عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-May-2022

الملك في واشنطن*حمادة فراعنة

 الدستور

الحلقة الثانية
اتصال تلفوني بين رأس الدولة الأردنية والرئيس الأميركي يوم الاثنين 25/4/2022، عجّل باتخاذ قرار عقد القمة بينهما في واشنطن يوم الجمعة 13 أيار 2022 ، وواضح أن كليهما يحتاج اللقاء، فعجلا به.
الرئيس الأميركي مشغول بما يجري في أوكرانيا، ويعمل على تجميد أي حدث ساخن في العالم، حتى لا يخطف الأضواء وينزع الاهتمام والتركيز عما يجري مع روسيا، وضرورة استنزافها، وعدم تغيير نتائج الحرب الباردة، ومواصلة النفوذ والتسلط والهيمنة والتفرد الأميركي للمشهد الدولي.
الملك عبدالله المدرك للأولويات الأميركية، عمل على توظيفها خدمة للمصالح الوطنية الأردنية، بدءاً من إقرار الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وفي قلبها المسجد الأقصى، مروراً في بقاء حل الدولتين على طاولة الاهتمامات الدولية، وأهمية الدعم الأميركي لكل من السلطة الفلسطينية والأونروا، وعرض الرؤية الأردنية نحو سوريا والعراق، وليس انتهاء في التوصل إلى زيادة المساعدات الأميركية من مليار وربع إلى مليار ونصف دولار سنوياً لمدة سبع سنوات، وهو أقل من نصف المبلغ الذي تدفعه الخزينة الأميركية دعماً سنوياً للمستعمرة حتى سنة 2028.
الأردن يملك أوراقاً مؤثرة في فلسطين تتحكم بسير المواجهة في القدس والحرم الشريف، تعرفها الولايات المتحدة:
1 - التفاهم والتوافق مع السلطة الفلسطينية.
2 - التفاهم والتوافق مع قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48: لجنة المتابعة برئاسة القائد الوطني محمد بركة، القائمة البرلمانية المشتركة برئاسة النائب أيمن عودة، القائمة البرلمانية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس، الذي سبق له أن زار الأردن والتقى الملك عبدالله مرتين الأولى يوم 9/11/2021، والثانية يوم 25/4/2022، وتناولا أهمية اختراق المجتمع الإسرائيلي والتأثير على سياساته بما فيها منح أو حجب الثقة عن حكومة نفتالي بينيت الائتلافية، بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني سواء في مناطق 48 أو مناطق 67.
3 - مجلس أوقاف القدس، وموظفي الأوقاف حوالي ألف موظف من المرابطين والمرابطات مع أهل القدس، والذين يتحملوا تبعات المواجهة في مواجهة المستوطنين وشرطة الاحتلال.
الأردن، صوت فلسطين لدى الولايات المتحدة، حماية لمصالحه الوطنية كي تبقى القضية الفلسطينية حية بصمود شعبها على أرضه، وإفشال كل مخططات المستعمرة  الهادفة إلى رمي القضية الفلسطينية خارج وطنها كما حصل عام 1948، بل لتبقى على أرض فلسطين عنواناً صامداً، كما فعلها الرئيس الراحل ياسر عرفات بنقل الموضوع والعنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، لتكون مأزقاً للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وفي مواجهته وإحباطاً له.