عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Mar-2020

الإسراء والمعراج .. ظروف استثنائية - عوني الداوود

 

الدستور - في الأصل  كانت حادثة الإسراء  والمعراج في ظروف استثنائية. رسول الله صلى الله عليه وسلم يفقد العزيزين اللذين سانداه في دعوته، وهما زوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، ثم عمه أبو طالب...ثم ليعود  من الطائف حزينا على أمته التي لم تستجب له، ليهبط جبريل  ومعه ملك الجبال يسأله إن أراد أن يطبق  عليهم (الأخشبين - أي - الجبلين) جرّاء ما فعلوا به صلى الله عليه وسلم، لكن نبي الرحمة يرفع يديه بدعاء - ما أحوجنا اليوم لأن نستذكره ونردده، وأن نرفع أيدينا بالدعاء إلى الله: 
 
«اللهم اليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم الى عدو ملكته أمري؟ ان لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة الا بك». 
 
الإسراء والمعراج كانت فرج الله على نبيه بعد المعاناة، وطول الصبر.. الإسراء والمعراج  كانت معجزة ربانية، ظهر فيها صدق «الصدّيق»، وكذب المنافقين.. فشكلت حادثة فارقة في التاريخ الإسلامي. 
 
واليوم تمر بنا الذكرى، ونحن في كرب، نواجه فيه وباء وابتلاء، علينا مواجهتهما بالصبر والإيمان بالله أولا والعودة إليه كي يلهمنا الصواب ويمنّ علينا بالفرج  وينجينا من الكرب، ومن هذا الوباء الذي حصد ولا يزال  يحصد الآلاف من كل دول العالم، خاصة تلك التي لم تحسن إدارة الأزمة، ولم تتعامل مع «الوباء» بجدية، ولم تتخذ الإجراءات الناجعة مبكرا، حتى فقدت السيطرة. 
 
نبي «الإسراء والمعراج»، صلى الله عليه وسلم،علّمنا كيف نواجه مثل هذه الأوبئة، فسبق العالم بكل إجراءاتهم، فعلّمنا أصول «الحجر الصحي» لمنع انتشار الوباء ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : « اذا وقع بأرض وأنتم بها  فلا تخرجوا منها، واذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها».. واقتداء بصاحب الذكرى العطرة علينا جميعا اتباع الإرشادات والتوجيهات التي تهدف لحمايتنا جميعا من هذا الوباء، وأن نبقى في بيوتنا ونتبع الإرشادات أولا بأول علّ الله جلّت قدرته أن ينجينا جميعا من هذا الكرب في أسرع وقت ممكن. 
 
تمر علينا ذكرى الإسراء والمعراج، ومسرى نبينا، المسجد الأقصى يئن تحت نير الاحتلال الصهيوني الغاصب، الذي لا بزال يمارس كل صنوف العدوان  ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والعهود والقانون الدولي. 
 
ندعو الله في هذه الذكرى العطرة، أن يفرّج عنا الكرب وأن يحفظ الأردن ملكا وشعبا من كل وباء وابتلاء، وأن يخلص الأمتين الإسلامية والمسيحية من «وباء  كورونا»  ومن «وباء العدوان»  على «الأقصى»  و «القيامة» والقدس وفلسطين.