عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Apr-2019

ليست أزمة سَير إنها أزمة أخلاق - د.حسان ابوعرقوب

 

الدستور - بينما أسير بسيارتي بصحبة ولدي العزيز (محمد) قال لي: لقد صارت عمان مزدحمة جدا، وكلها أزمات سير ومرور، فأجبته: يا ولدي ليس كل ما تراه أزمة سير، بل معظمه أزمة أخلاق ليس إلا، هذا ما أعتقده، فأزمات السير قليلة ومحدودة، أما أزمات الأخلاق فكثيرة ولا حصر لها.
 
فالذي يقود سيارته وهو يلعب (المزرعة) أو (بوبجي) أو غيرها، أو يكتب رسائله أثناء القيادة، ثم يكون ذلك سببا في حادث مروّع، تفقد فيه الأرواح، وتتلف الممتلكات، وتزدحم بسببه الناس، أليس هذا من أزمة الأخلاق؟
 
الذي يصف سيارته بشكل مزدوج، فيضيق الشارع، أو يقف في عُرض الشارع ليشتري بعض السلع، دون النظر أنه صنع حالة خانقة من الازدحام، أليس هذا من أزمة الأخلاق؟
 
لسنا أكثر الدول في عدد السكان، ولا أكثرها في عدد السيارات، وشوارعنا بحمد الله واسعة- وإن كان الإسفلت في كثير من الأحيان مش ولا بدّ، حيث الحفر والجور- لكن تجد كثيرا من الدول ذات الكثافة السكانية لا تشكو من الزحام مثلنا بسبب الالتزام بقواعد السير، وقواعد الأخلاق.
 
في آخر الإحصائيات التي بثها مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود بيّن ما يلي: تكلفة الحوادث المرورية للعام الماضي 2018م (300) مليون دينار، وهي تكلفة (150379) حادث، مما نتج عنه ( 10405) إصابة، (16184 ) جريح، و(571 ) وفاة.
 
وإذا علمنا أن عدد الشهداء من الصحابة رضي الله عنهم في جميع المعارك التي خاضوها زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي مدة عشر سنوات تقريبا هو 262 شهيدا، قتلوا في سبيل الله، وأقاموا دولة الحق والعدل. أما (571) ماتوا بحوادث سير في سنة واحدة فرقم يُدخل على القلب الرعب الفزع. وإذا تأملنا سبب تلك الحوادث سنرجع أغلبها للإهمال، وقلة الانتباه، وأزمة الأخلاق، قبل أن نقول: إنه القضاء والقدر.