عمون-د. بتول المحيسن
القواسم المشتركة التي تجمع الشعبين الاردني والفلسطيني من حيث القيم والاهتمامات والعادات والتقاليد والرؤى الموحدة في الغايات والاهداف مسألة راسخة في الفكر والوجدان وهي اكبر من ان تنال منها كلمة او عبارة ثناء وتقدير لان الاردن بقيادته الهاشمية نذر نفسه وقام بتوظيف مقدراته السياسية والعسكرية والاقتصادية في سبيل إسناد ودعم القضايا العربية المصيرية التي تصدرتها القضية الفلسطينية جملة وتفصيلا وغني عن القول والتذكير بحجم التضحيات التي قدمها الهاشميون عبر مراحل تطورات هذه القضية المركزية والهاشميون وحدهم الذين كانوا يتقدمون الصفوف وظلوا في الطليعة دائما مدافعين عن الحق الفلسطيني ومطالبين ببناء الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
الشعبين الشقيقين في بوتقة واحدة الفلسطينيون يرفضون كل شكل من اشكال تأجيج الفتنة او اثارة النعرات التي نحن بغنى عنها لان القاصي يعلم قبل الداني ان قوة الاردن هي قوة لفلسطين والعكس صحيح تماما.
القناعات التي اتحدث في مضامينها تلك كانت واحدة من أكبر وأهم دروس الحكمة التي تعلمناها في مدرسة قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أكد مرارا ومنذ تسلمه سلطاته الدستورية ان الاردن مستمر في تقديم كافة اشكال الدعم السياسي والاقتصادي والانساني والدبلوماسي لنصرة قضية فلسطين مع الاستمرار في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في كل ارض فلسطين لان ذلك على حد تعبير جلالته واجبا عروبيا ورسالة تاريخية نهض بها الهاشميون ولن يتخلوا عنها ابدا مهما بلغت الاثمان.
منذ بدات الحرب على غزة كانت التحركات الأردنية بقيادة جلالة الملك ظاهرة لكل متابع لمجريات الحرب وفي سبيل ذلك قام جلالته بجهود سياسية مكثفة وكان اول وأكثر من طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته من أجل التدخل العاجل والايقاف الفوري للحرب وضمان ادامة ايصال الدعم والامدادات الغذائية والعلاجية وكل مستلزمات الحياة اليومية لاهلنا في غزة ومثلما كانت تحركاته على الصعيد الدولي فجلالته كان القائد الوحيد الذي شارك بنفسه في الانزالات الجوية ومثله ولي العهد ومثلهما الاميرة سلمى ، ومن خلفهم جميعا الشعب الاردني بكافة مكوناته وليس ببعيد حيث اشرف جلالته مطلع الاسبوع الماضي على تجهيز نحو مائة وعشرين شاحنة مساعدات لارسالها للأهل في غزة وكل ذلك دون أن ننتظر جزاء ولا اجرا لان الملك حفظه الله هو معلمنا وقدوتنا ويقوم بذلك واجبا وموقفا وبهمة وعزيمة لا ينتظر عليها الشكر من احد.
الاردنيون والفلسطينيون شعب واحد ودم واحد ووحدة واحدة وصف واحد لن يخترقه احد واليوم جميعنا مطالبون بان نكون بمستوى مسؤولياتنا وان نفوت الفرصة على كل من يحاول المساس برباطنا المقدس وفي الختام نسأل الله أن نكون كما كنا على الدوام نموذجا في الصورة المتماسكة لنبقى كالشامة بين الامم . حفظ الله الأردن قائداً وجيشا وشعبا.