عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Aug-2020

المعايدات الالكترونية..هل تغني عن التواصل الاجتماعي؟

 عمان - الراي - سائدة السيد - في الوقت الذي أكد فيه مواطنون على أهمية وسائل التكنولوجيا الحديثة في المعايدات والمناسبات الاجتماعية كنوع من وسائل التهاني والتفاعل بين الأشخاص، اعتبر مختصون اجتماعيون، ان المعايدات الالكترونية تعكس نوعا ما الواقع الاجتماعي الذي نعيشه حاليا من تغيير لأنماطنا الحياتية لا سيما في ظل جائحة كورونا.

وأشاروا في أحاديث لـ $، الى ان وسائل التواصل والتكنولوجيا الحديثة قد تفي بالغرض في تقديم التهاني في المناسبات الاجتماعية كالأعياد خصوصا في فترة انتشار كورونا، إلا انها لا تغني عن التواصل المباشر او الزيارات العائلية، مؤكدين حاجتنا لاستدراك النمط السائد الحالي في تبادل تهاني العيد الالكترونية وإعادة النظر فيها ليكون التواصل حقيقيا ومعبرا عن مشاعر صادقة.
دكتورة علم الاجتماع في الجامعة الأردنية نسرين البحري أكدت، ان جائحة كورونا غيرت في كثير من أنماطنا الحياتية والثقافية، وفيما يخص بتهاني الأعياد وجد كثير من الأشخاص المعايدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بديلا مناسبا حتى يبقوا محافظين على التواصل فيما بينهم كنوع من صلة الرحم والتآلف.
وأضافت البحري، ان في علم النفس الاجتماعي يعتبر التفاعل المباشر وجها لوجه أفضل أنواع التواصل لما يعكسه من مشاعر حقيقية وحميمية وايصال محبة الالفة بين الأشخاص، ومخاطبة الأشخاص مباشرة له وقع خاص على متلقي المعايدات، إلا اننا في الوقت الحالي بدأنا نشهد استسهال الناس لتهنئة بعضهم عبر رسائل جاهزة في مواقع التواصل الاجتماعي وهي لا تعكس مشاعرنا الحقيقية، وبعد كورونا اتخذ البعض هذه الوسائل الالكترونية في المعايدات واختصار الزيارات العائلية كنوع من تحمل المسؤولية وحماية عائلاتهم ومجتمعهم منعا لانتشار فيروس كورونا.
وأشارت البحري، الى ان لجوء الكثيرين للمعايدات الالكترونية فيما بينهم هو انعكاس للوضع الاجتماعي الحالي، حيث ان كورونا ساعد في تفشي هذا الأمر في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة اليه للتكاتف الاجتماعي وإعادة البهجة للأعياد ونشر الفرح والتفاؤل وتعميق الروابط الاجتماعية، مؤكدة ضرورة استدراك الوضع القائم وإعادة النظر بطريقة المعايدات بين الأشخاص وعدم اعتبار التكنولوجيا وسيلة مثالية لتقديم التهاني بين الناس.
وتستمر «الحكومة» بتحذيراتها منذ بداية جائحة كورونا من التجمعات وعدم الاختلاط خشية انتشار فيروس كورونا وحفاظا على صحتهم لا سيما في الأعياد والمناسبات، ما اضطر البعض الاكتفاء بالمعايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتبادل التهاني.
الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي معتز التميمي قال «ان من يتابع أنماط معايدات الناس وتقديم التهاني فيما بينهم في السنوات الأخيرة يرى ان العديد منهم يكتفي بإرسال رسائل جاهزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي»، مؤكدا تقبل البعض لهذا النوع من المعايدات واعتبارها تفي بالغرض.
وتابع التميمي «إن الأعياد هذه السنة كانت مختلفة عن السابقة بسبب كورونا، حيث اعتمد الناس على المعايدات الالكترونية بشكل أكبر»، لافتا الى انها اختصرت المسافات ووفرت على الكثيرين العناء، مشيرا الى ان التقنية الحديثة اعطت للناس تسهيلات وخيارات عديدة وايجابية كالرسائل الصوتية والفيديو وغيرها.
وبرأي التميمي فإن هذا التواصل حتى لو كان افتراضيا فإنه يساعد على بناء جسور لتقوية الروابط الاجتماعية.
الطالبة الجامعية زينة أحمد، رأت، ان عبارات التهاني في الأعياد عبر مواقع التواصل الاجتماعي اختصرت المسافات خصوصا للذين لديهم اقارب في دول أخرى، وحفزت على إرسال تهاني العيد لعدد أكبر من الناس، خصوصا مع توفر التطبيقات المجانية في الهواتف الذكية، معتبرة انها طريقة جيدة وصادقة للتواصل الاجتماعي لا سيما في الظروف الحالية.
أما الموظف محمد العمري، فكان له رأي مختلف، قائلا «لا أجد الرسائل الجاهزة في الأعياد عبر العالم الافتراضي تعبر عن مشاعر حقيقية، إذ ان من يهتم بتهنئة الأشخاص لا يكلف نفسه ويهاتفه شخصيا او عالأقل يبذل جهدا لكتابة رسالة تعبر عن مشاعره الصادقة»، مؤكدا أنه لا يقوم بالرد على اي رسالة جاهزة تصله في العيد من أي شخص ابدا لأنها تكون مستنسخة ومرسلة لعشرة أشخاص على الأٌقل، ولا يوجد أي نوع من الخصوصية فيها.
ويجمع مختصون اجتماعيون، على ان الظروف الحالية والاستثنائية فرضت على البعض اعتماد منصات التواصل الاجتماعي لتقديم التهاني في الأعياد كوسيلة للتقارب وصلة الرحم لسهولتها واختصارها للوقت، داعين في الوقت نفسه الى إعادة النظر في أنماطنا الحالية والمتغيرة للعودة الى التواصل الحقيقي المباشر والتقليل من استخدام التكنولوجيا مع المحيط الذي نعيش فيه خصوصا في المناسبات والأعياد واستدراك ذلك،
خشية الوصول الى العزلة الاجتماعية بدل التواصل والتقارب الاجتماعي. المعایدات الالكترونیة..ھل تغني عن التواصل الاجتماعي؟ - صحیفة الرأي