عمان- الغد– صراع قديم ومتجذّر بين أسرتيْن، يترك النار مشتعلةً بصورة دائمة بين عائلتَي البهيتاني والخطوان، فلا يجد الصلح مكاناً بينهما ولا مكان للاتفاق. هذا قبل أن يتدخّل القلب ويقول كلمته بين شاب وفتاة من العائلتيْن المتحاربتيْن في “الميراث”.. أول (سوب أوبرا) سعودي من نوعه، يُعرض على MBC1.
عمل درامي سعودي طويل ممتدّ الحلقات، يرصد واقع الحياة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمتغيرات الحاصلة في المملكة العربية السعودية.
تنطلق الأحداث منذ لحظة وفاة عبد المحسن البهيتاني التي ستكون نقطة التحول الجذري لمرحلة ما قبل وما بعد. فموت الرجل سيكشف عن حقائق كثيرة، منها الإعلان عن وجود ولد ذكر له من زوجة سابقة، ومخططات تكاد تبوء بالفشل لشراكات تعاقدية بين العائلتين المتقاتلتين، بالإضافة إلى مؤامرات للسطو على الميراث الذي تركه الرجل. وفي ظل هذه الظروف، يتسابق الجميع على نيل حصة ليست من حقه من المال، فلا يجد الإنسان الطيّب مكاناً له ولا يعرف كيفية الحصول على أبسط حقوقه، حينما يقرّر الأقربون والمحتالون اقتناص أكبر قدر ممكن من التركة. ولكن إذا دخل الحب من الباب، فهل يقرب بين النفوس أم يتحوّل سريعاً إلى عداء؟
الكاتبة نور الشيشكلي.. نقدم مشاهد حياتية وليس قالباً دراميّاً
عن تجربة الكتابة في هذا النوع من الأعمال الدراميّة، توضح الكاتبة نور الشيشكلي “أننا أخذنا قواعد كيفية كتابة نصوص “سوب أوبرا” وكتبنا حكايتنا؛ حيث لم نأخذ أي شيء من النصوص الغربية، لنكون حقيقيين في نقل الواقع العربي والسعودي”، مشيرة إلى “أننا نعتمد على الحكاية وعلى أداء الممثلين، وإلى أي مدى نشبه الناس الذين يتابعون عملنا، وحتماً ستجد بين النماذج المختلفة من الناس شخصية واحدة على الأقل تشبهك أو تفكر مثلك، وتقترب منك بردود أفعالها”. وتضيف بالقول: “لا نقدم قالباً درامياً، بل مشاهد حياتية وحوار يشبه حواراتنا، وبالتالي لا نبحث عن جمل درامية منمّقة، بل ندعو المشاهدين ليشاهدوا الحياة كما هي لكن على الشاشة الصغيرة”. وعن مدى قدرة الكاتب السوري أو اللبناني على مواكبة الأجواء السعودية ونقلها بصدق، ترى الشيشكلي بأن “الكاتب يجب أن يكون منفتحاً على كل الثقافات والبيئات من حوله، وألا تكون حكاياتنا موجهة فقط إلى مجتمعاتنا المحلية، كما أن السعودية تشهد تغيراً واضحاً وانفتاحاً كبيراً وفق رؤية 2030″، مؤكدة “أنني بعدما قدمت أكثر من مشروع درامي في هذا الإطار، باتت التفاصيل مألوفة بالنسبة لي أكثر”.
وتذهب الشيشكلي إلى أبعد من ذلك، لتقول: “بحثنا عن أشخاص يشبهون الكاراكتيرات، فأخدنا المواصفات النفسية ليكون الممثلون أقرب إلى شخصيات العمل”، لافتة إلى أن “رهاننا ككتاب هو أن المشاهد سيحب الشرير والنصاب وليس الشخصيات الطيبة فحسب، لأننا أمام أشخاص حقيقيين هم خليط من الخير والشر كما في حياتنا اليومية”.