عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2019

الازدواجية الفاضحة! - م. هاشم نايل المجالي

 

الدستور - الازدواجية الفكرية في كافة الحالات والمجالات هي صراع ما بين الايدولوجية الفكرية العامة المعلنة والتي تدار من قبل العقل بشكل طبيعي والذي يسيطر على ذهننا مع العقل والذهن الباطن للفكرة والهدف والغاية منها وهذه لعبة لا يتقنها الا المسؤول المخضرم حتى يلجأ الكثير منهم الى الكذب وتمويه الحقائق والمعلومات معتبراً انها شطارة فيها ابداع وتملص من الحقيقه المرة.
فكثير من الازمات والمشاكل لا يمكن حلها بنفس طريقة التفكير التي يخلقها المسؤول من ذهنه وفكره لوحده، انما يحتاج إلى من يساعده وبنمط تفكير واسلوب تعامل مع الناس غير تقليدي.
فهناك مخزون بالعقل والعقل الباطن يجب ان نفرزه مع بقية الافكار الاخرى لنصل الى الحلول الناجحة والسليمة مبتعدين عن الترنح بين ازدواجية الفكر للطرح المعلن والطرح الباطني فيجب ان يبتعد اي مسؤول عن الغموض الفكري لأي موضوع مقروناً بالسلوك السياسي المناقض له والذي يعتمد بطرحه على الغموض والمراوغة، حتى لا يعزز لدى اي انسان يراقب ويشاهد ويحلل ويقيم ذلك بشعور سلبي، حيث إن كثيراً من المسؤولين يسعون لضمان بقائهم بطرحهم لخطط وهمية لم تعد تجدي نفعاً في ظل التحليل والتقييم على مواقع التواصل الاجتماعي.
فازدواجية المعايير في التعيينات تعتبر من دهاليز السياسة فهو فكر سياسي قائم بمفهوم الكيل بمكيالين يتضمن احكاماً مختلفة، بحيث يكون هناك مواطنين اقل انسانية من بعض الاناس الاخرين، فيجب ان يكون هناك رؤية انسانية بعدالة وحسب الكفاءة في ظل شرعية التنافس الديمقراطي.
فلقد كان هناك مؤخراً تموج للحياة على الساحة الوطنية حيث التنازع على المناصب والوظائف بامتيازات كبيرة، ليقف الشباب المنتمون لوطنهم وقيادتهم على بوابة الطريق العملية حائرين لا يجد من يسانده او يحتضنه بينما آخرون هناك من يسعى جاهداً لتعيينه بامتيازات فوق العادة .
فهناك واقع يسعون الشباب لتحقيق ذاتهم فيه، وهناك فلسفيات سياسية نظرية تعاكس الواقع العملي المعمول به، وهناك اعلام فاضح لكل تلك الممارسات يؤدي الى تلقين الشباب قيما ومفاهيم عديدة وسلوكيات وفق انماط من التفكير والرؤية لاثبات الوجود في هذه الحياة ولتحديد الاهداف فهناك فئات شبابية تتأثر بذلك ليعيش بين نارين وفق الازدواجية الفكرية، من يضحك على الاخر القول ام الفعل مما يؤدي بهم للعيش في ازمة حقيقية وتشتت الافكار وتباينها فهم اوفياء ومنتمون ويكرسون ذلك على ارض الواقع، لكن هناك من يعاكس ذلك بإجراءاتهم لتتحجر افكارهم ويقول الحديث ( المؤمن من صلحت سريرته صلحت علانيته )، فلكل مسؤول سريرة في قلبه يجب ان تنسجم مع سلوكه وفعله دون شوائب، حتى لا يقع الضرر وحتى لا يكون هناك ازدواجية في الانتماء بحكم المصالح والمنافع.
ويجب على اي مسؤول ان يكون لديه انسجام بين الافكار والافعال وهذا صدق الالتزام قيمي ووطني، منسجماً مع ذاته وصادقاً مع نفسه عندما ينعكس ذلك مع واقعه الفعلي حتى لا يفقد ثقة الناس به وحتى لا يكون هذا التناقض بمثابة ازوداجية فاضحة بالتباين الحاد بين القول والفعل، قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون ).
فكثير من المقابلات التلفزيونية التي شاهدناها للعديد من المسؤولين عاملين او متقاعدين يقولون شيئا ويفعلون نقيضه، فهناك مسافة كبيرة بين الخطاب النظري والخطاب العملي، وهذا ابتلاء المجتمعات بالازدواجية بين القول والفعل.