عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2019

ما الذي فعلته یا طیبي؟ - عودة بشارات
ھآرتس
 
الغد- من قال إن الطعم الذي القاه في حینھ أفیغدور لیبرمان سیمنحھ السمك في نفس اللحظة؟ انتظروا، كل شيء في وقتھ. صحیح أن قرار تحدید نسبة حسم مرتفعة، 25.3 ،% التي تقررت بمبادرة من لیبرمان، حظي برد بطولي على شكل توحید العرب والدیمقراطیین الیھود في قائمة مشتركة. ولكن مع مرور الوقت، تغلب الطبع الانساني على المصالح الوطنیة والدیمقراطیة.
شعور ”إذا لم أكن لنفسي فمن سیكون لي“ حطم كل تقدیر آخر، والنتیجة ستكون ھي أننا جمیعا
سنتأثر من العاصفة التي ستحل علینا.
اجل، لیبرمان ”لم یفقد أملھ“. وھا ھو الطعم الذي ألقاه قبل خمس سنوات أخیرا سیخرج ثمارا وفیرة: تحطم التمثیل العربي إلى اجزاء صغیرة جدا؟ وكأنھ لا یكفي ھذا، ھناك في السوق من یدعو لحملة انقسام مستقبلیة. مبروك، یا لیبرمان.
الانسحاب المثیر لعضو الكنیست احمد الطیبي، رئیس ”الحركة العربیة للتغییر“ مع قائمتھ من القائمة المشتركة اثار صدمة الانقسام في الوسط العربي. الآن كل واحد یرید أن یكون الرئیس.
في معلول، قریة آبائي المدمرة، یغنون ”كلنا رؤوس بصل، ما فینا قنانیر“. أیضا غوار، الممثل الكومیدي السوري، قال في احدى مسرحیاتھ ”الكل ھنا قادة، فقط ینقصھم الشعب“.
ھناك من یتحدثون عن كتلتین في الوسط العربي، وھناك من یتحدثون عن ثلاثة أحزاب، وھناك من یریدون أن یتنافس كل واحد مستقلا، لكن كیف سیجلب على الأقل لكل جزء 150 ألف صوت؟ ربما سنقترض أصوات من إخوتنا في الیسار الیھودي، الذین علیھم أیضا مسلط سیف الانقراض.
یمكن التخیل أن في الشارع الیھودي من یفرك یدیھ بفرح وھو یرى أن العرب لا ینجحون في
التوحد، لیس بسبب وظائف الوزراء، بل على صغائر الأمور مثل من سیكون الزعیم. یا للخجل. ماذا نقول لأخوتنا الیھود الذین لدیھم سوق الانقسام مزدھرة، والذین لا یتواجدون بالضبط في نفس الوضع معنا، لكنھم مع ذلك یریدون استبدال الحكم، اذا لم یتوحد العرب فإن ضربة انفصالھم ستنزل أیضا علیھم ھم انفسھم.
الصوت العربي ھو الصوت الأكثر ضمانة ضد بنیامین نتنیاھو والمسیحانیین المتملقین لھ، أكثربألف مرة  من الاصوات التي ستسحبھا الطلیعة التي تطرح نفسھا كبدیل: بیني غانتس، یائیر لبید
وآفي غباي.
السكان العرب وحلفاءھم الیھود لھم الآن 13 مقعدا، التي ھي الصخرة الصلبة للتغییر السیاسي
في إسرائیل. في ظل غیاب ھذه المقاعد یمكننا أن نحلم بتغییر الحكم. كل مقعد ینزل معھ احتمال
استبدال نتنیاھو. واذا لا سمح الله، ”القائمة المشتركة“ أو مكوناتھا، تفككت ھي أو شظایاھا، فھي
ستفقد 5 إلى 6 مقاعد بسبب موضة النجوم التي انتشرت لدینا، الإسرائیلي المعتدل الذي یئس
من السلطة المتعفنة ھنا یمكنھ القول وداعا للتغییر المأمول.
وھنا نختم بمثل عربي شعبي یقول ”لقد قفز على الحمار وسقط في الجانب الثاني وقال لنفسھ لقد
بقینا كما كنا“. عضو الكنیست الطیبي یعمل على تأسیس قائمة تحقق العدالة، حسب رأیھ، وأخیرا تعكس بشكل صحیح قوتھ الحقیقیة في الشارع. إذا كان الأمر كذلك، ھیا نتجاھل كل الاعتبارات الاخرى ونتحدث فقط ریاضیات: لنقل، اذا اعتمدنا على الاستطلاعات، فإن قائمة الطیبي المستقبلیة ستحصل على 6 مقاعد. في حینھ سیحصل اعضاء حركتھ فقط على 3 مقاعد، وسیفوز بالمقاعد الثلاثة الأخرى حلفاءه الذین ضمھم للقائمة من الخارج. في حین أنھ الآن، داخل القائمة المشتركة، لھ مقعدین على الاقل.
ویمكن الافتراض أن ھذا العدد لیس نھائیا. ھل مقعد واحد آخر یستحق كل ھذه الاحتفالات، واجواء الكآبة التي سیطرت على الشارع العربي والشارع الیھودي الدیمقراطي؟ كل ذلك على فرض أن الاستطلاعات صادقة. وإلا فإن النتیجة ستكون فقدان عشرات آلاف الاصوات. فبدل القول ”لقد قفز على الحمار وسقط في الجانب الثاني“، سنقول ”لقد سقط مع أبناء شعبھ في بئر لا قعر لھ“. اصدقائي، القلیل من التفكیر المنطقي لن یضر أبدا.