عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Oct-2019

إفلاس نتنیاهو - اوري مسغاف
ھآرتس
دونالد ترامب ھو كارثة عالمیة، وصمة لا یمكن محوھا، لیس فقط عن جدران البیت الابیض. حتى اذا نجح الامیركیون في التخلص منھ في نھایة ولایتھ الاولى، ھم لا یمكنھم غسل أیدیھم تماما أو أن یقوموا بتنظیف تاریخ الرئاسة. ترامب مع أضراره سیبقى ھناك الى الأبد، حلقة في سلسلة واشنطن ولنكولن ورزفلت واوباما. من الممتع وصفھ كحادثة تاریخیة أو مجرد محاولة شیطانیة: ما الذي سیحدث عندما سیقوم في العالم الحر شخص غریب الاطوار. ولكن ھذا التشخیص یركز على ترامب نفسھ، المتسامح بصورة مفرطة مع ما حولھ. ویتضمن افتراض مبالغ فیھ سواء بالنسبة للطریقة التي مكنت ترامب من تولي السلطة أو تجاه جمھور ناخبیھ، في امیركا البعیدة وفي ضاحیتھا الصغیرة في الشرق الاوسط (اسرائیل).
ھنا یجب العودة والتذكیر بأنھ باستثناء حزام التوراة للدول الحمراء في الولایات المتحدة ومنظمات الیمین الكازانوفیة (كراھیة الاجانب) ومنظمات النازیة الجدیدة في الغرب، لم یكن ھناك أي مكان على وجھ الارض فیھ حظي امثال ترامب باحترام الملوك مثل الذي حظیت بھ اسرائیل. معدل الدعم المحلي لترامب وصلت الى الذروة، عندما بخطوة لا معنى لھا نقل اجزاء من السفارة الامریكیة الى القدس. ھذا التعاطف كان لھ ھنا وھناك تعبیر من الاستھزاء المثیر للشفقة. مثلا، تسمیة میدان ھامشي في بیتح تكفا على اسمھ، أو الحالة الخاصة للاعلان عن مستوطنة وھمیة باسم ھضبة ترامب في الجولان.
ولكن الحقیقة ھي أن بنیامین نتنیاھو ومساعدیھ قاموا ببناء ایدیولوجیا كاملة حول ھذا السجود.
”صاروخ ترامب اكبر“، لقد اظھر الاعجاب ھنا قبل سنة فقط الخبیر في تاریخ امیركا، غادي تاوب. من المھم ما یفكر فیھ الاكراد القلقون، في الوقت الذي فیھ یتم ذبحھم في شمال سوریة بعد أن قام حلیفھم بخیانتھم في صباح احد الایام. للاسف الشدید تبین لھم أنھ بالنسبة لترامب ھم فقط حاربوا ضد داعش، ولم یساعدوا في الحرب العالمیة الثانیة.
في الوقت الذي یصدر فیھ شخص غبي ھذه التصریحات الجاھلة؛ عندما شبكة تحالفات معقدة في ارجاء العالم یتم ھزھا بخطوة مفاجئة للقائد الاعلى الذي یتشاور بالاساس مع ھاتفھ الذكي، وفي الوقت الذي فیھ الواقع الجیواستراتیجي یمكن أن یتغیر بتصریح من الشخص الذي ورث من آبائھ اموال طائلة وكشف امام الجمھور في برنامج واقعي فیھ اعتاد أن یقوم باقالة العمال متى شاء وكیفما شاء، في ھذه الحالة یحظر علینا نسیان وقائع الحیاة. ترامب تولى السلطة بعد انتخابات دیمقراطیة، اغلبیة الناخبین لم یصوتوا لھ، لكن كانت لدیھ القدرة على استغلال نقاط الضعف وثغرات ھذه الطریقة.
بناء على ذلك، لا یكفي تنفس الصعداء من خلال تسلیم واقعي بروح اقوال تشرتشل أمام مجلس العموم البریطاني: ”الدیمقراطیة ھي طریقة الحكم الاسوأ في العالم، باستثناء جمیع الطرق التي تمت تجربتھا حتى الآن“. حیث أن تشرتشل نفسھ ھو المسؤول ایضا عن تصریح آخر: ”الادعاء الاقوى ضد الدیمقراطیة ھو محادثة لخمس دقائق مع مصوت عادي“.
ترامب ھو مفلس متسلسل یعبر عن الافلاس: الطریقة الدیمقراطیة العالمیة لمبنى النظام الامیركي والبیبیة الاسرائیلیة. ھذا فشل ذریع وجارف لنتنیاھو، الذي وضع كل رھانھ على ھذا الحصان الفاشل، ربما بأمر من سیدھما المشترك، رجل المقامرة شلدون ادلسون. في تسرعھ الى احضان ترامب اضافة الى استخذائھ أمام فلادمیر بوتین، فقد قاد نتنیاھو اسرائیل الى حوض مكسور امام محور ایران – روسیا في الشرق الاوسط، وفي المقابل، الى شرخ غیر مسبوق مع المعسكر الدیمقراطي – اللیبرالي في امریكا ومعظم یھود الولایات المتحدة.
لنتخیل أنھ قبل بضعة اسابیع عشیة الانتخابات كان لا یزال یحاول لفت انتباه الجمھور الى ”حلف دفاع“ مع امریكا. أخبر الآن الاكراد بذلك وایضا اتباعك الاغبیاء في اسرائیل، مع ارفاق ملاحظة تحذیر مطلوبة للمستقبل: بعد كل شيء، نحن ایضا لم نساعد حقا الامیركیین في نورماندي.