عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2020

كتاب يجمع الأعمال الأدبية والمقالات للراحل بدر عبدالحق

 

عزيزة علي
 
عمان – الغد-  يرى الناقد د. نضال الشمالي، أن الصحفي والقاص الراحل بدر عبد الحق استطاع أن يحجز لنفسه خانة عريضة في مشهد فن كتابة المقالة الصحفية والقصة القصيرة في الأردن في الفترة “1974-1994″؛ إذ شكلت مقالاته في صحيفة الرأي الأردنية “علامة بارزة في نمط كتابة المقالة الصحفية بمقوماتها الفنية ومضامينها الرنانة”.
جاء ذلك في مقدمة كتاب الأعمال الكاملة “بدر عبدالحق/ القصة/ المقالة”، التي صدرت عن دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، بدعم من وزارة الثقافة، حيث عمل الشمالي على جمع ومراجعة ودراسة مادة الكتاب.
يقسم الكتاب الى جزأين، يتضمن الأول القصة القصيرة موزعة على ثلاثة فصول، يرصد الأول قصصه القصيرة في مجموعته “ثلاثة أصوات”، التي صدرت في العام 1972، ويتضمن الفصل الثاني مجموعته القصصية الثانية “الملعون” في العام 1990، وخصص الفصل الثالث للقصص ونصوص متفرقة منشورة وغير منشورة.
بينما اشتمل الجزء الثاني على فن المقالة وتوزع على تسعة فصول؛ الأول كان مخصصا لمقالاته التي جمعها ونشرها في كتابه “أوراق شاهد عيان عن غرائب هذا الزمان”، وكان ذلك في العام 1986، والثاني جمعت فيه المقالة الذاتية، والثالث المقالة الثقافية، والرابع المقالة النقدية، والخامس المقالة ذات الشأن الصحفي، والسادس المقالة ذات الشأن المحلي، والسابع المقالة ذات الشأن الفلسطيني، والثامن المقالة ذات الشأن الخليجي العراقي، والتاسع المقالة ذات الشأن العربي والدولي، وقد اختتمت هذه الأعمال بكشاف موثق يرصد جميع مقالات عبدالحق في صحيفة الرأي الأردنية وصحيفة شيحان الأسبوعية كاملة.
الشمالي يبين أنه بعد وفاة عبد الحق سلط الضوء على قلمه المبدع؛ إذ كان يتلمس باحتراف هموم الشارع العربي، فينتصر لها ضاربا عرض الحائط بكل رأي أو سلطة تنتقص من الحقوق أو تهزأ من الحقيقة.
ويتابع الشمالي “قدم عبدالحق نصوصا كتابية وإبداعية مهمة عبر مسيرته، إلا أنه لم يتمكن من جمعها بالطريقة التي تحفظها بسبب مرض الزهايمر الذي توغل فيه وتمكن منه في العام 1994، فتوقف عن الكتابة تماما، وكانت آخر مقالة صحفية كتبها في 26/5/1994، في صحيفة الرأي، بعدها انطفأت تماما كتاباته ولم يقو على قول كلمته الأخيرة ولا جمع شتات ما كتب، ربما لأنه لم يستطع احتمال تسارع الأحداث في المنطقة ولا تخاذل المتخاذلين، ولا تكالب المتناقضات، لقد كان صريحا وواضحا وملتزما بكل ما كتب وعبر وصرح”.
المتأمل في كتابات عبدالحق، كما يرى الشمالي، يكتشف أن كلماته لها وقع أبعد من المتوقع وكأنها مرسلة الى معان بعيدة يراها جيدا، بقيت كتاباته رهن إتمامها كمشروع ناضج الطرح، خاصة وأنه كان في طليعة الكتاب الصحفيين في الأردن على مستوى المقالة، وفي طليعة كتاب القصة القصيرة في الأردن، تفوق عبدالحق في حقلين شائكين هما الأدب والصحافة، فمن جانب نقرأ صحفيا متمرسا، ومن جانب آخر نقرأ أديبا وقاصا كان يعد بالكثير.
وخلص الشمالي الى أن عبدالحق كان ينطلق في كتاباته من سدة المسؤولية وتبعات المعرفة متحزبا ضد كل ما هو ظالم ومستبد وباعث على الضلال والرذيلة وسلب الحقوق، متبنيا قضايا الحق والعدل والمساواة وكل ما له صلة بالحقيقة، إنه وفيّ كل الوفاء لقلمه يبحث عن الحقيقة، وتصدر عنها مقالاته؛ إذ نجده يكره الاحتلال والانقسام العربي والتشرذم خلف الدول العظمى وكل ما هو مستبد، يشعر كأنه يطعن اذا ما قرأ خبرا عن تقسيم أو تعد أو اختلاف عربي، ومباشرة يعلن انتصاره للمظلوم والمستضعف، بلا هوادة حتى لو كلفه ذلك غاليا.
ويذكر أن بدر عبدالحق ولد في الزرقاء العام 1945، حصل على ليسانس شريعة إسلامية من جامعة دمشق العام 1968، وله مجموعة من المؤلفات منها في مجال القصة القصيرة “3 أصوات” مشتركة مع القاصين خليل السواحري وفخري قعوار، في العام 1972، “المعلون” في العام 1990، وكتاب بعنوان “أوراق شاهد عيان في غرائب هذا الزمان” في العام 1986، وكتابات سياسية بالاشتراك مع غازي السعدي، “حرب الجليل”، “الحرب الفلسطينية الإسرائيلية الخامسة حول غزو بيروت”، في العام 1983، وغيرها.