هآرتس
الشخص الذي يسمى رئيس حكومة اسرائيل غير موجود في الحقيقة. هذه خوارزمية أصيبت بالجنون وبدأت في اطلاق نتائج مجنونة. البرنامج الذي شغله حتى الآن مليء بالاخطاء وكأنه تعرض لهجوم سايبر من ايران. في أحد ايام العمل هو يستطيع أن يأمر بفتح المطاعم واغلاق برك السباحة، وفي المساء يمكنه تغيير تعليماته. في أحد الايام يقوم بنثر الاموال مثل صراف آلي معطل، وفي اليوم التالي يقوم بتغيير طريقة التوزيع. وقد نجح في التشاجر مع وزير المالية ورئيس الحكومة البديل، وهو مستعد لسحق المستشار القانوني للحكومة والمس بموظفي وزارة المالية واصابة المحكمة بالجنون.
بنيامين نتنياهو كما يبدو هو رئيس الحكومة الاغنى الذي كان في اسرائيل، لكنه يجمع الصدقات من اجل الدفع لمحاميه – الى أن يبدو أنه بعد لحظة سيطلب مساعدة النيابة العسكرية. هو الشخص الذي حتى قبل الكورونا جند كل مهاراته من اجل تحطيم أسس الديمقراطية، وتعريف اليسار – الوسط كأسوأ اعداء اسرائيل، واخراج عرب اسرائيل الى خارج الجدار والتحريض ضد الجهاز القضائي وتشريع القوانين العرقية.
كورونا منحت نتنياهو السلطة لتحويل الكنيست الى دمية رثة، والشباك الى وسيلة مساعدة للتحكم بالمواطنين. وهو حتى حاول استخدام الفيروس لتأجيل محاكمته، حيث أنه كيف يمكن لمحاميه أن يستجوب الشهود من خلف الكمامة؟ نتنياهو تحول الى قطار جبلي جامح وخطير يهدد عقلانية اسرائيل، ويهدد صحة مواطنيها وحتى مستقبلها وأمنها.
نتنياهو بضعفه وذعره يخلق تهديد خطير لمبنى النظام في اسرائيل. الحديث لا يدور فقط عن قوانين تم سنها واجازتها بشكل متسرع في الليل. هنا تتطور ديمقراطية للجمهور تملأ الفراغ الذي حدث بسبب عدم وجود قيادة. ليس النقابات أو نقابات العمال تقود في هذه المرة معجزة التمرد. اصحاب المطاعم واصحاب صالونات الحلاقة واصحاب بسطات الفلافل، والآباء الذين لا يعرفون كيف ستكون السنة الدراسية القادمة هم الذين احتلوا الفضاء العام. ايضا هؤلاء هم الفنانون الذين حصلوا على وجبة سخرية من افواه واقلام خبراء، ما زالوا يبحثون عن المتمردين المثاليين، تشي جيفارا الاسرائيلي أو على الاقل فيكي كنفو الجديدة. وحتى الآن هم لم يعرفوا أن طبقة الضائقة “الكلاسيكية” امتدت الى اماكن جديدة وواسعة، وهي التي تملي جدول الاعمال الاقتصادي والاجتماعي والصحي.
في اسرائيل اعتادوا على التساؤل ماذا سيفعل حزب الله من اجل تبديد الضغط العام ضده والغضب من اخفاقاته في لبنان. احد السيناريوهات المطروحة هو أن يقوم حزب الله بمهاجمة اسرائيل من اجل الخروج من مشاكله. والسؤال ذو العلاقة والاكثر اقلاقا هو ما الذي نتنياهو مستعد لفعله من اجل النجاة من مصيره القضائي، من الشوارع الثائرة التي يطلب فيها الشباب عزله أو من تهديد عدم الاهلية الذي يتربص له وراء الزاوية.
وقد بقي كما يبدو امام نتنياهو أرنب واحد في القبعة. اجراء الانتخابات عن طريق خلاف غير قابل للحل حول الميزانية. ولكن الانتخابات هي عملية خطيرة، بالتأكيد اذا اجريت في شهر تشرين الثاني. الكورونا ما زالت هنا والندبات عميقة ومكشوفة والاضرار الاقتصادية كبيرة والليكود ممزق والقاعدة تظهر علامات التمرد ومحاولته لتجنيد الجمهور عن طريق بث الذعر من الوباء لا تنجح – الثقة فيه اقتربت من الصفر.
هل نتنياهو سيكون على استعداد لشن حرب صغيرة أو كبيرة من اجل توحيد الصفوف السياسية حوله؟ المنطق يريد التصديق بأن نتنياهو لن يذهب بعيدا الى هناك. وحتى الجنون يوجد له قعر. ولكن ايضا على السؤال الذي طرحه في انتخابات 2015، “من سيجيب على الهاتف في الساعة الثالثة فجرا”، لا توجد حتى الآن أي اجابة موثوقة. هل هذا هو الزعيم الذي يمكن لدولة اسرائيل أن تثق به الآن، وأنه يستطيع بالفعل مواجهة الحرب اذا نزلت علينا؟ هل هو الشخص الذي يريد مواطنو دولة اسرائيل أن يجيب على الهاتف الذي سيرن في الثالثة فجرا؟ اسرائيل يوجد لها رئيس حكومة بديل، يجب الاسراع لاستخدامه.