عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Feb-2019

شعارات بلا غطاء - حاییم مسغاف
معاریف
 
الغد- ھذه المرة لن ینجح الأمر: لیس فقط لأن غانتس لیس رابین بل لان الجمھور بات واعیا أكثر
بكثیر. فالشعارات التي نجحت في 1992 لم یعد یمكنھا أن تنجح في 2019 .لا یوجد أي احتمال آخر لان یسوق للجمھور أملا عابثا عن السلام أو عن حل وسط سیاسي مع الفلسطینیین مقابل التنازل عن كل المناطق التي احتلت في حرب الأیام الستة، أو عن جزء منھا، حتى بدون اتفاق، مثلما فعل ایھود باراك وأریئیل شارون، اللذان ھما أیضا جنرالین متقاعدین.
فكیف یمكن على الاطلاق محاولة بیع أضغاث أحلام من ھذا النوع؟ في حینھ نجح ھذا لرابین.
شيء ما في شخصیتھ سحر غیر قلیل من الناس. من ذلك رئیس أركان، قال في قلوبھم الناخبون من الیمین. یحتمل أن یكون یرى شیئا نحن لا نراه. وإن كان مھما الاشارة إلى أن أغلبیة ھذا حقا، فقد صعد الیسار إلى الحكم في حینھ بسبب ضیاع مقاعد الجمھور الیھودي لم یشترِ احزاب لم تجتاز نسبة الحسم واستعان بالأغلبیة التي منحھا لھ النواب العرب.
أما الیوم فلم یعد بوسع ھذا ان ینجح، حتى لو كانت الخطابات التالیة لغانتس ستسوق بغلاف ھدیة مع ورق السولیفان. فقد بات واضحا للجمیع كما یخیل لي، بما في ذلك في الیسار المناھض للصھیونیة بأن السلام لن یحل ھنا حتى بعد ألف سنة أیضا.
یمكن للمرء أن یحلم، ولكن ینبغي أیضا ان نكون واقعیین. فالعرب غیر مستعدین لان یعترفوا بحق الشعب الیھودي في دولة خاصة بھ. بھذا اصطدم باراك أیضا حین كان یائسا لان یتوصل إلى أي اتفاق ینقذ ولایتھ الآفلة. فھم یریدون ان یقیموا دولتھم على كل الارض التي غربي النھر.
ویوجد موضوع آخر: لا یوجد اي زعیم عربي یتجرأ على التنازل عن حق العودة. فالعرب یرون فیھ حجر أساس. ما یعني أن الیھود سیتعین علیھم أن یتركوا بیوتھم كي یخلوا مكانا لمن یسعوا لان یحققوا حقھم في العودة إلى بیوتھم واراضیھم التي ھجروھا في 1948 .
دافید بن غوریون، الذي رأى الولید، سارع إلى أن یضم كل الاراضي التي أخلیت كي یقیم فیھا إسرائیل الجدیدة. كان من حظھ، بالطبع، ان قضاة من نوع أھرون باراك لم یقفوا في حینھ في طریقھ. المحكمة العلیا كانت، مثل كل مؤسسات الدولة، صھیونیة عملیة. قضاتھا لم یفكروا في حینھ الا صھیونیة. اما القیم الكاذبة التي توجھ الیھم القضاة في القدس فلم تقف امام عیونھم. وبقیت الدیمقراطیة على حالھا، دون ضر، حتى بعد ان ولد قانون العودة، مثلا.
وقانون القومیة كانوا سیعانقونھ. أما الان فقد بات واضحا لماذا ترى دوائر في الیسار انھ فقط من خلال ملفات التحقیق سینجحون في الاستیلاء على الحكم. لیس لدیھم أي شيء آخر جدیر یعرضونھ. نحو ربع قرن بعد الاتفاق الذي ولد باصات متفجرة في شوارع المدن وأماكن ترفیھ تشتعل بالنار، لا یمكن للرؤى العابثة ان تولد تغییرات للحكم.
أفیحاي مندلبلیت لا بد یفھم ھذا، وعلیھ فملقاة علیھ مسؤولیة مزدوجة ومضاعفة: محظور علیھ
ُسر بغیر ارادتھ. وینبغي لنشر موقفھ ان یكون بعد الانتخابات كي یسمح بأن أن یعمل كمن  یسیر الاجراء الدیمقراطي كما ینبغي. وعلى بنیامین نتنیاھو أن یتلقى الفرصة لان یرد على كل قرار. كل قرار آخر یمكن ان یعد كمحاولة للتدخل بنتائج الانتخابات.