عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jan-2020

ماذا بعد مقتل الجنرال سليماني ؟! - محمد سلامة

 

الدستور- وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اعلنت أن الرئيس دونالد ترامب هو من اصدر أمر قصف سيارة الجنرال سليماني قرب مطار بغداد مما ادى إلى استشهاده مع سبعة آخرين من بينهم نائب قائد الحشد الشعبي، فهذه المواجهة مع طهران ستؤدي إلى تداعيات سياسية وامنية بعدها لن يكون العراق كما قبله، وهنا نؤشر على النقاط التالية:-
-- البرلمان العراقي سوف يعجل باصدار قانون إخراج القوات الأمريكية، وواشنطن سوف تحاول التعطيل من خلال عملائها لكنها لن تنجح، كون القرار السياسي لدى حلفاء ايران اتخذ، ويتمثل باخراج القوات الأمريكية بالقوة المسلحة، وهذا يدفعنا إلى القول إن المواجهة الايرانية الأمريكية سوف تتشعب وتتعدد لجهة إلحاق هزيمة بالقوات الأمريكية.
-- مساعد الجنرال سليماني تولى قيادة فيلق القدس، وهناك استنفار بكافة تشكيلات الحشد الشعبي وداخل الجيش العراقي ، وواشنطن ابعدت عناصر تشك بتبعيتها لإيران عن مناطق تواجدها،  والمرجعيات السياسية تتحدث علنا على ضرورة تطويق الازمة ومنع الانفجار الداخلي، ويلاحظ هنا ولاول مرة عن ضرورة استقطاب الجميع وعدم تفويت الفرصة لاخراج القوات الأمريكية، فالساحة اشتعلت بالتصريحات والبيانات والمنشورات المؤيدة للمقاومة وطرد الأمريكيين.
-- الجنرال سليماني كان بمثابة مدير عمليات للحرس الثوري الإيراني في الإقليم، وله قوات منتشرة في جل الجغرافيا الممتدة حتى البحر المتوسط، واعداؤه ممن يتبعون واشنطن كثر، ولكنه منذ توليه قيادة الفيلق في 1988م وحتى اليوم ترك بصمات واضحة في مسيرته ابرزها محاربة تنظيم الدولة ( داعش) ، إلى جانب مده  للعناصر الموالية له بالسلاح والمال.
-- ادارة الرئيس ترمب فتحت النار على مصالحها في المنطقة، ولا يمكن للقوى الموالية لإيران أن تقبل باقل من خروج القوات الأمريكية وما يعنيه ذلك من نهاية دورها السياسي والامني إلى جانب فقدانها المصالح الاقتصادية الهامة والسوق العراقي، وإمكانية توسيع نفوذها في الإقليم.
-- المواجهات الأمريكية الإيرانية  ستاخذ معها العراق اما إلى التحالف مع روسيا وبقاء الهيمنة والنفوذ الإقليمي لإيران او أن تتخلى عن مصالحها الحيوية وتقبل الانسحاب وادارة اللعبة من الداخل، وبعبارة أخرى جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة لا تنتهي إلا بنهاية المواجهة بين الخصوم الكبار ايران وروسيا  وأمريكا.
  واشنطن حققت بقدرتها الوصول إلى الجنرال سليماني ما ارادت من عنجهية في اختراق الاخر وتصفيته  وتعي انها ستجبر على الخروج وان الثمن سيكون باهظا، فقد خسرت نحو خمسة آلاف إلى جانب جرح اكثر من ثلاثة وثلاثين ألف جندي منذ غزوها العراق في 2003م، واجمالي قواتها اليوم لا يتجاوز ستة آلاف جندي بالعراق.
-- اللعب على وتر الطوائف والقوميات لتفجير  العراق من الداخل سواء جر الاكراد الانفصاليين وزرع بذور الفتنة  بين السنة والشيعة ومحاولة ازاحة الطبقة السياسية الحاكمة والاتيان بنظام سياسي جديد موالٍ لامريكا  سيبقى ضمن معادلات غير متوقعة فاللاعبون كثر ولديهم المال وينتظرون الفرصة لتحقيق مآربهم، فما بعد اغتيال الجنرال سليماني في بغداد سنرى كيف سيدير الكبار مصالحهم وكيف سيصفون بعضهم والغلبة لمن ستكون  والعراق طبعا سيدفع الثمن غاليا.