الدستور
تكشف الأزمة الراهنة ان بلادنا صلبة قوية قادرة على حماية مصالحنا وسيادتنا والهوية الوطنية الاردنية. وإذا كانت بلادنا لا تقلع في هذه الظروف، فإنها بكل تأكيد لن تقع.
فها هو شعبنا الأردني العربي العظيم، النواةُ الصلبة الأردنية، يتجلى في كل محافظاتنا، يعزف سمفونيةَ الانسجام والرضى والثبات على القيم والمبادئ، بإشراف ملكنا الخبير المحنك، الذي تلتف حول قيادته، أوسع منظومة تلاحم عرفها الأردن. تتوفر في المعزوفة الأردنية أركان السمفونية وشروطها الأربعة:
التناغم والتتابع والتزامن والتوافق.
ويشرف الملك بنفسه ويوجه جهود الحكومة والجيش الأردني العربي العظيم والأجهزة الأمنية المحترِفة المحترمة، في نسق تعاوني متماسك ناجح، يصب في حالتنا الوطنية الوازنة الراشدة.
لقد تم اختبار الثقة بين القيادة والشعب فتجلى الوضوح المنشود في الوعي الوطني.
لقد مرت على بلادنا ظروف غاية في القسوة. حوصرنا في منتصف خمسينات القرن الماضي ولم نتمكن من الحصول على بنزين الدبابات والطائرات التي «كربجت» على حدودنا مع العدو الإسرائيلي، فاضطررنا إلى استيراد البنزين بطائرات الشحن البريطانية من قبرص، بالتنَكات ذات أل 20 لترًا !
تتفاوت التحديات التي تواجهها بلادنا في شدتها وحدتها، لكنها لا تتوقف، ولا يتوقف الخروج الأردني الظافر منها.
الأردن منذ 104 أعوام وهو في أتون تحديات لا تنتهي، وهو في ذات الوقت يصعد منها ويتغلب عليها ويستل منها العبر المرجوة.
الأردن قوي. ولولا ذلك لما صمد في إقليم يضربه الإرهاب والحروب والتهجير والدكتاتورية والفساد والظلم ووباء الاحتلال الإسرائيلي.
لقد عبرنا صعوبات لا تحصى. وبقي أن نعبر الصعب الجديد، بالرباط الأردني الذي تزداد متانته مع الهاشميين سادة الأمة وسعادتها.
كتبت هنا: منذ أَنْ كان شعر رأسي أسود وأنا أسمع أحكام المحللين «العباقرة» التي تزعم أن البلد هشّة!!
الأردن العربي الهاشمي صلب وصعب، ليس هشًا ولا على الحافة، وليس في خطر، الأردن العربي الهاشمي في الطليعة والعلى.