عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Sep-2025

سموتريتش أعلن عن الضم ويعتزم تنفيذه

 الغد

هآرتس
 
عميره هاس
خلال العشرين سنة من نشاطه السياسي أثبت بتسلئيل سموتريتش أنه يسعى إلى تحقيق هدف، وأن له قدرة عالية لتحقيق نواياه. بدءا بنضاله ضد الانفصال ومرورا بوقوفه على رأس جمعية "رغافيم" اليمينية وانتهاء بتعيينه كوزير مسؤول عن المستوطنات، كان أول من قال بصراحة منذ 7 أكتوبر 2023 بأن إطلاق سراح المخطوفين ليس الأمر الذي يحتل الأولوية الأولى – الكثير من مواقفه تحولت إلى سياسة حكومية. لذلك، يجب التعامل بكل الجدية مع الخطة التي أعلن عنها سموتريتش أمس في مؤتمر صحفي مع كبار قادة المؤسسة الاستيطانية: الضم الرسمي لـ 82 في المائة من أراضي الضفة الغربية.
 
 
  هذه ليست مناورة انتخابية أو قلق من الاستطلاعات، بل هذه عقيدة منظمة. حسب أقوال سموتريتش فإنه هو وإدارة الاستيطان في وزارة الدفاع، الجسم الحكومي الجديد الذي أوجده بشكل خاص لغرض الضم، عملوا في الأشهر الأخيرة على رسم خريطة السيادة. الضم سيكون للأرض وليس للناس. وقد تم تخصيص  ستة جيوب ملونة باللون الأصفر، منفصلة عن بعضها (كل من مدينة الخليل، رام الله، أريحا، نابلس، طولكرم وجنين)، للفلسطينيين، حسب هذه الخريطة، وهي مناطق العيش الذي يسمح للفلسطينيين بإدارة حياتهم الشخصية فيها، قال سموتريتش بدون أن يرف له جفن. أيضا "سيتم الحفاظ على أكثرية يهودية واضحة في دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية".
 بهذه الصراحة أوضح سموتريتش أيضا أنه: "لا توجد لنا أي رغبة في فرض السيادة على السكان المعنيين بتدميرنا. الأعداء يجب محاربتهم وليس السماح لهم بالعيش برغد. لذلك، المبدأ الأسمى لفرض السيادة هو القدر الأعلى من الأراضي مع القدر الأدنى من السكان". مع كل هذه الصراحة سموتريتش لم يكشف في المؤتمر الصحفي المصير الذي يخطط له للفلسطينيين الذين يوجدون خارج البقع الصفراء على الخريطة. مثل بيت لحم، سلفيت، قلقيلية وابوديس، والقرى الموجودة بين المدن وتجمعات الرعاة. هل هذه القرى تم حذفها من الخريطة بسبب تسهيل الرسم البياني؟.
 يجب علينا عدم لوم سموتريتش بسبب هذا التجاهل بالخطأ. الاستهزاء بأنه وزير مالية فاشل لا يتحدث الإنجليزية، أو أنه سياسي لا تؤيده الاستطلاعات، تجاهل ويتجاهل نجاحه في الدفع قدما بخطط القطاع الاستيطاني – الديني القومي المتطرف الذي يمثله بإخلاص. في نهاية 2016، في مقابلة أجراها معه رفيت هيخت في "هآرتس"، عرض سموتريتش هدفه وهو استئصال أمل الفلسطينيين في إقامة دولة بين البحر والنهر. وقد عدد ثلاثة خيارات للفلسطينيين: الهجرة الجماعية الطوعية (المفضلة بالنسبة له)، بقاء في البلاد من يوافقون على أن يكونوا رعايا بدون حقوق وتطلعات قومية، وحرب إسرائيلية ضروس ضد من لا يوافقون على هذا المصير. "عندما دخل يهوشع بن نون إلى البلاد" قال سموتريتش في المقابلة. "قام بإرسال ثلاث رسائل لسكان البلاد – من يريد التسليم بوجودنا فليسلم، ومن يريد أن يذهب فليذهب، ومن يريد أن يحارب فليحارب. أساس إستراتيجيته هو: نحن جئنا إلى هنا، وهذه الأرض لنا. الآن تم فتح ثلاثة أبواب أمام الفلسطينيين، ولا يوجد باب رابع. من يريد الذهاب، وهناك من يريد الذهاب، أنا سأساعده. عندما لا يكون لهم أمل ولن يعود لهم حلم فهم سيذهبون كما ذهبوا في 1948".
في أيلول 2017 سبق وطرح رؤيته في مقال نشره في مجلة "هشيلوح"، وسماها "خطة الحسم". من أقواله عن الحاجة إلى "محو" حوارة أو المكانة المؤقتة للفلسطينيين من مواطني إسرائيل ("العرب هم مواطنو إسرائيل، في هذه الأثناء على الأقل"). نحن يمكننا الاستنتاج بأنه يحتفظ في جعبته بخطط تدميرية للفلسطينيين الذين لا تشملهم الجيوب الصفراء. ربما مثل الدفع قدما بقوانين "إخلاء– تهجير" مثل التي تم سنها في جنوب أفريقيا، والتي ستجمع وتحشر حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني وأحفادهم في الـ 1000 كم مربع المنفصلة.