عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jan-2021

نجاح مسار المصالحات العربية*سمير الحباشنة

 الراي-(1)

 
ربما تكون سنة 2021 سنة خير على العرب، ذلك أن تحولات في المواقف تنبئ بأن الوئام العربي يشق طريقاً له، محاولاً اختراق جدارات الخلافات الحادة والاتهامات العربية المتبادلة التي نعيش في ظلالها منذ ما يزيد عن عقد من الزمن، التي يبدو أنها في طريقها إلى الاندحار. فالأجواء تبدو وكأن الجميع اقتنع بأن لا جدوى من تلك الخلافات، وأن ضررها كبير على العرب، فكم سال دم ودُمرت حواضر! وكم كانت أجواء مناسبة للآخر بأن يتدخل في شؤوننا، فيصنع تحالفات تزيد من البغض والتباعد بين الأشقاء، خدمة لمشاريعه الطامعة بأوطان العرب، فالكل يس?ى إلى قضم جزء من أرضنا ومياهنا، أو توسيع ما كان تم احتلاله في السابق.
 
(2)
 
نتفاءل باجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي سينعقد في السعودية الشقيقة، وبحضور قادة الدول الست بمن فيهم أمير قطر بل ودعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو مؤشر على قرب انتهاء خلافات الأشقاء في الخليج ومصر، ذلك ان لقاءهم بالتأكيد سيصب إيجاباً في تعزيز أمن الخليج، وبحلحلة ملفات عربية عالقة ومعقدة، مثل الملف اليمني والليبي والسوري.
 
فاتفاق دول الخليج العربي ومصر، من شأنه أن يسهم في وقف حرب اليمن والحفاظ على وحدة أرضه وشعبه بل وقيام مشاريع لإعمار ما دمرته تلك الحرب العبثية المقيتة.والأمر ذاته ينسحب على الملف الليبي.
 
ويعزز ذلك التفاؤل استئناف العلاقات بين الشقيقة مصر والحكومة الليبية في طرابلس. ذلك يؤهل مصر الى جانب المصالحة الخليجية المنتظرة أن تسهم بحل الخلاف الليبي جذرياً، خصوصاً وإن لمصر وللإمارات علاقات طيبة مع الجنرال حفتر بأعتباره يمثل الجانب الآخر من المعادلة الليبية.
 
(3)
 
انه مأمول من اللقاء الأردني المصري العراقي الذي يزداد رسوخاً، أن يلتفت الى سوريا، بمبادرة لجمع الخصوم «الحكومة والمعارضة» لأنهاء الصراع والتعاون على اجتثاث الارهاب، وقطع الطريق على تدخل القوى الأجنبية الذي زاد من تعقيد المشهد و أطال أمد الصراع وحول سوريا الى ساحة حرب بالانابة لخدمة اجندات خارجية..
 
وأعتقد أن الأشقاء في دول الخليج العربي، يمكن أن يسهموا في حل الموضوع السوري خصوصاً بعد الاشارات الايجابية التي صدرت سابقاً عن دول الخليج تجاه الحكومة السورية وما يعزز ذلك المواقف المتوازنة لكل من عُمان والكويت.
 
وبعد، تبقى القضية الفلسطينية، أساسا وعاملا محددا لعلاقات العرب مع بعضهم ومع الآخر. هذا ومع إقبال دول عربية عديدة على إبرام اتفاقات سلام مع اسرائيل، فإن ذلك لايمنع أن يعمل العرب، سوياً لإعادة إحياء مبادرتهم في بيروت، لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، خصوصاً مع إدارة أميركية جديدة أكثر تفهماً وأقل انحيازاً.. وأن أول متطلب انجاز مصالحة فلسطينية/فلسطينية طال انتظارها.
 
وكل عام و العرب جميعاً بخير