عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Sep-2025

منعرج جديد في انتظار دول الخليج والشرق الأوسط*منى خيرالدين اللواتي

 الدستور

مع الأسف فإنّ اسرائيل تُلغي أي وسيط.
بدا واضحا جدّا بأنّ اسرائيل تسعى للانفراد بالقرار ولتطبيق أهدافها التاريخية في فلسطين والشرق الأوسط وذلك من خلال ما قامت به في قطر من هجوم جوّي كمحاولة لتصفية كل الوفد الحماسي بالأمس.
نعلم جميعا بأنّ قطر تقوم بدور الوسيط المباشر بين حماس وبين الأطراف الدولية الأخرى بما فيها اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لذلك فإنّ ما أقدمت عليه اسرائيل من هجوم وقح على الأراضي القطرية يُعتبر تماديا صارخا على السيادة القطرية من جهة ومحاولة جليّة لجعل قطر تتقهقر عن دورها التقليدي في عملية الوساطة في إطار القضية الفلسطينية وخاصة أنها لعبت دورا كبيرا في احتواء قادة من حركة حماس وتهدئة الأوضاع في أكثر من مناسبة.
لقد نجا وفد حماس من عملية الاغتيال الجماعي المُرَكَّز لكن ذلك لم يمنع وقوع العديد من الضحايا الأخرى الذين تواجدوا بساحة الهجوم في ذلك التوقيت، وهنا يجب أن ننوّه إلى خطر كبير يهدد عملية التسوية التي تسعى الدول العربية للتوصل اليها في قطاع غزة، لأنّ اسرائيل تقوم بإقصاء أي طرف يحاول التدخل وكأن نتنياهو يقول: لا يحق لأي طرف التدخل فيما نفعل.
جزء ثان من هذه المسألة لا يقل أهمية عن دوافع إسرائيل لشنّ هذا الهجوم وهو فيما يتعلّق بموقف الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الرئيس دونالد ترامب.
في كل ديبلوماسيات العالم هناك مكالمات هاتفية مباشرة تحدث بين رؤساء الدول وملوكها فهل كان ترامب سيعجز إن اتصل بأمير قطر بصفة مباشرة لإعلامه بالهجمة التي صرّح أنه على علم مسبق بها!
هل هذا الهجوم الذي يعتبر جديدا وغريبا بالنسبة لدولة قطر التي تعودت على السلام والأمان ليس بالحدث الضخم والخطير الذي من شأنه أن يدفع ترامب لتحذير قطر بأقصى سرعة لازمة؟
لماذا لم يمنع ترامب اسرائيل من الهجوم لو كان فعلا يعتبر قطر حليفا ودولة مساعدة؟
ترامب كان على معرفة بالهجوم الجوي الإسرائيلي على الدوحة وبتوقيت هذا الهجوم هل هذا يعني بأنّه لم يكن دقيقا بما يكفي في تخمين الوقت اللازم لإخطار قطر بالهجوم عندما كلّف وزير الخارجيّة بالقيام بذلك؟
وعلى هذا الأساس يكون تصريح ترامب بشأن موقفه من هذا التعدّي هو استهزاء.
قطر التي هي دولة وسيطة وطرف بعيد كل البعد عن الهجمات المسلّحة ويقوم دورها في هذا الإطار على استقبال عناصر من حماس واحتواء الحرب الاسرائيلية الفلسطينية من الناحية الديبلوماسية البحتة هل يمكن تجاوز سيادتها بهذه البساطة إذا لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل تعوّدا على استقبال افعالهما بالسكوت؟
إنّ تصريح ترامب الذي حاول أن يغطي به عن تآمره مع اسرائيل بشأن ضرب الدوحة لم يكن إلا محاولة يائسة للمحافظة على حليف اقتصادي قوي له.
إن هذا الحدث المؤسف والمخزي لم يكن متوقعا بالمرّة وإذا لم يأتِ الردّ جدّيا فإنّ الأوضاع في الشرق الأوسط ستتراجع أكثر فأكثر.