عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jul-2022

القطامين يكتب: مروان الحمود، الحَظِيّ سامِي الرّتْبة ..

عمون -

د. نضال القطامين
 
وهكذا يرحل البناة أحفاد البناة، بعد ان ملأوا الدنيا شهامة ومواقفا ورجولة.
 
هو ابن أبيه، وقد درس على يديه أبجدية المشروع القومي، وعلّمه كيف يكون مبجّلا وقورا، وأطلق في ذاته مارد الإنجاز وجعل له كل أرجوان الحضور البهي، فطفق في هذه الأرض حَظِيّاً زَعيما سامِي الرّتْبة.
 
وهو ابن السلط والسلالم، حيث روحه الوثّابة التي تأنف سكنى الإقليميات البغيضة، فكان ربيب العروبة والقومية والوطنية الحصيف، المطرق الوجوم المهاب الذي تقرأ في تفاصيل حضوره تاريخ الوطن وتضحيات أهله وترى في التجاعيد التي علت وجنتيه، وسوم العروبة ونقوشها ووشومها.
 
اليوم، من تخوم فرنسا حيث اقتضى الواجب سفري، أنعي لكل الذين يرون الحياة كلمة وموقف، الأخ الكبير، صديق أبي نضال ورفيقه، هذا الذي عمل بكل اقتدار في كل المناصب، وكان في كل أحواله صديق للجميع.
 
أنعي للسلط الناحبة على الرحيل، شيخها وعباءتها الضافية، صديق الناس ومُكْرِمَهم ومعزبهم الغانم، الدافئ المعتدل الجميل وقد قبل القسمة على الجميع.
 
اليوم، تودعه السلط، ونودعه، القلوب طافحة بالحزن، يسير الناس في موكبه الرفيع، يترفقوا بالجسد المعبأ بالحلم والصبر والأناة، بالحكمة والروّية، سداد الرأي والرشد، جسدٍ كان صاحبه بابا واسعا للتؤدة والرزانة والوقار، في حضرته، تُلملم المآزق، حيث يقبض على رؤوسها ويطويها، في نموذج نادر للرجاحة. كان سيدا مهابا وشهما نبيلا.
 
ويا أيها الأردني النبيل، لم تمت، تذكر دائما أن الربيع سينمو حيث ولدت وعشت، في السلط التي أبيت فراقها وفي امتداد السهول والتلال، وتذكر أن الموت ما هو سوى تغيير مقام وأشكال، وأنك حاضر في كل الأزمنة والأمكنة، شهيداً أقام خيمة السلط والوطن، وثِقْ أن فتية السلالم ونقب الدبور والصافح والعيزرية، سيمشون على خطاك، وسيتنكّبون هديك وخلقك الرفيع ومواقفك الخالدة، وأنهم وهم الذين كنت تشرع لهم أبواب الحكمة في غلاف الصبر، سيبكونك اليوم، لكنهم أبدا جنود الحق والصواب وأولى النهى، يلتحفون في المساءات عباءتك، ويلبسون من ثوبك المنسوج، ما حاكته أيامك الجميلة من واسع اللب والمشورة والتدبير.