عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2021

هل تدخل الحياة السياسية الأردنية حقبة جديدة؟*د. مأمون نورالدين

 الراي 

بقيت الأحزاب السياسية ولعقود من الزمن القطعة المفقودة من لوحة فسيفساء الحياة السياسية الأردنية بالغة التفاصيل، ولطالما كان هذا الشأن مركز الحديث عن الإصلاح السياسي في المملكة. تعددت المقاربات على مر الزمن للتوصّل إلى صيغة فاعلة للإصلاح السياسي كان منها الناجح جزئياً ومنها لم ينجح، حتّى دخلنا عام 2021. وأسس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه لنهج جديد اتبع آلية جديدة أكثر فعالية وأنفع جدوى لإحداث التغيير المنشود وبمشاركة شاملة من أصحاب العلاقة من داخل ومن خارج مؤسسات الدولة. لقد كانت فكرة اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وآلية عملها التي شملت الحوار مع جميع أطياف المجتمع من مكونات سياسة واجتماعية ركيزة يمكن البناء عليها لتغيير الواقع للأفضل.
 
أما بعد تسليم اللجنة الملكية لنتائج أعمالها لجلالة الملك وإرسالها بعدها إلى الحكومة فقد جاء خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر ليحمل تفاصيل المرحلة التي ممكن اعتبارها الثانية من مراحل تنفيذ الإصلاح السياسي وجلبه إلى أرض الواقع وهي في الواقع المرحلة الأهم والتي تشمل تحويل الرؤى والاقتراحات إلى قوانين نافذة ناظمة للحياة السياسية الحديثة التي يحتاجها الوطن. ركّز جلالة الملك في مستهل خطابه على مسؤولية مجلس الأمة الحالي بإقرار قانونيّ الانتخاب والأحزاب والتعديلات الدستورية التي قدمتها الحكومة للمجلس، ويلفت النظر هنا إشارة جلالته بكل موضعية وواقعية إلى أن عملية التحديث هذه تحتاج إلى ما هو أكثر من قوانين وتشريعات واصفاً إياها بعملية التطوّر الاجتماعي والثقافي، وهنا يتقاطع دور مجلس الأمة مع السلطات الثانية والثالثة بشكل يشمل جميع مؤسسات الدولة لإحداث التغيير وقد تكون هذه المرحلة الثالثة والتي تتطلّب الجهد الأكبر.
 
الشباب الأردني، هم كلمة السر ومفتاح الحقبة الجديدة للحياة السياسية والازدهار الوطني وهم من سوف يصنع مئوية الدولة الثانية ولهذا على المؤسسات المعنية ومن المستويات كافة في السلطات الثلاث أن تلتفت لهم وتمتثل لتوصيات جلالة الملك باتخاذ قرارات توافقية جريئة ومدروسة لإشراكهم في الحياة السياسية بشكل فاعل ومنتج. في هذا المجتمع الفتي الواعد طاقات قادرة على احداث التغيير،إن تم اعدادهم فكرياً ومهاراتياً ومنذ الصغر لأخذ مواقعهم المستقبلية في بيئة الديمقراطية والتعددية الفكرية. نحن اليوم أقرب بكثير من مضى لتحقيق التقدم ولكن لا نملك رفاهية الوقت أو أي مساحة للإخفاق.