلون، سیقولون ان ھذه ھي البنیة التحتیة لاعمار البنى التحتیة في القطاع، خطوة ضروریة لبناء مستقبل مختلف لسكانھ.
التفتیش في المعبر ھو الاكثر تشددا في العالم. فلیس للأشخاص فقط، خوفا من العملیات، بل
بالبضائع منعا للتھریب الى غزة. فالجھد الاساس ھو منع تعاظم قوة حماس. في الماضي تم امساك
كمیات كبیرة من البضائع الممنوعة – من مواد ثنائیة الاستخدام وحتى قطع الحوامات. كل بضاعة تفتش، بما في ذلك من خلال الكلاب المدربة على العثور على المواد القتالیة؛ كل مادة سائلة/
مسحوقة تؤخذ للفحص في مختبر خاص اقیم في المعبر للتأكد من تركیبھا ومستوى التركیز
المسموح بھ.
نحو 30 شاحنة تخرج یومیا بالمتوسط من غزة إلى إسرائیل. واساسا الخضار وقلیلا من الاثاث، الملابس وادوات المدارس. وھذا معد اساسا وفي الغالب للسوق الإسرائیلیة، بعضھ للسوق
الفلسطینیة في الضفة. وبشكل عام رغم القطیعة بین غزة والضفة، فان العلاقات التجاریة بینھما
تزدھر: فالوضع الاقتصادي في القطاع إدى لان یشترى جزء من البضائع – التي كانت تشترى في
الماضي في أسرائیل – تشترى الیوم في الضفة لانھا أرخص بكثیر ھناك مما ھي في البلاد.
ھذا التعاش في المعبر ھش جدا. فقد حاولت حماس أن تحفر إلى ھناك نفقا متفجرا، سبق أن احبط.
وما یزال، فان المعبر ھو انبوب التنفس الاساس لھا. بدونھ، ستختنق غزة وتجوع. ولا مصلحة لإسرائیل في ذلك؛ ولا لحماس ایضا. رغم وحشیتھا، الا انھا تخاف من الجمھور، من الشارع، من
الربیع العربي على الطریقة الغزیة. ولھذا فان كرم سالم سیواصل عملھ؛ وإذا صمدت التھدئة، فإن
الحركة فیھ ستزداد بشكل كبیر.