عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jun-2019

عين على وادي السير ... جمال يحاكـــي الطبيعــــة الخـلابـــــة

 

عمان -الدستور - آية قمق - وجدت الطبيعة كي تضيف معنى للحياة والكائنات، وليستمع بها الناس ولتمنحهم السكينة والراحة. قامت « الدستور « بجولة ميدانية في وادي السير والتي تعتبر بلديتها الأولى في عهد الإمارة عام 1930.
حظيت وادي السير بإعجاب شاعر الأردن مصطفى وهبي التل خلال عمله كحاكم إداري، فكتب بها العديد من القصائد واصفاً جماليات المنطقة :» ليت الوقوف بوادي السير إجباري    وليت جارك يا وادي الشتا جاري «.
تضم لواء وادي السير ثلاث مناطق؛ مرج الحمام ووادي السير ومنطقة بدر، وآخر إحصائيات عام 2016 بلغ عدد السكان في اللواء 354 ألفا حدودها من السادس شرقاً حتى الأغوار جنوباً ومن البلقاء شمالاً حتى ناعور جنوباً.
تتميز منطقة وادي السير بوقوعها في الإقليم المتوسط وهو أحد أربعة أنماط مناخية جغرافية في الأردن ويتميز هذا الإقليم بأعلى معدل لهطول الأمطار التي تزيد على 400 مليمتر سنوياً، وصيف معتدل وشتاء بارد.
وتغطي المنطقة عدة أنماط نباتية من ضمنها نمط الصنبور الحلبي والنمط المائي ونمط البلوط وغيرها. ويتواجد فيها عدد متنوع من الأنواع الحيوانية مثل الدلق الصخري والذي سجل للمرة الأولى في الاردن في وادي السير، والضبع المخطط والثعلب الأحمر، كما يتواجد عدد من الحيات من ضمنها ثلاثة أنواع سامة وهي: الافعى الفلسطينية وافعى المنشار والكوبرا المصرية.
وفي حديث مع المدير التنفيذي لمؤسسة البستان للتنمية( جبال وادي السير ) فيصل أبو السندس قال : « اسم وادي السير مأخوذ من الكلمة اليونانية ولارامية تيروس tyros باللغة ويقال إنهما اسمان لملكتين هما سيرا وساره، ويقال من مسير الماء. وظل هذا الاسم متداولاً حتى أيامنا هذه؛ إذ إن الوادي يعرف بوادي السير.
 وبين أبو السندس أن وادي السير منطقة غنية بالماء والزراعة المروية، وتتميز بشجر التين والجوز والرمان. وتعود الأهمية التاريخية والسياحية والانتشار السياحي والاهتمام العالمي، نظراً لأهمية لواء وادي السير قديماً، وحديثاً انشئ فيها أول مجلس بلدي في عهد الإمارة في الأردن في عام 1930.
وفيها قصر العبد الاثر الوحيد في الاردن الذي يرجع إلى الفترة الهيلينستية، أيضاً العثور على كهف السيد المسيح وكهوف الرهبان، إذ تم وضعهما ضمن مواقع الارث العالمي كموقع حج مسيحي، وربط عيون المياه بموقع المغطس يدل على قيمة المنطقة تاريخياً وطبيعياً».
أما طبوغرافية لواء وادي السير والتنوع الحيوي الذي يتميز به كان وما زال يشكل محمية طبيعية جاذبة للسياحة المحلية والعالمية، التنوع الديموغرافي للسكان والفسيفساء البشرية انتج هذا التباين ثقافة غزيرة وغنية انعكست على حضارة وثقافة المنطقة وعلى النواحي المعمارية، الزراعية، الاجتماعية، والاقتصادية. 
توفر عيون المياه وغزارتها في اللواء ساعد على الحفاظ على الغطاء النباتي والحيواني في المنطقة، إضافة إلى وجود أكبر صرح طبي ألا وهو مدينة الحسين الطبية. شاركت وادي السير في الماضي في المساعدة في بناء قصر رغدان للملك عبد الله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، فنقلوا حجارة بنائه بعرباتهم التي تجرها الثيران ليرتفع عن موقعه شامخاً فوق أحد جبال عمان.
علماً بأنه ايضا يتوفر عدد هائل من أنواع اللافقاريات، كما وتم تسجيل ثلاثة انواع من البرمائيات وهي: العلجوم وضفدع الاشجار وضفدع رانا وتواجد هذه البرمائيات سببه المناخ الرطب وتواجد عدد كبير من مصادر المياه. تجدر الاشارة بأن منطقة وادي السير قد تعرضت للعديد من المهددات من ضمنها تقطيع الأشجار في المناطق الحرجية والتي أدت إلى اختفاء العديد من الأنواع التي تحتاج للغطاء الشجري مثل أنواع الخفافيش المرتبطة بالغابات مثل خفاش حدوة الحصان الكبير، كما وقد تم استنزاف العديد من المصادر المائية وغيرها.
الطواحين 
قال أبو السندس انتشرت الطواحين على طول سيل عمان ابتداء من راس عمان (رأس العين ) وكانت الطواحين تدار بقوة الماء التي توفرها الاقنية المتشبعة من السيل، وفي وادي السير  بقايا عديد من مطاحن مائية ما بقي منها يتجاوز الستة، أنشئت على امتداد جانبي مجرى الماء، وهي كبقية المطاحن المائية القديمة التي كانت منتشرة في  مناطق عديدة من المملكة يرجح أن أحداث وظروف المنطقه ما قبل الحرب الأولى ساعدت على إنشائها، أوجدت لسد الحاجه إلى الطحين، حيث تعاونت تركيا ودول الحلفاء المانيا، هولندا.. توظيفاً ما يمكن أن يخدم مصالحهم وما أن بهرت التكنولوجيا المتقدمة والخبرة وبريق «مجيديات» السلطان عبد الحميد علا صدى التعاون لتحقيق الأهداف ضمن إستراتيجيه عسكرية فخلقوا وسيلة تنقل سريعة في المناطق خلال سنوات ليست بالطويله، بدأ العمل الفعلي في مد سكك حديدية عام 1902، ونشط التبادل التجاري بربط المناطق والبلدان ببعضها، وكان سبقت دراسة  المنطقة فتعرفوا على الطرق القديمة إلى فلسطين وسواها لإيصال طريق حديدية إلى القدس، وحين عرفوا أن المسافه بين وادي السير والقدس غير بعيدة وأن هناك إتصالا عبر الوادي مع فلسطين ذهاباً وإياباً على ظهر الخيل بنفس اليوم، كما رأوا الطبيعة التضاريسية و نهر وادي السير الذي يجري عبر امتداد طويل لواد ضيق بين سلسلة جبلية، فوجدوا أنه يمكن تسخيره والاستفاده منه وسيلة نقل سريعه إلى فلسطين ومن ثم إلى البواخر إذا أرادوا، واتحدت المصالح لإنجاح المشروع؛ فتركيا لها مصلحة في السيطرة على منطقة الوادي المحمية طبيعياً، ولإنجاح إستراتيجيتها بالمنطقة استفادت من مغر وجدته فيها منذ العصور الحجرية، ومواقع غير بعيدة لحركة الجيوش عن القدس وبقصد دعم الصمود في الأراضي المقدسة، حيث كانت من ضمن واجباتها كحامية لديار الإسلام.